من اهل الدار
ادارية سابقة
تاريخ التسجيل: November-2012
الدولة: بغــــــــــــــداد
الجنس: أنثى
المشاركات: 48,535 المواضيع: 8,156
صوتيات:
85
سوالف عراقية:
13
مزاجي: صامته.. و لم اعد ابالي
المهنة: مصورة شعاعية
أكلتي المفضلة: شوربة عدس .. وعشقي لليمون
آخر نشاط: 1/June/2024
الفرد العراقي (لنتفكر قليلا ) المشاركة الثالثة في مسابقة المواضيع الحصرية
كثيراً ما نتطرق هذه الأيام لأمور غريبة دخيلة على المجتمع العراقي نزحت إلى حضارة وادي الرافدين بعدما كانت سائدة في الحضارة الغربية ، منها القتل والانحراف ناهيك عن الشذوذ وما شابه ذلك...وها نحن اليوم نعيش أهوالها وأخرى ملاحم وفتن في بلاد النهرين بلاد السلام والوئام والشجاعة الفذة فهي أول حضارة سنت وأقرت وأدرجت القوانين وشرعتها وأول من خط بالقلم وكتب بالخط المسماري من لبت عشتار إلى شريعة حمورابي العظيمة ، وأول من سن قوانين الحقوق ومن دعا إلى الحرية ،
العراق هو البئر الذي كان يستقي منه كل عابر منذ القدم ، كان العراق محط أنظار العالم لما خلفه سلام وشجاعة عُرف بها جيشه العظيم ،
كانت جدتي تقول في حكاياتها بأنه أشبه ما يكون بيوسف عليه السلام وإخوانه حينما ألقوه في البئر ، إذ كان مطمعاً من مطامع الطغاة على مر الأزمنة ولازالَ ،
وهنا نقف متأملين لهذه السفينة التي طالما حملت على ظهرها فسيفساء من كل عرق ولون مثلوا أبناء البلد الواحد ،
يشهد عراقنا اليوم مرضاً سرطانياً ألا وهو الطائفية التي سرعان ما انتشرت على أيدي الطغاة والمارقين الكفرة الذين أرادوا بأبنائه التفكك ،
أولئك الأبطال الذين مجدهم الزمن وذكرهم كخير أجناد للأرض ،
فلنتدبر كيف أصبح يوسف ملكاً من ملوك الأرض بعد أن أرادت به يد إخوته شراً كما هذا العراق الجريح الذي يرقص على جراحه الأوغاد ، فلابد من يوم ترفع رايته خفاقة وعلى يد أبنائه الغيارى .
نعم كل من أطلق العنان لفتواه حتى كثرت فتاوى آخر الزمان كما ذكرها الإمام علي ـ عليه السلام ـ لتكون وقوداً للكراهية سيعلم وبال أمره ، لقد ولدنا وترعرعنا في أكناف طوائف وقبائل لا نقدر أن نغيرها وهو ما يجب أن يعلمنا كيفية التعايش كإخوة ، ولننظر قليلا إلى نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ماذا قال ؟ : ( الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار) وفي حديث آخر له ( كل المسلم على المسلم حرام ماله ‘ودمه‘ وعرضه‘ ) فلا يجوز الاعتداء عليه بحال من الأحوال .
ولي معكم حكاية :
لنتمهل قليلاً ليس كل بني آدم متساوون فمنا الصالح والطالح ، لقد حظيت بأناس أطيب وأرق وأحن إخوة لم تلدهم أمي وتعايشت معهم كانوا من السعودية والجزائر والأردن واليمن ومصر وحتى المغرب ، وربطتني بهم علاقة أخوية وعاطفة جياشة وكذلك من أبناء بلدي العزيز ، من كركوك وبغداد ، وكنا نجتمع للحوار الثقافي في دار للكتابة على مرّ 3 سنوات ولم أرَ منهم إلا كل خير رغم أن طوائفنا وقبائلنا مختلفة لكن التوادّ والأخلاق هي من انتصرت ، فكنا نعيش أحلى ساعات وكانت تخطف الساعات وكأنها ثوان ، وكان كل هذا بناءً على المحبة والأخوة بالله ، نحن لا نحكم على قيمة الأفراد وطرق تفكيرهم بسلوكيات حكوماتهم بل بما يحمله فكر الفرد وعقله .
لذا يجب أن لا نخلط الحابل بالنابل ، ونتشنج بإزاء أبناء بلد آخر ولنتحلَ بالأخلاق فهذه من شيم العراقي ، ولا نقيس الشعوب بحكوماتها وحكامها ، فكل شخص ينشأ على ما ترعرع عليه ، ولننظر قليلاً إلى ذلك الذي يحكم ويجلس على الكرسي فهو ليس بمعصوم عن الخطأ ، كلنا خطاءون وخيرنا من يفقه هذا ، لنكن في عراق الخير كما قال النبي عليه الصلاة وأتم التسليم ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
فالعراق اليوم يمر بملاحم ، وفتن مرتزقة لا تحب الخير للبلد العظيم فيجب أن نستأصل هذا الورم الخبيث ونقطع رأس الأفعى حتى لا يعم لباقي الأجزاء ، لنتفقه قليلاً من منطلق الأخوة والمحبة بعيداً عن الطائفية ومنطق هذا لــي وهذا لك ، يداً بيد نبني العراق