النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

حرفيون صناعة العود لم تسلم من المستورد

الزوار من محركات البحث: 653 المشاهدات : 2643 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    ابو النون
    تاريخ التسجيل: May-2011
    الدولة: Finland
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,674 المواضيع: 729
    التقييم: 747
    مزاجي: الحمد لله بالف خير
    المهنة: Kirjanpitäjä
    أكلتي المفضلة: اللحم المشوي
    موبايلي: iPhone
    آخر نشاط: 7/July/2022
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى najah

    حرفيون صناعة العود لم تسلم من المستورد



    زقاق ضيق يلتبس عليك مدخله ، يتوسطه جدار كونكريتي يكاد يغلقه ، بائع متجول يقف على أحد جانبيه قال « إنه هناك في آخر الممر « ، وبين صعود ونزول والشناشيل القديمة تحجب الشمس المحرقة ، التقينا به في مكان لا تتعدى مساحته الستة أمتار مربعة ، يجلس في آخره مسندا ظهره على الحائط الأصفر وفوقه صور» فريد الأطرش» و»محمد عبد الوهاب «وعباس جميل» ،



    وهياكل ( عود وكمان ) ، يحركها نسيم هواء خفيف من مروحة (( مارلي )) الإيطالية التي يعود تاريخها إلى أكثـر من أربعين عاما . ((محمد محمود العواد ))أقدم من بقي يصارع الزمن والتغيرات للحفاظ على مهنته التي ضاع الكثير من ملامحها بعد أن خف صوت الموسيقى وتعالت أصوات الرفض والتطرف الديني .
    وللعود في العراق، صنّاعه وعازفوه ومنظروه ومستمعوه، بل إن أشهر من يصنع العود ويعزفه، هم عراقيون، حيث يعتبر محمد فاضل العواد أشهر من صنع هذه الآلة الموسيقية. وتعود شهرة صناعة العود والعزف عليه إلى العصر العباسي، ويعتبر الفنان سامي نسيم رئيس فرقة منير بشير للعزف على العود أن «هذه الآلة وريثة طبيعية للقيثارة السومرية الموجودة في المتحف البريطاني، والتي صنعت قبل أكثر من خمسة آلاف سنة». وفي لوحات الفنان العراقي القديم الواسطي، نرى الكثير من اللوحات التي تظهر اهتمام العراقيين في العصر العباسي بهذه الآلة، التي كان العازفون والمغنون يحملونها، ويعزفون عليها في مجالس الخلفاء، وأشهر هؤلاء زرياب وإسحاق الموصلي.
    في ورشة محمد العواد
    وحين عزف « محمد العواد «على أوتار»عوده» عاد بنا إلى ذكريات الفن الجميل وعصر السبعينيات الذهبي ، التي يصفها بأنها كانت من أفضل الأوقات التي انتعشت فيها الموسيقى واللحن العراقي وكنت أصنع أكثر من عشرة « أعواد « في الشهر الواحد ، وكان الكثير من الفنانين يعزفون على العود الذي اصنعه ، وكل فنان يأخذ أكثر من «عود « لأني اصنع أفضل الأنواع « . ويتذكر « محمد العواد « بأن ورشته كانت تجمع رضا علي ، وعباس جميل ، وفاضل عواد ، وياسين الراوي والكثير غيرهم ممن كان يستهويهم عود « محمد العواد «.
    كانت أول مرة يغني فيها المطرب الراحل « رياض أحمد « أغنية « لاعل البال ولا عل الخاطر « عزفت على عود من صنعه ، وكان يشعر بسعادة كبيره حينما يسمع الموسيقى والأغاني وهي من إخراج عوده الخشبي ، ومازال رغم تقدمه العمر يستمع باهتمام لمعزوفات على عوده كما سمعها أول مرة .
    « محمد العواد « قضى أكثر من أربعين عاما في هذه المهنة المتعبة كما يصفها ، حيث يقول ومازال يحتضن العود بين يديه « تعلمت المهنة على يدي الأسطة علي العواد ومحمد فاضل ، وكنت أحب الموسيقى والعزف وأحببت صناعة العود « . الأسطة في أيام زمان لم يكن من مفردات عمله أن يقوم بتعليم « الصبي « العامل كل أسرار المهنة ، فكانوا يحرصون على أن لا يتعلم أحد مهنتهم بشكل كامل ، وربما كان هذا أحد أسباب قلة العاملين في هذا المجال .
    «محمد العواد « استطاع أن يشق طريقه ويسبر غور هذه المهنة معتمدا على نفسه وعلى ذكائه في التقاط أبجدياتها وأصولها رغم حرص « الأسطة « في أن لا يتعلمها ، لكنه كان يفتح « العود « ويجزئه ومن ثم يعيد تركيبه وبالممارسة الطويلة استطاع ان يتقن العمل ويخط لنفسه طريقا خاصا به يختلف عن الآخرين بقياسات خاصة لأطوال « العود « يقول انه مؤمن بها من حيث المتانة والصوت .
    استغربنا من انه يجلس وحيدا في الورشة بين « أعواده « وأخشابه ومكائنه القديمة ، لكن سرعان ما اكتشفنا السبب لان القاعدة في هذه المهنة تقول دائما « لا تعط أسرارك لأحد » . حتى كان (محمد العواد) حريصا في كلامه معنا وكان يعتقد بأننا سنسرق أسرار مهنته ، ورغم كرمه في المقابلة لكنه كان بخيلا في بعض المواضيع التي تخص العمل !

