يا شعبي سلوني ..
لمّا تفقدوني ..
من حيدَر .. في المحشر !
====

ماذا لو أتى حيني .. والآمالُ تـُغريني ؟!
ماذا لو هوى أنفي .. من كِبري إلى الطين ِ ؟!
ماذا لو على وَجهي .. صارَ النعشُ يُلقيني ؟!
ماذا لو مشى قـَبري .. بالنار ِ يُحَييني ؟!

وماذا لو أتى حشري وقلبي عرشُ فرعون ِ ؟! ..
وأضلاعي كما كوخ ٍ مليء ٍ بالشياطين ِ ؟! ..

ماذا قد أعقبتني غواياتي ؟! ..
ها إنـّي راغبٌ في اعترافاتي ..
ربّي في غفلتي صنمٌ ذاتي ..
لذاتٌ أدبرَت من حماقاتي ! ..

ماذا لو سعى ثغري .. للكرار ِ يَسقيني ؟!
حتى ردَّني ظام ٍ .. بالحسراتِ يكويني !
ما عندي إلى قلبٍ .. كأسٌ وهوَ يعصيني
يا للردِ في صدري .. يجري مثلَ سكين ِ !

وماذا لو صفى خصمي بحشري " قالعُ البابِ " ؟! ..
ونــاداني عــلـى عتبٍ ألا يا ويــحَ عَـتـــّــابــي ! ..

ماذا لو قال لي ما الذي أبليت ؟! ..
حقاً أخجلتني عندَ أهل البيت ! ..
ماذا من حُرمةٍ للسما أبقيت ؟! ..
عِندها ليتـَني لم أكُن يا ليت !! ..
====
وماذا لو ناداني ماذا قد أعماك ؟! ..
أما كـُـنــّا في الدنيا في البلوى نرعاك ؟! ..
أهل قصَّرنا يوماً في أمر ٍ أغناك ؟! ..
إذاً من ذا في سوء ِ الأعمال ِ أرداك ؟! ..

كيفَ لو أمسى حيدرٌ ضدي ؟! .. بعدهُ آه ٍ ما الذي عِندي ؟!
كيفَ لو خلـّى كفـّهُ عنـّي .. آهِ وا نفسي آهِ وا وَجدي !!

كأنـني بهِ صاحَ من قلبي .. -عجبتُ- يا تـُرى أينـَهُ حـُبِّي ؟!
وهل يكونُ حبي على قلبٍ .. وليسَ صاحبُ القلبِ في دربي ؟!

وماذا لو ألفيتُ لطمي في صدري ..
هباءً منثوراً مبثوثاً في قبري ؟! ..
إذا لم أحْيَ التقوى يوماً في عُمري ..
لقد أمسى ظنـّي مردوداً في نحري !! ..

كيفَ بي لمّا ينتهي حلمي .. وإذا حيدر في الورى خصمي ؟!
وهْوَ يدعوني، ينجلي همي .. ليس بالدمع ِ ليس باللطم ِ

وكيفَ لو أتى مدمعي بابَه .. وقال لي مآقيكَ كذابة ؟!
لقد تعبتَ في حُبنا جسماً .. فهاكَ يا أبا الجسم ِ أتعابه !
====
أهل تــُـنـْجي حينـَها اعتذاراتي ؟! .. وهل أصحو من رمادِ خيباتي ؟!
وفـي الدنيا قد كـَـتبـْـتُ آثامــاً .. وظــَـنــِّـي أنَّ الوصــيَّ مِــمْــحاتي !

أبا حسن ٍ أنتَ إيمانـــــي .. وفي حُــبــِّــكم بَـردُ نيرانــــــي
سئمتُ الشياطينَ في صدري .. وقد جئت أكسرُ شيطاني !

فخـُذ مني أيا ظني .. إلى يوم ِ المُنتهى وعدي
بكم أبقى لكم زيْـناً .. وفي هذا غاية ُ السعدِ !

