![]()
شفقنا- بيروت- لم يوافق «شيخ» الحدادين في جزين (جنوب لبنان) سمير الحداد على بيع السيف المذهّب الذي صمّمه ونفّذه على نمط الحرفية الجزينية في صناعة السكاكين وملحقاتها، حين عرض عليه الشاري مبلغاً بخمسين ألف دولار أميركي، إذ آل على نفسه ألا يبيعه بأقل من مئة ألف دولار نظراً لما يتضمنه من حرفية عالية، وعملاً بالقول الشعبي: «إن لم تشأ تزويج ابنتك.. فغلّ مهرها».
أطلق سمير الحداد على سيفه «ذو الفقار»، اسم سيف الإمام علي بن أبي طالب. وقد صنعه من فولاذ وذهب وعاج وعظم ملون.
جعل طوله متراً ونيفاً، وعرض قبضته نحو عشرين سنتيمتراً، ووزنه خمسة كيلوغرامات.
ويتحدّى صاحب السيف ومخترعه أن «يأتي أحد بمثل الهيبة التي جعلتُها لحدّي السيف وانسيابه».
مَن يقف قبالة السيف يستطع أن يميّز وجهه من دون تموّجات أو اعوجاج في الانعكاس. لقد جعل صانع السيف القبضة خليطاً من الفولاذ المطعّم بالذهب والعاج، مع العظم الأحمر الذي هو من اختراع الحداد. أما طائر القبضة فأتقن الحداد فيه رسم العين: «لقد رسمت مئة عين حتى ضحكت لي عين».
استمر العمل في هذا السيف نحو ستة أشهر، وعندما شعر عميد الحرفيين الجزينيين بأن انسياب السيف أتى خفيفاً، يقول، «خشيت أن يفقد قيمته وقدره، لذا قررت أن أجعل سماكته مضاعفة، وليس بإمكان أي مصنّع يدوي أن يطوّعها بهذه السهولة، وهكذا تمكنت من الحصول على هذه التحفة الرائعة».
كامل جابر _ صحيفة السفير
انتهى
http://iraq.shafaqna.com/other-relig...%A7%D8%B1.html