بقلم محمد شوكت عودة-رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة
دبي، الإمارات العربية المتحدة -- ستتحرى معظم دول العالم الإسلامي هلال شهر شوال (عيد الفطر 1435هجرية) يوم الأحد 27 تموز/يوليو، وبالنسبة للعالم العربي فإن الاقتران (المحاق) سيحدث قبل غروب الشمس وسيغيب القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس في الدول العربية كافة، إلا أنه لن يرى في ذلك اليوم بعد غروب الشمس لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب بسبب قربه من الأفق وقلة لمعانه نسبيا، لكن من الممكن أن يرى باستخدام تقنية التصوير الفلكي، وهي موضع خلاف فقهي من حيث إقرارها.
ولأن القمر سيغيب يوم الأحد بعد الشمس من منطقتنا العربية وسيحدث الاقتران قبل غروب الشمس فستعتبر كثير من الدول العربية والإسلامية ذلك كافيا لقبول أي شهادة برؤية الهلال، وعليه من المتوقع أن تعلن معظمها عيد الفطر يوم الإثنين 28 تموز/يوليو. أما الدول التي تشترط رؤية الهلال بما لا يتعارض مع معطيات العلم فإنه من المتوقع أن تعلن عيد الفطر يوم الثلاثاء 29 تموز/يوليو.
وخلاصة لما سبق، فإن بداية شهر شوال ستكون يوم الإثنين لمن يكتفي بالحسابات الفلكية التي لا تشترط الرؤية البصرية أو بالنسبة للدول التي لا تدقق كثيرا بشهادة الشهود إن غاب القمر بعد الشمس أو بالنسبة للدول التي تقبل رؤية الهلال باستخدام تقنية التصوير الفلكي. في حين أن بداية شهر شوال ستكون يوم الثلاثاء بالنسبة للدول التي تتحقق من الشهود جيدا ولا تقبل إلا الرؤية بالعين أو بالتلسكوب، وهذه الدول قليلة .
وبإلقاء نظرة على وضع الهلال يوم الأحد 27 تموز/يوليو من مختلف دول العالم، نجد أن الرؤية مستحيلة من شمال آسيا وجميع أوروبا وكندا وذلك بسبب غروب القمر قبل الشمس في هذه المناطق، في حين أن رؤية الهلال غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب على الرغم من غروب القمر بعد الشمس في كل من قارة آسيا (عدا شمالها) وقارة أستراليا وشمال ووسط أفريقيا ومعظم الولايات المتحدة. ورؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب فقط من جنوب أفريقيا وأمريكا الوسطى، في حين أن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من أمريكا الجنوبية. أما الأماكن التي يمكن منها رؤية الهلال بالعين المجردة بسهولة فهي المحيط الهادئ فقط.
وبالنسبة لوضع الهلال يوم الأحد 27 تموز/يوليو في بعض المدن العربية والإسلامية، نجد أن الحسابات السطحية للهلال عند غروب الشمس كما يلي:
- جاكرتا: يغيب القمر بعد 17 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 13 ساعة و54 دقيقة.
- أبو ظبي: يغيب القمر بعد 08 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 17 ساعة و24 دقيقة.
- مكة المكرمة: يغيب القمر بعد 11 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 17 ساعة و59 دقيقة.
- عمّان: يغيب القمر بعد 05 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 18 ساعة و34 دقيقة.
- القاهرة: يغيب القمر بعد 07 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 18 ساعة و38 دقيقة.
- الرباط: يغيب القمر بعد 08 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 20 ساعة و34 دقيقة.
ورؤية الهلال يوم الأحد 27 تموز/يوليو في جميع هذه المدن غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب. ولمعرفة معاني هذه الأرقام تجدر الإشارة إلى أن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة وتمت رؤيته يوم 20 أيلول/سبتمبر 1990م من عدة مدن فلسطينية، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و 33 دقيقة وتمت رؤيته يوم 25 شباط/فبراير 1990م من عدة مدن أمريكية، ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال وعمره عن هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ أن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبعده الزاوي عن الشمس و بعده عن الأفق لحظة رصده.
(ما ورد في المقال يعبّر حصرا عن خلاصة آراء وتحليلات المشروع الإسلامي لرصد الأهلة بلسان رئيسه المهندس محمد شوكت عودة).