الجيـش يطـهر تكـريت ويـدحـر «داعـش} فـي عـمـلية «السـيف البتـار}
16/7/2014 12:00 صباحا
العشائر والمواطنون يرحبون بالقوات الأمنية
بغداد ـ الرمادي ـ الصباح
اطبقت القوات الامنية سيطرتها المطلقة على كامل ارجاء تكريت، في الحملة العسكرية الواسعة التي انطلقت فجر امس الثلاثاء وسميت «السيف البتار» وشهدت مشاركة جميع صنوف الجيش، فضلا عن جهاز مكافحة الارهاب وطيران القوة الجوية وابناء العشائر والمتطوعين الذين لبوا نداء الوطن والمرجعية، وتمخض عنها تطهير القصور الرئاسية ومبنى المحافظة ومستشفى تكريت العام.
ولم تمض سوى سويعات قليلة من شن الحملة العسكرية، حتى فر العشرات من عصابات «داعش» باتجاه منطقة البو عجيل والجزيرة شمال المدينة، نتيجة للضربات العسكرية الموجعة لابطال القوات المسلحة، والتي نجم عنها السيطرة على منطقة «الضباعي» التي تعد اخطر معاقل داعش، وكذلك تحرير اكاديمية الشرطة والمركز الثقافي.
وعلى الرغم من النجاحات الامنية التي حققتها القوات المسلحة، بيد ان المشاركة العشائرية اعطت زخما عسكريا كبيرا، ففي حين ساند عدد من عشائر تكريت ابناء الجيش خلال حملته العسكرية، اقدمت عشائر الخزرج والجبور والبو جواري على مواجهة عصابات «داعش» وتحرير منطقة الضلوعية بالكامل.
وعلى مسافة يوم واحد من ادانة منظمة العفو الدولية للعمليات الاجرامية التي ارتكبها «داعش» بحق المدنيين العزل في الموصل وصلاح الدين، استهجن مفتي مصر، شوقي علام، قيام «داعش» بهدم مراقد ومقامات الأنبياء والائمة في العراق، مبينا ان تلك الاعمال لا تمت للإسلام بصلة.
تطهير تكريت
واربكت الاجراءات الامنية المتخذة منذ ايام في تكريت، جميع مخططات الارهابيين، التي حاولوا خلالها توسيع نفوذهم في بقية المناطق المجاورة، قبل ان يلقنوا امس درسا في البطولة على يد القوات الامنية، في العملية التي قتل فيها اكثر من 150 فردا من عصابات “داعش”.
حيث افادت وزارة الدفاع، امس الثلاثاء، باطلاقها عمليات “السيف البتار” لتحرير تكريت من عصابات داعش، في حين اكدت رفع العلم العراقي على اغلب دوائر ومؤسسات المدينة التي احتلتها العصابات الاجرامية في الاوقات السابقة.
وذكرت الوزارة، في بيان صحفي، تلقت “الصباح” نسخة منه، انه “وعقب التوكل على الله، وبهمة الغيارى من ابطال جيشنا الباسل, وبالتعاون مع جهاز مكافحة الارهاب وقيادة القوة الجوية وطيران الجيش والعمليات الخاصة والمتطوعين من الحشد الشعبي انطلقت صباح امس عملية “السيف البتار” لتحرير مدينة تكريت من براثن جرذان داعش الارهابي”.
ولفت البيان، الى ان ابطال القوات المسلحة، وفي غضون ساعتين تمكنوا من تحرير معظم المدينة وفرض سيطرتهم على اغلب المباني الحكومية ومستشفى تكريت، مؤكدا هرب ارهابيي داعش من المدينة”.
واضاف ان “قواتنا البطلة قامت برفع العلم العراقي فوق القصور الرئاسية ولاتزال قواتنا مستمرة في تطهير ما تبقى من مدينة تكريت وملاحقة الهاربين من الدواعش “.
من ناحيته، اعلن جهاز مكافحة الارهاب امس الثلاثاء، شن قوات النخبة التابعة له بالتعاون مع طيران الجيش عملية امنية واسعة، تمكن خلالها من تطهير مستشفى تكريت واكاديمية الشرطة والمركز الثقافي، مبينا ان “ قوات النخبة التابعة لجهاز مكافحة الارهاب معززة بالدروع وباسناد القوة الجوية وطيران الجيش شرعت بعملية واسعة لتطهير مدينة تكريت من جرذان داعش فيما هربت تلك العصابات نتيجة الحملة الامنية الواسعة”.
وتمخضت العملية العسكرية، وفقا لمعلومات امنية، عن مقتل قرابة 150 ارهابيا، في وقت تمكن فيه طيران الجيش من دك معاقل الارهابيين وملاحقة الفارين منهم الى القرى والمدن المجاورة.
وفي الحين الذي اشارت فيه مصادر امنية مطلعة، الى تمكن القوات الامنية من فرض سيطرتها على منطقة “الضباعي” التي تعد اخطر معاقل عصابات داعش غربي مدينة تكريت” اعلن جهاز مكافحة الارهاب، عن تطهير مستشفى تكريت ومنطقة العوجة الجديدة من عناصر “داعش” مبينا في الوقت ذاته ان عصابات داعش هربت بشكل جماعي من مدينة تكريت باتجاه منطقة البو عجيل والجزيرة شمال المدينة.