    صناعة العود
    يصنع العود بالاعتماد على قالب ذي قياسات خاصة يعتمدها صانعها بشكل مختلف حسب قناعته بالصوت والرنة الخارجة من بين أوتاره ، تستخدم أشرطة الخشب المقوسة بعد أن تثنى بالنار ويوضع أول شريط في منتصف « البطيخة « ظهر العود ، ومن ثم تتناوب الأشرطة على اليمين واليسار حتى يكتمل ظهر العود ومن بعدها يوضع ( الغراء ) ليلصق الأشرطة مع بعضها . يضيف « محمد العواد « هناك جسور (كما اسماها) تربط أجزاء العود مع بعضه البعض وهي في داخله ، تعد أهم جزء من أجزائه وهي المسؤولة عن متانة ودقة الصوت « . ورغم رفضه إعطائنا معلومات أكثر إلا أنه أشار إلى أن العود يجب أن يكون متينا ولا تتحرك أجزاؤه . وبعد ان يتم صناعة الظهر يلصق مع الزند « الساق الطويلة التي تحمل الأوتار « ومن ثم يلصق مع « البنجق « وهو مجمع مفاتيح الأوتار . ولا ننسى « طرة العود « وهي الفتحة الدائرية التي تتوسطه وهي أشبه « بالماركة « التي تميز عود من فلان من آخر . ويستخدم « محمد العواد « كما يقول « خط الطغراء لكتابة اسمه على (الطرة) « وهو الخط الذي اشتهر به عوده . ومن جانب آخر يؤكد أنه أفضل أنواع الخشب لصناعة « العود « هو خشب الزان والسيزر والجوز والأبنوس ، وهو خشب يقول عنه « بأن من أفضل الأنواع ولكنه غير موجود في العراق لأنه مرتفع الثمن ويوجد في غابات أفريقيا ، ومتانته تشبه الحديد ويكون لونه اسود « . وعن أنواع العود فيقول « هناك نوعان على الأغلب نوع كبير عادي ونوع آخر صغير يكون أقل ارتفاعا وتستخدمه النساء والأطفال ، وكثيرا ما يشتريه العاملون في مدارس تعليم الموسيقى للأطفال لأنه يكون مناسبا للأعمار من 7 إلى 14 سنة « . بعدها تحرك من مكانه وجلب عوداً آخر وضعه على صدره وأرخى رقبته حتى لامس خشبه خده ، وأخذ يضرب بأنامله على اوتاره المتراخية بعض الشيء ، ليستمع ويقوم « بالدوزنة « حيث قال « كنا نصنع الكثير من الأعواد ويمكن لي الان ان اكمله بأربعة ايام لكن دون توقف ولا اشعر بملل لأني أحب عملي ، لكن العمل الآن تغير ولم يعد أحد يشتري العود لاجل الغناء ، والفنانون هاجر الكثير منهم ، فزبائني هواة وممن يأخذونه كهدية لأحد الأشخاص ،وطلاب الموسيقى يبحثون عن المستعمل لان أسعار الجديد لا تناسبهم « . أسعار العود تتراوح بين ال 200 و ال 250 دولار ، ومعظم مقتنيه الآن هم من يبحثون عن التحف وليس كما كان ، حيث يتذكر (محمد العواد )بأن الكثير من الدول العربية وخصوصا الكويت كانوا يأتون إلى العراق ويطلبون أنواعا خاصة من ( الأعواد) وهذا الأمر اختفى الآن
    شارع الفنانين
    وفي إحدى البنايات القديمة في « شارع الفنانين» كما كان يسمى في السابق ، في منطقة جديد حسن باشا ، ارتفعنا على علو ونحن نصعد السلالم حتى واجهنا عدد من « الأعواد « المعلقة على الجدران ، لكن ما لفت انتباهنا أشكال مختلفة نقشت ورسمت على ظهور « الاعواد « وكان اسم « المدى « على احدها !
    في ورشة عبد محمود عبد النبي « ابو ذكرى « لصناعة وتعليم العود ، قال لنا « لم اذكر من طلب مني ان اصنع له عودا وأنقش على ظهره اسم ( المدى ) ولكنه كان من محبي نتاجات مؤسسة المدى «. ويشير ابو ذكرى إلى أن الكثير من محبي آلة العود يطلبون أن تنقش لهم رسوم تشكيلية او أسماء معينة على « بطيخة « العود .
    أبو ذكرى مارس العمل في منتصف ثمانينيات القرن الماضي ، وكان في البداية من هواة العزف على العود ومتذوقاً للموسيقى ، حيث كان يتجول بين ورشات صناعة الأعواد ويقوم « بدوزنة « الآلات ، لان صناع هذه الآلة كان الكثير منهم لا يعرف سوى صناعتها ، ومن كثر تجواله تعلم بعضا من أسرارها وبدأ شيئا فشيئا بصناعتها .
