ما من شك أن أشد المتشائمين يطلب فقط النتيجة المرسومة على الصورة 2-0 و هي كفيلة بوضعنا في نهائي مدريد و بأقل مجهود بل و تجعلنا نركز جيدا فيما تبقى من مباريات الليغا
ما من شك أن أشد المتفائلين يسترجع ذكريات سنوية غامبر للموسم قبل الماضي حين استضفنا الإنتر ذاته و سحقناهم بخماسية نظيفة ليبدأ تسطير الأحلام من ثلاثية إلى رباعية إلى خماسية و لما لا سداسية
و لكن أنا شخصيا لن أفرح لو تأهل فريقي بنتيجة 2-0 لأنها ستجعلنا تحت الضغط كوننا تأهلنا بصعوبة و كون الفريق سيخرج من الباب الكبير بقيادة مدربه الذي كان مترجما في ملعبنا ذات يوم
لست أقلل من قيمة مورينهو فهو إن بدأ مترجما و أصبح داهية في التدريب فيجب ألا ننسى أيضا أن العبقري الكتلوني بيب غوارديولا بدأ مهمته كجامع للكرات و كان يتلهف من أجل الحصول على قمصان أحد اللاعبين
لذلك فلا عيب إن كان أصل مورينهو مترجما أو يكون بيب جامعا للكرات مورينهو داهية في التدريب بأسلوبه الخاص و ليس بأسلوب من سبقوه و هذا لا يعني أنني أهين بقدرات غوارديولا لأن بصمته واضحة وضوح الشمس
ما أريد قوله أن أي نتيجة لن تشفي غليلي من قهر الإنتر و مدربهم لأن الإنتر خدش عرض كتالونيا بكاملها و علينا أن نرد لهم الصاع صاعين علينا أن نذلهم و أن نقهرهم إن نحن أردنا أن نقول أننا نملك أفضل فريق في العالم و أن من يهزم برشلونة هو برشلونة نفسه و ليس مورينهو و رجاله
نعم فريقنا مر تحت ظروف كبيرة و اجتازها بكفاءة و تمكن من تحقيق نتائج تبهر العالم و لكن بالنظر لمستوى الفريق في هذه المرحلة نجده يمر بفترة فراغ كبيرة تتجلى في غياب الأوراق الرابحة للفريق
في الكلاسيكو عرفنا كيف نحقق نتيجة إيجابية و لكن في دربي كتالونيا سقطنا سقطة العمر وفقا لما نمر به من ضغوطات سواء من التحكيم أو من قتالية الفرق المواجهة أو من ضغط الإعلام و حتى ضغط كأس العالم و تخوف اللاعبين فقدان فرصة اللعب في كأس العالم أصبح واضحا
نتيجة 2-0 أو 3-0 أو 4-0 أو 5-0 أو 6-0 أو أي نتيجة لن تكفيني لأني أريد من برشلونة أن يثبت للعالم أن خسارته الأولى في دور خروج المغلوب في عهد الدريم تيم العالمي ليست إلا نتيجة لظروف بعيدة عن الأداء التكتيكي للفريق و إنما هي ظروف الإرهاق جراء 14 ساعة سفر بالحافلة و بعض الأخطاء التحكيمية التي زادت من حدة الهزيمة
لن يشفي غليلي سوى إذلال مورينهو و إن استطاع خطف تذكرة مدريد فعلينا أن نعترف بذكاءه و أن نزيل لقب المترجم لنسميه داهية التدريب و علينا أن نعترف أن الكرة مكسب و خسارة بالأمس أذقنا فرقا عتيدة مرارة الهزيمة فلا بأس أن نشرب من كأس المرارة و لكن بشرف لذلك سأصفق لفريقي مهما كانت النتيجة إذا هو قاتل حتى الدقيقة الأخيرة كما فعل الموسم الماضي مع تشيلسي حيث لم يفقد الأمل
مورينهو هذا الموسم غير مورينهو المواسم السابقة فهو كان كثير التصاريح خصوصا في مواجهة برشلونة لكنه هذا الموسم لم يقدم أي تصريح سوى ذلك الذي قاله بعد فوزه حين قال : " لاعبي برشلونة ذاكرتهم ضعيفة " في إشارة إلى أخطاء حكم مباراتنا مع تشيلسي
مورينهو فاز على تشيلسي في جوسيبي مياتزا و الكل اعتقد أنه سيقوم بالدفاع في لندن لكنه هاجم و كان أخطر بل و تمكن من تحقيق الفوز و إقصاء فريقه السابق
علينا أن نعرف أن خصمنا ليس سهلا و أن نبتعد عن العواطف و ننظر للأمور بالشكل المنطقي أن أتمنى فوز فريقي ليس كأن أقول سنفوز بثلاثية
لذلك ما أمني به نفسي هو أن يتم إذلال الإنتر بأكبر قدر من الأهداف كي يعرفوا حجمهم و إن هم فعلوها فكما قلت سأصفق لفريقي و سأحترم الإنتر لأنه سيكون حينها يستحق المرور للنهائي
برشلونة في آخر المواجهات لفريق إيطالي و تحديدا في آخر عشر سنوات خسرنا أمام اليوفي في موسم 2002/2003 و في موسم الثنائية 2005/2006 حقق الفريق فوزا على ميلان ليمر للنهائي في باريس ضد الآرسنال لذلك المواجهة ستكون مفتوحة على جميع الإحتمالات لأن الكل يريد التأهل فقط في حال إقصاءنا ستكون ضربة قاسية لبطل السداسية و الأكثر من ذلك سنمنح الإنتر فرصة تحقيق الثلاثية فهو يلعب هلى كأس و دوري إيطاليا و يلعب أيضا على دوري الأبطال
ختاما برشلونة لو لعب بأسلوبه و لم يتسرع و لعب من أجل المتعة و يستمتع بالكرة فحتما سيصل لمرمى سيزار بسهولة كبيرة و لكن إن بدأ متلهفا لتسجيل أول الأهداف فقد يفقد سيطرته على المباراة لأن الإنتر سيلعب على إرباك برشلونة بالمرتدات لأن عادة الفريق الضيف تكون بامتصاص حماس الفريق المستضيف في الربع ساعة الأول ثم ينقض على رسم خطة مدربه في الملعب و أخشى أن يتمادى لاعبي برشلونة في الهجوم و ينسوا الدفاع
فكلنا مع برشلونة في السراء و الضراء و لتحيا كتالونيا
رد مع اقتباس
