بعدَ أن تعافت الجدةُ نوارةُ وسَمحَ لها الطَّبيبُ بالعودةِ لتَقُصَّ الحكايا على الأطفالِ.
تجمَّعَ الأطفالُ عندَ الجدَّةِ في الموعدِ المعتادِ, وبدأوا يُقَبِّلُونَ يدها وجبينها ويُهنؤنها بالسلامة,
وهيَ تردُّ عليهم في سعادةٍ وتدعو لهمْ.
ثمَّ ماإن هدأَ الأطفالُ حتى بدأت الجدَّةُ قائلةً:::::::::::::::::
بسمِ اللهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى ال الطيبين الطاهرين ............ كان يا ما كان في قديمِ الزمان,
كانَ هناكَ بنتٌ إسمُها سارة, قدْ أنعمَ اللهُ عليهامن الجمالِ, وكانت قد عُرِفَ عنها غرورُها وتكبُّرُها بسببِ هذا الجمالِ , حتى أنهاكانت لاتنظرُ لموضِعِ قدمِها عندما تمشي, بل كانت تنظرُ نظراتِ تكبُّرٍ و إستعلاءٍ لكلِّ ما يُقابِلُها إن كانَ إنساناً كبيراً أو صغيراً ,وكلُّ مخلوقاتِ اللهِ.
وقد نصحتها أمُّها كثيراً وبرفقٍ أن: ياإبنتي......حرامٌ عليكِ...هذا من سوءِ الأدبِ.
فكانت تردُّ على أمِّها قائلةً:..هه ..أنا جميلةٌويجِبُ أن يُحبَّني الجميعُ, ثمَّ إنَّ كُلَّ النَّاسِ تُخطيءُ وأنا ليسَ لي أخطاءٌأببببداً............وتركت أمها وذهبت.
حزنت الأمُّ على إبنتها وما فعلَهُ بها الكِبْرُ,وقالت:....حسبيَّ اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ...لاحولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ....لستُ أدري كيفَ أُصلِحُ هذهِ البنت , الجميعُ يشكو منها.
في صباحِ اليومِ التالي ,قالت الأمُّ لسارةٍ :سارة ياابنتي إذهبي لتشتري لنا بعضَ البيضِ منَ الدُّكانِ القريبِ.
قالت سارةُ بإشمئزازٍ:...دُكانُ أبي محمودٍ!... ذلكَ العجوزُ؟.....أمري إلى الله. إفففففففف...سأذهب....أعطيني المال.
خرجت منَ المنزِلِ, ومشت في الشارعِ,... رأتْها الجارةُ أمُّ سعيدٍ فنادت عليها برفقِ: سارة ياحبيبتي ..هلاَّ ساعدتني في حملِ أغراضي إلى البيتِ,....؟.....
قالت سارةُ:....مَنْ!؟...أنا!؟....أُسا عِدُك ِ؟!......ولماذا أساعِدُكِ؟!.....
وأدارت ظهرها للجارة.
قالت الجارة:هداكِ اللهُ ياسارة...إنتبهي إلى طريقكِ أنظري لموضع قدمكِ..!..حتى لاتسقطي...
قالت سارة:....لاداعي,لاداعي للنصائحِ....
وصلت سارةُ إلى دُكانِ أبي محمودٍ....دخلت الدُّكانَ ولم تُلقِ التحيَّةَ عليهِ.
فقالَ أبومحمودٍ:..... لماذا لاُتسلِّمينَ ياسارة؟!.....
فأجابته:...........إفففففففففف.. ومادخلُ كَ انت!..... أعطني بعضَ البيضِ, وهذا المال.
أحضرَ البيضَ لها وأرادَ أنْ يُحضِرَ لها كيساً ...........!..........
فقالت له:..........إفففففففففففففف..... ول ماذا الكيس!...لاأحتاجُهُ
قال لها: سيَسْقُطُ البيضُ!!....
قالت :......إفففففففففففففف...لن يَسقُطَ.
قال:....إنتبيهي إلى طريقكِ........
قالت:..........يوووووووووووووو ه!...� �اتتدخل فيما لايعنيكَ...
قال في نفسه:::هداكِ اللهُ يا سارة....
.....خرجتْ مِنَ الدُّكانِ كعادتها, دونَ أنْ تنظُرَ الى مَوضِعِ قدمِها, حتى أنها نَسيت أنَّ معها البيضَ ,وعندما وصلتْ بابَ البيتِ ,لم تستطعْ فتحَ البابِ, ولمْ تطلُبْ مُساعدةَ أحدٍ, ضربت البابَ بقدمِها؛ فسقَطَ البيضُ منها, وتكسَّرَ قبلَ أنْ تدخُلَ البيتَ.
دخلت الى البيتِ ,وهي تبكي.
قالت الأم :مابكِ يا سارة!؟
قالت: سقطَ البيضُ مني.
قالت الأم :....تستحقينَ ماحدثَ لكِ؛ كلُّ ذلك لأنكِ لاتهتمينَ للآخرينَ ولاتنظري لموضعِ قدمكِ.
بعدَ يومينِ ذهبت سارةُ ,وقدَّمتِ الإعتذارَ للجارةِ ,و ولأبي محمودٍ ,ولوالدَيها, ووعدتِ الجميعَ أنَّها ستتصرفُ بأدبٍ ,ولن تُؤذيِ أحداً بكلامٍ أونظرٍ, حتى أصبحوا ينادونها, ب..سارةٍ الأديبةِ....
قالَ أحدُ الأطفالِ :انا لاأُحِبُّ سارةَ المغرورةَ ولكنِّي أحبُّ سارةَ الأديبةَ.
فضحِكَ الأطفالُ وشكروا الجدَّةَ على القصةِ.
ابو النون