    ثماني الأوتار
    وعن أسباب رجوع صناعة هذه الآلات ، أشار أبو ذكرى إلى الوضع الأمني وصعوبة الدخول إلى هذه المنطقة التي توجد فيها الورشة بسبب غلق منافذها وأن الكثيرون لا يعرفون هذا المكان ، الذي يعده « ابو ذكرى « مكانا منسيا . ويبدو ان الاستيراد لم يؤثر فقط على السلع الاستهلاكية بل أيضاً على الالآت الموسيقية فربما في القريب العاجل سنشهد وجود عود صيني ، حيث يذكر ابو ذكرى قائلا « هناك مجموعة من الأعواد السورية التي بدأت تدخل الى السوق مؤخرا وهي بأسعار رخيصة ورديئة وقد أضرت بصناعة العود « . والعود العراقي يستغرق في صناعته الشهر كما يقول ابو ذكرى « لو كنت أعمل في عود واحد أو ثلاثة فإني أكملها خلال شهر لأني أتوخى الدقة والمتانة في صناعتها «
    ويشير إلى أنه أول من صنع عوداً ذا ثمانية أوتار ، بعد أن وصل عدد الأوتار الى سبعة على يد الموسيقار المرحوم « روحي الخماش « . ويؤكد إن زيادة عدد الأوتار سيزيد المساحة الصوتية في هذه الآلة . أبو ذكرى انطلق من فكرة صناعة العود ثماني الأوتار حينما سمع في أحد المهرجانات شخصا يعزف على «عودين» ، الاول يسمى « البيز « والثاني « الصولو « فتبادر الى ذهنه بأن يجمع هذين الخصيصتين في عود واحد !
    من الحوادث الطريفة التي يتذكرها خلال فترة عمله التزامه مع الكثير من زبائنه الذين يترددون عليه لصناعة وتصليح الأعواد ، حيث يذكر أنه في احد الأيام كان موجودا في احد المهرجانات الموسيقية في كردستان العراق حين اتصل به احد الأشخاص الساكنين في الإقليم وطلب منه ان يقوم بتصليح « عوده « وهو يرفض ان يعطيه لشخص آخر ليقوم بتصليحه ، وابو ذكرى لم يكن يحمل ادوات التصليح ، مما اضطره إلى أن يأخذ العود من هذا الشخص ويذهب الى اقرب نجار تحت الفندق الذي يقيم فيه في الإقليم ويستعير الأدوات ويستخدم الأخشاب الموجودة ، ويطلي العود بأصباغ الأحذية !!!
    تعلم العزف
    هناك رغبة بدأت تظهر بين الشباب وحتى الكبار في السن في تعلم العزف على آلة العود ، وان لم يستطيعوا ان يعزفوا كمحترفين ولكن المهم هو ان يضربوا على أوتارها ويسمعوا انغاما كيفما اتفق !.
    علاء الموظف في دائرة الماء هو في العشرين من عمره ، لم يكن يربطه مع العود غير شغف قديم بالأصوات الشجية التي تخرج من هذا الصندوق الخشبي ، علاء اشترى عوداً ولكن ظل من دون أنامل تحركه ، حينها قرر ان يدخل دورة في ورشة « عبد محمود عبد النبي « ويتعلم اصول العزف على هذه الآلة . يقول علاء « كان لدي خوف في بداية الامر من العزف على العود ، وحينما ارى الاستاذ يدرسني على الآلة لم اكن اتوقع ان اكون عازفا في يوم ما ، لكني الان بدأت استوعب الدروس وبدأت اصابعي تتحرك على الوتر بشكل اشبه بالطبيعي « . علاء مدرك ان الحديث عن تعلم العزف على آلة موسيقية قد يثير ضحك بعض الأشخاص او قد يوصف كما يقال في اللهجة الشعبية العراقية « بطران « ، لكنه يرى بأنه لا يتعلم التفخيخ أو السرقة بل هو يتعلم لغة الإحساس ولا يضر أحدا بهذا التعلم « . فيما كان صديقه « محمد « يرافقه في هذه الدروس ويؤازره في مسعاه ، ويؤكد محمد على ان» الحديث في هذا الموضوع قد يقابل باستهزاء بعض الشباب ولذلك نحن نسكت أحيانا ونقطع الحديث في هذا الموضوع حين يقترب منا احد الاشخاص الذين لا يروق لهم الخوض في هذا الموضوع «. وهما يؤكدان أن التطرف الديني والجهل بالموسيقى قد دفع بهذا الامر الى زاوية السخرية وتعلمه قد يعد من الامور المخجلة

