السكر أو السكروز هو مادة كربوهيدراتية توجد في جميع الفاكهة والخضراوات، كما تصنع جميع النباتات الخضراء السكر خلال عملية البناء الضوئي، وهي العملية التي يحول بها النبات ضوء الشمس إلى غذاء وطاقة، ويحتوي قصب السكر والشمندر السكري على كميات كبيرة من السكروز، حيث يحتوي ساق قصب السكر على 14 في المائة من وزنه من السكر، وكذلك يحتوي البنجر على 16 في المائة من وزنه من السكر، ولا تكون حبيبات السكر عرضة للتلف أو التعفن كما يحدث في العديد من المواد الغذائية الأخرى كالدقيق وبقية سلع المطبخ، لأن السكر لديه محتوى منخفض للغاية من الرطوبة يبلغ حوالي 0.02 في المائة لذلك فإنه يجفف كل الكائنات الدقيقة التي قد تسبب العفن، وكما يوضح الباحثون فإن الكائنات الحية الدقيقة تفقد جزيئات الماء بمعدل أسرع من انتشارها داخل السكر، وهكذا تهلك نظرا لعدم وجود رطوبة داخلها، كما يعرقل مستوى الرطوبة المنخفض في السكر التغيرات الكيميائية التي يمكن أن تسبب التلف، وبالمثل فإنه تزداد فرصة انتشار البكتيريا والكائنات الدقيقة عند ذوبان السكر في الماء، أي تميعه.. وكلما كان المحلول مخففا أكثر بالماء زادت فرص التخمر وظهور العفن، وعندما يخزن السكر في وعاء محكم الغلق يعزله عن رطوبة الجو فإن صلاحيته قد تمتد إلى ما لا نهاية.
ومن إحدى عجائب السكر أن أبخرته المتصاعدة عند تكريره قد تكون وسطا مثاليا للاشتعال، فبعد دراسة الحريق الهائل الذي شب في معمل تكرير السكر بجورجيا الأمريكية في فبراير 2008، والذي أطاح بعوارض فولاذية وكتل خرسانية من فرط قوته، جعلت الأذهان تلتفت إلى تلك الحقيقة الكيميائية الغائبة عن السكر، فالسكر الذي تقول خصائصه إنه قابل للاشتعال كما كل المواد العضوية الأخرى في الطبيعة معرض للانفجار بالفعل إذا أعانته الظروف على ذلك، فوجوده في حالة ناعمة متطايرة شبيهة بالأبخرة يزيد من مساحة تعرض جزيئاته العالقة في الهواء مع أكسجين الهواء الجوي، ومع قدر مناسب من الحرارة ينشأ اشتعال تسلسلي لجزيء وراء الآخر تزداد قوته كلما كانت سحابة السكر أكثر كثافة، ووفقا للجمعية الوطنية للحماية من الحرائق، فإن كون أبخرة السكر تغطي خمسة بالمائة من مساحة حيز ما لا بد أن يجعلنا نشعر بالخطر.