قَالَتْ ..كُنتُ سَأنْجِبُ مِنكَ قَبِيلةً ،
كِلانَا وَأطْفالُكَ وَئِدْنا بِـ حَسْرَتِك
,
حَمَلتْ جَنِينَ الأمَلِ فِيْ رَحْمِ الألَم
إنْكَسَرتْ ،
تُحِيْطُها غَشَاوةِ اليَأسِ ،
وَبَيِّنَ جَنبَّيها أطْفَالٍ مِن وَهَمْ ،
تَنَفَّسَت ،
بِـ رِئَة الْصَبْرِ ...
ثُمَّ خَنَقَتْهَا عَبْرَةُ الحُلمْ ،
تَبَعْثَرتْ ..
سَكَنَتْ ثُمَّ أفَاقَتْ ثُمَّ سَكَنَتْ ،
مَارَسَتْ الإعْتِكافَ بِـ مِحْرَابِ الأمَل ،
تَتْلوَ صَلوَاتِها أن يُعَجِّلَ الرَبُّ بِـ مَجِيْئه ،
وَقَلْبَها مُثْخَنٌ بِـ الفَرَاغْ ..
مُحِيْطُها مُمْتَلئ بِـ المَسَافَاتِ ،
هِيَ خَائِفَة ..
بَحَجْمِ الَألَمْ .. خَاوِيَة كَـ فَرَاغْ ،
تَفْقَأ زُجاجَ عَيِّنِيِّها وَلا مَاءٍ يَنْدَلِق لِـ يُطْفِئُها ،
مَا ذَنبُها ..؟
مَا فَعَلَتْ ..؟
هِيَ فَقَطْ حَمَلتْ بِـ أجِنَّة الأمَلِ سِنوْنَاً مَدِيْدة ،
فَلاهِيَ تَتَمَخَّضُ وَاقِعاً ..
وَلا هِيَ تَمُوتُ إجْهَاضَاً ..
فَقَاوَمتْ وكَابَرَت ،
هِيْ لازَالَتْ تَنتَظِر سَادِرة ،
أَن يَصْحَبَ مَجِيْئهِ نُوْرَ القَمَر ..
بَعْدَ أنْ أيِّقَنَتْ حِلْكَةُ الإنتِظارِ ،
فَـ نَكَثَ بِوَّعْدهِ وَغَدَر ،
فَوَقَبَ ظَلامَ اليَأسِ فِيْ دَاخِلهَا ،
وَخَفَتَتْ فَوانِيْسُ الأمَلِ ،
وَانْطَفَأت ..
وَما شَطَرهَا عَنْ غَدْرهِ سِوى إيْمانٍ ،
أوّجسَ فِيْ نَبْضِها خَشْيَةُ الكُفْرِ بِـ خَالِقهَا ،
فَاصْطَبَرَتْ ..
وَمَا نَالَتْ مِنَ الحَيَاةِ حَيَاةً وَلا سَلامَا ،
فَقَطْ جِذْعٌ أعْوَجْ إتَّكَأت عَليِّهِ ،
فَانْكَسَر/تْ ،
فَقَطْ هَمْسَة لَهُ :
لِمَ أرْغَمْتَها عَلَى حَمْلِ جِثَّتُها
تَسِيْرُ بِهَا نَحْوَ مَجْهولٍ
كَفَرَتْ بِهِ قَبْلَ أنْ تَلتَقِيْه !!
مُحَمَّد