عليٌ يا مُـنتهى سماواتي .. ألا فاغفر في الهوى إساءاتي
وعهداً –منـّي- أصوغُ جندياً .. بكم يستهدي إلى نهاياتي !

بعينيكَ علقت أجفاني .. لأنظرَ من قلبيَ الثاني
فكن بابَ توبتيَ الكبرى .. وكفكف بكفيكَ طوفاني !

تقبــَّـلــني وشكـّـلـني .. أنــا طينٌ لكَ يا حيــــدر !
وإن متــتُ تلقـّفني .. بكأس ٍ من خالص ِ الكوثر !

يا شعبي سلوني ..
لمّا تفقدوني ..
من حيدَر .. في المحشر !
====

ليش الليلة مو نايـــم .. وبالــك شارد وهايـــم ؟!
ليش تحاجـــي النجمة .. ولـيش تباوع الوادم ؟!
مو عادة علــي هاذي ! .. ولا هي عادة الصـايم !
ياللي تعــــارك الدنيــا .. وتغلبها وتــرد ســـالم

في نظراتك في سكناتك يا حيدر منته بأوضاعك ..
وفي كل مسحة يتم بإيدك غريبة الليلة أطباعك ! ..

نظراتــك يا علـي تــخــطــف الـــدلال ..
ليش انته بهالمسا مو طبيعي الحال ؟! ..
كل وضعك مختلف واحنا ليك عيال ..
شالـ ماخذ لبتك يالـ خذيت البال ؟! ..

شمالك يا علي شمالك ؟! .. وشاللي غير أحوالك ؟!
تـتــأمل فـي أولادك .. جـنـهــم تــوهــم قــبــالــــك !!
وتســولف مع النسمة .. والله تــحيـّــر أفعالــــك !
جنك لـيــل وعن كل شي .. بعــطــفـك ناشـر ظلاله !

يا حي عطفك ويا حي لطفك وشنهو هالحزن كله ؟! ..
وجنــك يا عـلــي الليــلة في بالـك عـنــّــا تتخلــى ! ..

كل جايع تطعمه والفكر مشغول ..
كل مدمع تمسحه ومدمعك مهمول ..
فوق العادة عطف شلـ تريد تقول ؟! ..
حيرنا يا علي حالك المجهول ! ..
====
عليم وليش في هالليل عطفك حاط الوجود ؟! ..
بعد هالليل يعني تقول كل إحساس مفقود ..
علي التحنان ليش الساع منك فاق الحدود ؟! ..
تريد تقول يوم تغيب عنـّا تروح ماتعود ؟! ..

فـاتح ذراعك تـطعم جياعـك .. ومن دمـع عينــك نـقرا أوجاعــك !
تـأوي كل مسكين تقضي كل حاجة .. يا علي خوفي قرّب وداعك

علي ينـدبك الكون إذا تـسمــع .. عــلي لــدارك بــهالــظــلام ارجـــع !
علي وشاللي بالباب يمسكنــّـك .. كأنه يحجي " يا الغالي لا تطلع " !!

عليك الله يالـ كفاه من دنياه طم ليه ..
يتم هالدين أية روح تمسح بإيدها عليه ؟! ..
علي المحروم والمحتاج والمسكين من ليه ؟! ..
وراك أيتام بس تروح يجوي قلوبها الويه ..

يالـ رحت عنـّا غابت أنفاسك .. جرحك بكل روح يقرع أجراسك
يا علي هالسيف في صلاتك ليش .. بالله خليته يهوي عالـ راسك ؟!

علي ألف دمع يرقب جفوفك .. وألف ألف جفن حلمه يشوفــك
يا عايف الحيارى غصب عنها .. ولو في ودها يا بوها ما تعوفك !
====
عـلـي يا باب الـقدر على سنينـــك .. تـحـيرنـا مــا بيـن الــردى وبـيـنــــك
ماهو انته اللي تقطع القضا بجفك ؟! .. يا داحي الباب عن رد الأجل وينك ؟!

