ملاك الروح
قـليلُ الحـظ ّيكفـيهِ الخيـالُ
تحاصرهُ وتـغـزوهُ الـنبـالُ
وأطلِقـَتِ السهامُ بسبقِ قصدٍ
بهذا القلب ِكم زُرعَتْ نِصالُ
ما ذنبي سوى أنّي وفـيٌّ
ويكفينـي مـن الدّ ُنيا الحلالُ
أصيلٌ والأصالة ُ فـيَّ ذخْـرٌ
فـمـا للعـارفـيـنَ بنا جـِدالُ
لـماذا صُغتِ هذا الهجرَ ظِلا ً
يُلازمُني ولـيسَ لـهُ ارْتحـالُ
فراقـُكِ يا ملاكَ الروح ِصَعْبٌ
وهـذا الجسمُ أنهـكـهُ الهُـزالُ
وخلفَ لماكِ طـَل ٌ مثلُ شهد ٍ
يزيلُ الداءَ إن حَصَلَ اعتـلالُ
فأنت ِالحبُّ في قلبي تجلـّى
لمثلِ هواكِ قد وُجـدَ الـدّلالُ
ببيت ِ أبيك ِيجري الجودُ نهراً
وفوقَ الجَمْر ِمـا بَـردَتْ دِلالُ
لحُسنِك ِ تنحني الهاماتُ طوعا
بهذا الحسن ِ ينبهرُ الرّجـالُ
فلو بَسَمِت شفاهُك ِ دونَ قصد
لزال الهـمّ ُ وانتحرَ المُحـالُ
فـإنـك ِ والليـالي شـاهـداتٌ
كمثل ِالحورِ زانتها الخصـالُ
رمـوزُ الشّعرِ لو عرفوكِ مثلي
لـقـالوا فـيكِ أروعَ ما يُقـالُ
ولكنـّي أغـارُ عـليـكِ مِـنـي
فكيفَ أجـيبُ لـو سُئِلَ السـؤالُ
رضاكِ عليّ أعطى الروحَ نوراً
فأسعدني وخاصمني الضـلالُ
فأنتِ البدرُ في حلك ِ الليالـي
وأنت السحرُ يحرسهُ الجمـالُ
وهذا القلبُ يهتفُ دونَ وقف
ليفن َ العمرُ إنْ عـزَّ الوصـالُ
فـلا واللهِ لـن أنساكِ يـومـاً
وطيفُكِ لن يُـفارقـهُ الـجـلال ُ
فطيفكِ راسخ ٌ في الفكر ِ حـقـّا
كما رسخت على الأرض الجبالُ
سأبقى حافظـا ًللعـهـدِ دوما
ولـو شُـدّت عـلى عُنقي الحبالُ