وساند عدد من العشائر العربية الاصيلة، جهود القوات الامنية وهم يلاحقون افراد “داعش” في تكريت والمناطق المحاذية لها، مكبدين افراد تلك العصابات خسائر جسيمة.
حيث اقدم عدد من عشائر تكريت على الوقوف صفا واحدا مع القوات الامنية في حملة تطهير مدينتهم من الضلاميين، مضيفين زخما عسكريا كبيرا للقوات الامنية، ومسطرين بطولات كبيرة ساهمت بتحقيق تلك الانتصارات.
كما اقدمت عشائر الخزرج والجبور والبو جواري على مواجهة عصابات “داعش” وتحرير منطقة الضلوعية بالكامل.
من ناحيته، اشاد قائد عمليات صلاح الدين، بالوقفة البطولية لعشائر المحافظة الى جانب القوات الامنية في عملياتها العسكرية ضد داعش والمجاميع الارهابية الاخرى، معتبرا ذلك الامر بمثابة انجاز وطني حقيقي.
وبين الفريق الركن علي الفريجي في تصريح صحفي، ان”موقف العشائر العربية الاصيلة في صلاح الدين الداعم لكل العراقيين المنضوين تحت راية “الحرب ضد داعش” والمتضامنين مع القوات الامنية هو انجاز وطني حقيقي يؤكد وحدة العراقيين بكافة طوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم.
إدانة لجرائم داعش
وتزايدت بشكل لافت، حجم الادانات الدولية التي استنكرت الافعال الاجرامية لعصابات “داعش” بحق المدنيين العزل في الموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك، معتبرين اياها بمثابة عمليات “ابادة جماعية”.
وعقب يوم واحد من استنكار منظمة العفو الدولية لاعمال “داعش” في العراق، والتي وصفتها بـ”الانتهاكات المرعبة” جرم مفتي مصر شوقي علام، قيام تنظيم “داعش” بهدم مراقد ومقامات الأنبياء والائمة في العراق، مبينا ان تلك الاعمال لا علاقة لها بالإسلام ولا يقره أي مذهب من مذاهب المسلمين.
وقال علام في بيان صحفي، ان “ما يقوم به داعش من جرائم واعتداءات على قدسية الأنبياء والائمة والصالحين، وحرمة الأضرحة والمقامات ونبش القبور، هو حرام” مبينا ان “تلك الاعمال لا علاقة لها بالإسلام ولا بأي دين من الأديان، ولا يقره أي مذهب من مذاهب المسلمين”.
واضاف علام ان “هذه الاعمال تخطت جميع حدود الطبائع الإنسانية السوية التي تحترم حرمة الأموات وتعلي من شأن مقدساتها”، مشيرا الى ان “هؤلاء المتطرفين قد جهلوا روح الدين الإسلامي ولم يقرؤوا سيرة خاتم الأنبياء”.
وناشد مفتى مصر الجهات المسؤولة في العراق والمنظمات الدولية المعنية بالتراث الإنساني بـ”التدخل السريع والعاجل لحماية المقدسات الإسلامية، التي تعد ضمن المعالم الثقافية والتاريخية والأثرية في العراق”.
نجاحات أمنية
وتزامنا مع العمليات العسكرية في تكريت، اقدمت القوات الامنية في الانبار وديالى وبابل على تنفيذ سلسلة من الاجراءات الاحترازية الهادفة الى منع تسلل الارهابيين الذين فروا من تكريت الى تلك المدن.
فقد اعلن قائد شرطة الانبار، اللواء اسماعيل المحلاوي في تصريح خص به “الصباح” عن احباط محاولة للهجوم على محيط قضاء حديثة، مؤكدا قتل اكثر من 20 عنصرا من افراد تلك العصابات.
ولفت المحلاوي، الى ان القوات الامنية تمكنت ايضا من تدمير سبع عجلات للمجرمين تحمل اسلحة ثقيلة، مثنيا في الوقت ذاته على الدور البارز الذي لعبه ابناء العشائر في مساندة القوات الامنية، مشيرا الى ان عشيرتي الجغايفة والبو نمر، كان لهم دور بارز في التصدي لتلك العصابات الاجرامية.
الى ذلك، أعلن قائد ثوار صحوات الكرمة الشيخ محمود المرضي، عن مقتل عشرات الدواعش وإصابة قائدهم في الكرمة المدعو” قاسم عكاب” الملقب بـ “ابوعثمان” في عمليتين عسكريتين منفصلتين.
وقال المرضي لـ “المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي” إن “ قوات الجيش وبإسناد من أبناء صحوات قضاء الكرمة في الانبار، قامت بعمليات عسكرية مكثفة، أسفرت عن مقتل العشرات من الدواعش، بينهم قائدعصابات داعش في الكرمة الملقب أبوعثمان “ .
كما قتلت القوات الامنية بعملية تطهير لمنطقة العبد ويس التابعة لناحية جرف الصخر شمالي غرب الحلة في محافظة بابل امس الثلاثاء عشرة من عناصر داعش الإرهابية.
في غضون ذلك، أفاد مصدر امني مسؤول في عمليات سامراء، بان طيران الجيش قصف مواقع لعصابات داعش شرق المدينة، واسفر عن مقتل ثلاثة ارهابيين.
المصدر :