علي ياللي الدنيا تحت أمره .. وعجب ما دفع موته عن عمره
علي لليتامى اعطف النظرة .. ورد بالله عن راسك الطبرة !

يا حيدر ليش تخلينا ؟! .. حنانك يا با الحسن أكبر
يا من أمرك على سنينك .. على موتك يا علي تقدر !

علي بجدار القضا دفعت الشر .. هربت شلون قالوا منه يا حيدر !
قلت من أمر القضا للمقدر .. علي عالـ دفع الأجل إذاً تقدر !

علي بالله ليش الردى تطيعه ؟! .. تقضي اليتامى العمر ضيعة !
يا نور الله واضيعـة الدنيــا .. وواضيعة الـســـنــة والشيعــــــة !!

معانــا اقعــد ولا تبعـد .. بـعـد عـيـنـك كـلـنـا نستشهد
مع أيتامك إلك موعد .. يا حيدر ليش رايح المسجد ؟!

يا شعبي سلوني ..
لمّا تفقدوني ..
من حيدَر .. في المحشر !
====

لِم لا نسكنُ الجُرحا .. حتى نلمحَ الصُبحا ؟!
إن كـُـنا بهِ أحلى .. فهوَ الجنــّـة ُ الفيحا !
لِم ننساهُ في لحظ ٍ .. لا ننسى بهِ النوْحا
إن كانَ لنا قــُـطباً .. لم نغدُ بهِ قــَــيْـحا !

قفوا شيئاً بني حيدر بني الآدابِ والحُرْمَة ..
عليكم من شجى قلبي سلام الله والرحمة ..

إن كـُنـّا من هنا قد تخرجنا ..
لِم ركباً واحداً ما تموّجنا ؟! ..
إن كنا أخوة ً مذ توهّجنا ..
حينَ ازداد النوى لِم تفرّجنا ؟! ..

لم لا نذكرُ الأمسا .. حتى نـُخجــِلَ النفسا ؟!
ماذا كانَ مسعانا ؟! .. كيفَ اليومَ قد أمسى ؟!
لِم لا نـُشهـِدُ الذكرى .. حتى نسمعَ الحِسّا !
حنَّ القلبُ واللهِ .. فلنرجعْ إلى المرسى

أما عشنا هنا قلباً بنفس القهر والصبر ِ ؟! ..
تعاهدنا بأن نبقى على الحلو ِ على المرِّ ..

قد كـُـنـّا موقفاً واحداً أقوى ..
يهدينا رأيَـنا حيدرُ التقوى ..
دوماً كُـنـّـا معاً نجرعُ البلوى ..
في سجن ٍ واحدٍ نرسلُ النـّجوى ..
====
ألم نحيا أياماً في حضن ِ الأقياد ..
فهل نصحو لو عُدنا يوماً للأصفاد ؟! ..
ألم نبكِ قتلانا أهلَ الإستشهاد ؟! ..
فهل شرط ُ الشمل ِ أن تستلقي الأجساد ؟! ..

كـلـنـا ذبـنا وتعذبنــا .. كـلـنا فـي ويـل ٍ تـغـرّبـنا !
موتنا واحد عُمرنا واحد .. نهزم الدنيا لو تقرّبنا

وكنا يوسفاً وهوَ محبوبُ .. وفي شوق ٍ لنا حنَّ يعقوبُ
وكنا يونساً وهوَ متعوبُ .. وفي أضلاعنا عاشَ أيوبُ

ألم نقض ِ أعواماً في ظلم الحزن ِ ؟! ..
ألم نشكو في سخطٍ من حال ِ الأمن ِ ؟! ..
ألم نـُفرى جمعاً من جلادِ السجن ِ ؟! ..
ألم نبكِ لم نضحك عيناً في عين ِ ؟! ..

أي إنجاز ٍ فوقَ أن يبدو .. في قضايانا قلبنا واحد ؟!
أيُّ تحقيق ٍ فوق أن نمضي .. ولنا يُمسي حيدرُ القائد ؟!

لنرجع خندقاً عادت القوّة .. ونـُصلي شامتاً يبتغي الفجوة
لنجري مركباً ريحهُ صحوة .. لنطفي فتنة ً أشعلت عُنوة
====
لماذا لا نجعلُ الولا أكبر ؟! .. فتوحيدُ الشمل لم يزل أقدر
إذا كان الحبُ نبعُه حيدَر .. لماذا لا نرتقي لهُ أكثر ؟!

بحق الذي جاءَ في الكعبة .. وهاذي له ليلة الضربة !
إلهي أجرنا من النـكبة .. أعِدنا لعينيهِ والقـُـربــة !

وجمعنا ووحدنا .. ولا يبقى فـتـقـُنا أطول
وإن كنا نريد الحل .. عليّ الحل من أول !

لماذا لا نحفظ الدعا عُهدة .. نؤدي للمرتضى هنا عَهده !
إلهي خذنا لشاطئ الوحدة .. فقد طالت بابتعادنا المدة

لماذا نـُعزي على الوالي .. ولا نبتغي دربه الغـالي ؟!
دعوا القلب من غيرهِ خالي .. هو السور لمّا يزل عالي !!

هو الفوز هو العز .. هو الإصرارُ الذي يُتبع
فلا مصدر سوى حيدر .. بهِ يا شعبُ له نرجع !


********

غريبة الناس هاي شلون عِدها تقول إسلام ..
يا حيدر ليش ودها تشوف دمك ليش كل عام ..
والأغرب ناس تقسم بيك بس وياك ظلام ! ..
ولا أدري ليش كلها تجور في أيام الصيام ! ..

احسب الضربة بيها جم ضربة .. اقسم بغيبة وبالألم غربة
خانوا البيعة ذبحوا الشيعة .. يا علي الناتج غربة في غربة

معاوية بأثر خطوة يتوذر .. وأشوفك بعطف تمنع الأشتر
من الـ يمنع يزيد اللي يتجبر .. على حسين ويذب جسمه معفر ؟!

بعد هالـ ليش تبقى وياي بسأل ليش هالناس ..
عديمة خوف من الله عديمة ذوق واحساس ؟! ..
إلك أحباب يا حيدر تحت الخيول تنــــــداس ..
وإلك أحباب تطعنها نوايا فوق قرطـــــاس ! ..

من ألف مصرع دامي ومبضّع .. ردوا بغاية شنهو تتوقع ؟!
صورة أفادك نفحة أولادك .. رايدين إلها عالأرض توقع

لكن هاذي الصور بينا متوزعة .. مراجعنا وهلا بسادة الشرعة
صورهم بالقلب والله مرتفعة .. وهواهم مرتكز ما حد ينزعه !
====
سألتك ليش لا تسأل أنا شحالي .. إذا هالجور كله بيّن قبالي !
أنا اللي وياك ما تنذبح آمالي .. أنا اللي حروف اسمك هوا دلالي !

تظل يا علي جروحك بروحي .. ولا يبطل عليك أبد نـوحي !
ولو لحظة بس تغفلك روحي .. أقلها العمى من الجسد روحي !

علي الأول علي الأكمل .. علي وماحد في الأفضل مثله
علي الأوْلى على الأغلى .. وماحد غير المصطفى قبله !

علي وكل من ذايب بعلي بقلبي .. وإلى العشاق كلهم انكتب حُبي
علي الملاك حبه وانا مو ذنبي .. لأن القلوب سواها إلك ربي !

وإلى كل علي من علي عيوني .. أحط صورته بقلبي خلوني
أنا لـ يَمْـتى بالله تلوموني ؟! .. ومحال بعلي يهدأ جنوني !

لو دموعي لو همومي .. تسيل ولا طاغي يرحمني
أظل عاشق علي وعاشق .. لكل عاشق نبضته تهمني !

يا شعبي سلوني ..
لمّا تفقدوني ..
من حيدَر .. في المحشر !
====