في ضمير أمتي
بقلم مصطفى قاسم عباس
عجبتُ وحُــقّ لي عجبي وفـي جوفـي لظى اللهبِ
وقلبـي اليـوم مـنفطِرٌ ودمـعي جـِــدُّ منسكِب
لمــاذا بعـضُ أمّتــنا بـــلا ديــنٍ ولا أدبِ؟!
وغاصوا في بحـار الجهل والفــوضى إلى الركب
أرى في أمـتي شـطـطاً تخــوض ببـحـرِهِ اللّجِبِ
لقد كنّا نحاكــي النجم بــل نعــلوه في الرُّتب
وكلُّ الأرض قـد شهدت بشــدة قـــوَّة العرب
لمــاذا اليـوم فـي ذُلٍّ نُقَــبِّل أســفلَ الذّنَبِ؟!
نريد اليــوم سـلَّـتَنا بلا كـــرْمٍ ولا عِـنـبِ
نريد الــزرعَ نحصـدُه بـلا حــرْثٍ ولا تعـبِ
أرى فرعــونَ عاد اليوم يصـحبـهُ أبــو لـهبِ
أرى مسَــداً على جيدٍ وقلبـاً فـــاض بالغضب
فهل عــادت لشارعنا ـ تُــرى ـ حمالةُ الحطب
لتُشعِل نــارهـا في درب مـن يـمشي بهدي نبي
أرى جيــلاً من الشُّبَّان في لـهوٍ وفــي طربِ
تخــنَّثَ فـي ملابسه وشـعرُ الـرأس كـالذنب
يرى الغــربيَّ أسـوتَهُ ويقـرأُ عنـــه في الكتب
يقــلِّـده كــإمَّعَةٍ وتُخـجـله : أنــا عـربي
بهذا الجيلِ قولــوا لي: سندحـر جيش مغتصب ؟!!
بهذا الجيل قــولوا لي : سنُرْجــع عـزَّة العرب ؟!!
بهذا الجيــل قولوا لي : سنـرقى هــامةَ الشّهب ؟!!
نريد اليـوم عــمّاراً وسلــمانـاً وكــلَّ أَبـِيْ
ألا حَسَــنٌ يُعيـد لنا توحُّـــدَنا، فـــداهُ أبي
نريد الـــيوم فاطمةً تُنيــر الــدربَ بـالشُّهب
فنــورث الحقّ والإيمان يـمحـق ظُلـمة الـرِّيَبِ
نــريدُ اليوم عائشةً تبُـثُّ العـــلم فــي أدبِ
أرى بطـريق وحدتنا جبــالَ الـحقـد والعَصَبِ
عداواتُ القلوب طغت لأجــل الـمـالِ والذَّهب
سأبذل كـلَّ ما بيدي لأنبــذَ فُـــرقةَ النَّسب
ومن يـرجـو لأمّـته فَخَاراً في ذُرى السُّـــحُبِ
فهذا النَّهــجُ أتـبعُهُ ليتـبعَـنـي ويـلـحقَ بي
فإنــا إخوةٌ في اللـ ـه قبــل أُخُــوَّةِ النَّسب
وإنا شعــلةُ الإخلاص من مــاضٍ ومـن حِقَبِ
وما عــادت مذاهبُنا تُفـرِّق حـِـزمــة الحطب
أخي فـي الله كل تقيْ أخـي فـي الله كــلُّ أبـي
إذا لم تسـمعوا نُصْحي ولـم تتفهــمـوا عجـبي
ولم تتوحّــدوا جسداً يُطــيحُ بـأعظم النُّــوَبِ
إذا الآذانُ فـي صَمَمٍ إذا الإحـساسُ في عَـطَـبِ
فلا الأشعـارُ تنفعكُم ولا جــيشٌ مـن الـخُطَب