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2010
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,587 المواضيع: 1,824
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 5212
    مزاجي: عادي
    أكلتي المفضلة: حاليا ً ولا شي
    آخر نشاط: 28/April/2016
    اذا العود العراقي يستغرق صناعته شهر بعد منين تزدهر اكيد يلتجأون للاستيراد

    لانه اكيد انسب الهم

    بالاضافه الى انه العود استعماله صار قليل بسبب الالات الموسيقيه الحديثه

    ليش الـــ " دي جي " خله للعود اثر ؟؟

    حرف نادره هوايه من عدنا دتندثر او اندثرت بالاحرى

    شكرا لك للموضوع الراقي

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    ابو النون
    شكراً هاوس بس لازم احنه ما ننسه تاريخنه وتراثنه الجميل ... شكرا لمرورك .

    ابو النون

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: مانيسا - تركيا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,657 المواضيع: 457
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1481
    مزاجي: احمد الله على كل حال
    آخر نشاط: 20/March/2023
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مواطن عراقي
    مقالات المدونة: 2
    لدي صديق يحترف صناعة العود منذ 30 عاما
    بكى عندما سألته عن حاله , بكى بحرقة على ايام زمان

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    ابو النون
    شكراُ مواطن لمرورك الجميل . والله يساعد صديقك .

    ابو النون

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال