قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن المطربة سعاد زكي، التي قالت إنها كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد أم كلثوم، والتي مثلت في 4 أفلام مصرية، هاجرت إلى إسرائيل لـ«تكافح في الدولة اليهودية الشابة» إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن «زكي» التي كانت مطربة مشهورة في مصر، عملت في إسرائيل عاملة نظافة في أحد البنوك.
وأوضحت الصحيفة أن «تغير الواقع السياسي في مصر وتصاعد الشعور القومي والمعادي للسامية، دفع زكي اليهودية الفخورة بيهوديتها والصهيونية لمغادرة مصر والكفاح في الدولة اليهودية الشابة، وعملت النجمة الشابة في مصر عاملة نظافة في أحد البنوك في تل أبيب».
ونقلت الصحيفة عن موشي زكي، ابن سعاد زكي، قوله: «كانت الثانية بعد أم كلثوم في الإذاعة المصرية»، وأشارت الصحيفة إلى أن حفيدها أوري زكي، يعمل الآن ممثلًا لحركة «بتسليم» الإسرائيلية في واشنطن.
مع فرقتها الموسيقية
وولدت سعاد زكي لأسرة برجوازية في القاهرة عام 1915، وعمل والدها قاضيًا، وتوجهت الفتاة الصغيرة في ذلك الوقت للعمل في الغناء، وعملت مع الموسيقار رياض السنباطي، والموسيقار المصري اليهودي، داوود حسني، وعندما بلغت الـ 24 من عمرها تزوجت من عازف القانون الشهير محمد العقاد إلا أن أسرتها لم تكن سعيدة بهذا الزواج، الذي قال عنه ابنهما «موشي» إن «أمه وأباه احترما العقائد الدينية لكل منهما».
سعاد زكي مع زوجها محمد العقاد
وتابعت الصحيفة قائلة، إن سعاد زكي، التي غنّت في حفل افتتاح جامعة القاهرة، قررت هي ومحمد العقاد الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية «مع تصاعد القومية المصرية»، وهناك قررت «زكي» الانفصال عن زوجها بعد أن شعرت أنه غير مخلص لها، وأخذت حضانة طفلها الوحيد، موشي، وفي هذه الأثناء كانت أسرتها تستعد للهجرة إلى إسرائيل، التي زارتها قبل ذلك 3 مرات.
تضيف الصحيفة الإسرائيلية: «لأنها كانت مشهورة كان عليها أن تقول إنها ذاهبة في رحلة إلى سويسرا للخروج من مصر، ومن هناك توجهت مع طفلها البالغ من العمر 5 سنوات إلى إيطاليا، ثم سافرت إلى إسرائيل»»، ونقلت الصحيفة عن ابنها قوله: «مصر لم تكن ستسمح بمنحها تأشيرة خروج إلى إسرائيل».
بعد وصولها هناك وعمرها 35 عامًا، عاشت هي وطفلها في معسكر لاستيعاب المهاجرين الجدد جنوب تل أبيب، ثم اتجهت للعيش في مساكن عامة، ثم انتقلت إلى حيفا لتكون قريبة من ابنها وعائلته وأوري وأخته الصغرى إيريس.
يقول موشي زكي: «كانت تشاهد التليفزيون المصري وكانت تتحدث بخليط من العبرية والعربية، لكني لم أسمعها أبدًا تغني»، وتقول «تايمز أوف إسرائيل»: «سعاد غنت بعد وصولها إلى إسرائيل، لمدة 20 عامًا حتى بلغت 57 عامًا، وغنت مع زوزو موسى في صوت إسرائيل باللغة العربية».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «بعدما لم تعد الإذاعة تدفع لها ما يكفيها، عملت أيضًا كعاملة نظافة في أحد البنوك، باسم (مازال)»، وتابعت الصحيفة: «المرأة التي كان صوتها على الراديو والتي كانت من أعظم نجوم الموسيقى في مصر لا يمكن أن تكون متصلة بسيدة تغسل الأرضيات لتغطية النفقات، ملابس العمل التي كانت تلبسها زكية لتنظيف البنك كانت بعيدة كل البعد عن آخر الموضات الأوروبية التي كانت ترتديها في القاهرة كفنانة كبيرة».
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما كانت سعاد زكي في السبعينات من عمرها تزوجت «العقاد» مرة أخرى، وعاشا في نيويورك لمدة 7 سنوات، ثم سافرا إلى إسرائيل بعد حادث سرقة تعرض له زوجها، الذي مات عام 1993 ودُفن في مقبرة إسلامية في حيفا، وتوفيت سعاد زكي في 2004، ودفنت في مقبرة يهودية في طيرة الكرمل.
كاردينيا