فصل في بيان نسبه :
هو سيد الأوصياء وإمام الأتقياء وابو الأئمة النجباء أمير المؤمنين " ع " وخليفة رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين شمس المشارق والمغارب مظهر العجائب والغرائب أبو الحسنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم عمرو العلى بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن ادبن أو دبن ناحور بن يعود بن يعرب بن يشجب بن ثابت بن اسماعيل بن ابراهيم خليل الرحمن بن تارخ بن ماخور بن ساروغ بن ارعواء بن فالغ بن عابر بن شالخ بن ارفخشد ابن سام بن نوح " ع " بن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ بن برد بن مهلاييل بن معسوف ابن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر (ع)، وقيل عدنان بن أددبن نام بن يشجب ابن يعرب بن الهميسع بن صانوع بن يافث بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم بن تارخ ابن ناحور بن ارعواء بن اسروح بن فالح بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح بن متوشلخ بن اخنوخ بن مهلاييل بن قينان بن انوش بن شيف بن آدم " ع " وقيل غير ذلك والأختلاف بطول المدة أو لتعدد بعض اسمائهم وكفاه فخرا ان آبائه واجداده هم آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجداده وحسبه ونسبه حسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسبه وكان الغالب علي أمير المؤمنين " ع " من الكنية أبو الحسن ومن اللقب أمير المؤمنين " ع " وكان
ولده الحسن (ع) يدعوه في حياة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا الحسين عليه السلام أبا الحسن ويدعون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اباهما فلما توفى النبي (ص) دعوه بابيهما وكناه رسول الله (ص) ابا تراب وجده نائما في تراب وقد سقط عنه ردائه واصاب التراب جسده فجائه حتى جلس عند رأسه وايقضه وجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول له اجلس انما انت أبو تراب وكانت من احب كناه إليه " ع " وكان يفرح إذا دعى بها فدعت بنو أمية لعنهم الله خطبائها أن يسبوه بها على المنابر وجعلوها نقيصة له ووصمة عليه. قال ابن أبي الحديد في (شرح النهج) فو الله لكأنما كسوه بها الحلى والحلل كما قال الحسن البصري أقول ولله در عبد الباقي أفندي العمري حيث يقول في تأويل هذه الكنية الشريفة:
أنت ثاني الآباء في منتهى الدور * * وآبائه تعد بنوه
خلق الله آدما من تراب * * فهو ابن له وأنت أبوه
قال ابن أبي الحديد وكان أسمه الأول الذي سمته به أمه حيدرة باسم أبيها أسد ابن هاشم، والحيدرة الأسد فغير أبوه أسمه وسماه عليا، وقيل أن حيدرة اسم كانت تسميه العرب والقول الأول اصح يدل عليه خبره يوم برز إليه مرحب وارتجز عليه فقال، أنا الذي سمتني أمي مرحبا، فقال " ع " أنا الذي سمتني أمي حيدرة. أقول: سيأتي وجه تسميته في ذكر ولادته " ع " وأمه هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي واسم أبي طالب عبد مناف وقيل عمران والأول اصح واسم عبد المطلب شيبة واسم هاشم عمرو.