قال الامام الصادق (عليه السلام) : (( إن كل شيء بقضاء وقدر فالحزن لماذا؟ ))
وقال ايضا: (( خمس خصال من فقد منهنّ لم يزل ناقص العيش، زائل العقل، ومشغول القلب ،، فأولها صحة البدن و الثانية الأمن ، و الثالثة السعة في الرزق .. ))
فالحزن أمر مرتبط بالعيش و الصحة و الأمن . ويتضح لنا من قول الإمام (عليه السلام)هنا انه يخبرنا عن مصادر الحزن حتى يتسنى لنا معرفته جيدا من أجل معالجة سلبياته بإيجابياته كي لا نستسلم له ، ونفهم من قوله (عليه السلام) انه بتحديده لمصادر الحزن في الحياة أرشدنا الى طريقة نحاصر بها الخزن كي لايطغى على حياتنا،أي لانحزن على أشياء قد تحدث و قد لاتحدث في المستقبل ، بل علينا أن نركز جهودنا على اللحظة التي نعيش فيها و على ما نستطيع أن نفعله فيها تجاه مصادر الحزن التي تحيط بنا ، لا أن نتجاوزها إلى الماضي أو المستقبل على حساب الحاضر،و في هذه الحالة نكون غير واقعيين و نصبح عرضة للإصابة بالحزن المستمر .
إنّ حل مشكلة الحزن إذا أصاب الإنسان ، قد لاتكمن في الهروب منه أو نكرانه،أو الاستسلام له ،بل حل مشكلة الحزن المؤثر على الشخصية يكمن و ينطلق من علمنا بأعراضه وأسبابه كي نصل إلى إلى مصادره ،ونحاول السيطرة عليها أو تطويقها قدر المستطاع . وكلما كان المرء عارفا بنفسه جيدا كان أكثر قدرة على زيادة الثقة بنفسه ،زيادة تنطلق من احترامه لذاته و للآخرين ، ومن كان بهذه المواصفات فهو يستطيع أن يتعرف على مصادر الحزن التي تحيط بشخصيته ليتجنبها أو يضبطها كي يبعد عن المخاوف المؤدية إلى إرباك حياته.