دول بريكس تتحدى الدول الغربية بتعزيز استقلالها الاقتصادي
دول مجموعة بريكس تعمل من أجل تحقيق استقلال المجموعة عن المؤسسات المالية الدولية من خلال إنشاء مصرف مشترك للتنمية.
فورتاليزا (البرازيل) - العرب– بدأت الدول الناشئة الكبرى في مجموعة بريكس أمس في البرازيل قمتها السنوية السادسة بالإعلان عن إنشاء مصرف وصندوق احتياطي يشكل ركيزة استقلاليتها حيال المؤسسات المالية التي يهيمن عليها الغرب، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
يحاول قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا التوافق حول هندسة مالية جديدة، وهي فكرة قديمة جديدة تركز عليها دول مجموعة بريكس التي يمثل 40 بالمئة من سكان العالم ونحو 20 بالمئة من الناتج الإجمالي للعالم.
ووعدت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بوضع الحجر الاساس ل”مصرف تنموي جديد واتفاق حول الاحتياطي النقدي” خلال هذه القمة.
وتبدأ اجتماعات العمل في منتجع فورتاليزا (شمال شرق) ثم تنتهي في برازيليا الاربعاء، وهما مدينتان وضعتا تحت حماية 6400 عسكري في بلد يواجه خطر أجواء اجتماعية مشحونة بعد مونديال كرة القدم.
ويفترض أن يحتوي مصرف “بريكس″ الذي يهدف لتمويل البنى التحتية، على راس مال اولي يقدر بنحو 50 مليار دولار يوفرها بالتساوي اعضاء المجموعة خلال 7 سنوات.
وقال وزير المالية البرازيلي ماورو بورجس “انه مفتاح لتعزيز نمو دول بريكس″ في وقت تتراجع فيه نسبة النمو في البلدان الناشئة لا سيما البرازيل وروسيا حيث سيبلغ المعدل نحو واحد بالمئة هذه السنة.
ومن المتوقع أن يوفر الاتفاق حول الاحتياطي النقدي 100 مليار دولار منها 41 مليارا توفرها الصين ونحو 18 مليارا من روسيا والبرازيل والهند وخمسة مليارات من جنوب افريقيا، وهي ضمانة في حال اندلاع ازمة نقدية دون اللجوء الى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وقال المحلل البرازيلي ماركوس ترويجو مدير مركز “بريكلاب” مركز الابحاث في جامعة كولومبيا الاميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إن “إنشاء مصرف جديد للتنمية خطوة هامة تعزز مكانة دول بريكس″.
وأوضح الخبير الذي يرى أن أمام بريكس فرصة “تبرهن فيها على قدرتها على الانجاز وأن هذا النظام الجديد ليس معدا لمنافسة المؤسسات التقليدية… بل يهدف الى لعب دور متمم للمؤسسات التي تتخذ من واشنطن مقرا لها”.
وتمثل خطوات بريكس تحديا كبيرا لأن التوترات مازالت قوية داخل المجموعة من أجل الحصول على مقر البنك المقبل، لا سيما أن جنوب أفريقيا تصر على ان يكون في جوهانسبورغ، بينما يبدو أن روسيا تريد أن يكون في شنغهاي رغم أن ذلك قد يثير استياء الهند القلقة من الهيمنة الصينية على المؤسسة.
ماركوس ترويجو: إنشاء مصرف جديد للتنمية خطوة هامة تعزز مكانة دول بريكس
ومن المتوقع أن يتوصل أعضاء بريكس الى التوافق حول التنديد بعدم تمثيلهم كما ينبغي في مؤسسات بريتون وودز.
وفي حديث نشرته وكالة ايتار تاس الروسية انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “التباطؤ غير المعقول” في اصلاح صندوق النقد الدولي الرامي الى تكثيف حقهم في التصويت.
ويأمل الرئيس الروسي العائد الى قمة دولية في خضم الازمة الاوكرانية، في موافقة شركائه في معركته من اجل “عالم جديد متعدد الاقطاب”.
وقال بوتين الذي اغتنم فرصة القمة البرازيلية للقيام بجولة أوسع من كوبا إلى الارجنتين “يجب علينا أن نفكر معا في نظام تدابير يحول دون مضايقة الدول التي تختلف في الرأي مع قرارات الولايات المتحدة وحلفائها”.
ودعي عدد من قادة دول أميركا الجنوبية الذين ينتقدون هيمنة واشنطن، الى الانضمام الى اجتماع الدول الناشئة التي ستتحول الخميس الى قمة خاصة مع الصين التي وضعت السنة الماضية نحو عشرين في المئة من استثماراتها في تلك المنطقة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي فان اول لقاء مرتقب بين الرئيس الصيني شي جيبينغ ورئيس الوزراء الهندي القومي ناريندرا مودي عقد قبل القمة. وبعد لقاء دام اكثر من ساعة أكد الرجلان على “ضرورة ايجاد حل” للتوتر الحدودي بين البلدين في بيان مشترك.
ومودي الذي يقوم في البرازيل بأول زيارة دولية يرى أنه “من المهم تعزيز الثقة المتبادلة والهدوء عند الحدود”.
التقدميه