الفقرة الأولى
(للشاعر عبدالله القرمزي)
هوى نجم اليقين .. أمير المؤمنين
فضمته السماء .. خضيباً بالدماء
دُلني يا نجم إن كُنت تعي دار الولي ..
دُلني يقتلني الشوق لوِرد المنهلِ ..
أي هذا النجم من صهوة مسراك انزلي ..
فهوى النجمِ إذا بالنجم في بيت علي ..
جذبت النجم يا حيدر .. و قبل النجم أعماقي
كأن الوحي إذ يوحى .. أعاد الكأس للساقي
بماء الحب روّاني .. و رش الأرض بالباقي
لأحيا حيدراً حُلماً .. جميلاً هز أعماقي
تدلى أيها المحبوب كي تُتلى ..
و علق خاطري في اُفقكَ الأعلى ..
أيها النجم و ما ظل فؤادي أو غوى ..
أنت في كونٍ من العِشق لرجليهِ هوى ..
لم أكن أنطق في حيدر يوماً عن هوا ..
إنما الوحي الذي حل بقلبي فإستوى ..
عليُ الآية الكبرى .. و بحر العلم و الحلمِ
و إما شئت تأويلاً .. فسائل سورة النجمِ
بمن في نزلةٍ اُخرى .. تلاقى المصطفى الأمي
و من ذا جنة المأوى .. عليهِ قلبها مدمي
و لما كان عن قوسين أو أدنى ..
تُرى من صوتهُ في أذنهِ رنَ ..
النجم يهوي على حب علي .. نصاً على حب خير العملِ
الحب قد شدهُ في اُفقهِ .. لا يعرف الحب إلا المبتلي
و اليوم نجم عليٍ ساجدٌ .. الله يا للمصاب الجللِ
لما هوى فوقهُ ركن الهدى .. حزناً هوى عاثر المستقبلِ
كأني .. بسماء المجد مصدوعه
عليهِ .. و جنان الخُلد مفجوعة
أيها النجم ما .. بال هذي الدماء .. غيرت لونك من حالٍ إلى حالِ
يا شديد القوى .. لا تقـُل لي هوى .. عزمك الصاعد يا نجمنا العالي
نصاً عليك السماوات تميل .. آهِ على ما تعجلت الرحيل
نصاً على أي شيءٍ يا علي .. نجمك قد خر من برج الجليل
هل يا ترى مُعلناً يا سيدي .. في الدهر عن آخر الصبر الجميل
أم يا ترى مُعلناً أن الأسى .. من بعدكم صاحب العمر الطويل
بروحي .. إننا نشتاق أيامك
بنفسي .. صبّر الرحمان أيتامك
رُحت بالأملِ .. يا علي يا علي .. و بقينا نقلب الأيام آلاما
عُد بمعناك لي .. يا علي يا علي .. بعدك الدهر عن الأمجاد قد صاما
مساء الهم بنا خيّم .. و مد الحزن ليالينا
بك الرحمان قد أقسم .. فأقسمنا عُد لتـُحيينا
عليٌ خذ على وحشة أحبابك ..
و أرجـِع بسمة الليلة لمحرابك ..
عليٌ وقف الدهر على بابِك ..
فسَبـِب لتلاقينا بأسبابِك ..
الله .. كم دا ولهنا للنور الجاري
الله .. و الدهر محتاجٌ للكرارِ
أبا الكوثر و لا أطهر .. على ذكراكَ تجمهرنا
عليكَ الله يا حيدر .. غداً في الحشر تذكرنا
علي فيك ما برحت أحزاني ..
و من أساكَ قد غزلت أكفاني ..
فليت لي لأقضي عمراً ثاني ..
و حاشاك بيوم الحشر تنساني ..
مولاي .. أنفقت عمري فيكم يا حيدر
مولاي .. فإشفع لقلبي في يوم المحشر
*** *** ***الفقرة الثانية
(للشاعر عبدالله القرمزي)
هوى نجم اليقين .. أمير المؤمنين
فضمته السماء .. خضيباً بالدماء
يا أميري عاشت الأرض إذا كنت أمير ..
حاكمٌ ليس لهُُ في هذه الدنيا نظير ..
حاكمٌ قد ملك الدنيا و قد عاش فقير ..
غادر العالم عن سيفٍ و درعٍ و حصير ..
ملكت الناس بالرحمة .. و بالإنصاف و العدلِ
عطاءٌ لا لإصحابي .. إذا تُعطي و لا أهلي
و كم قد خاب حُكامٌ .. برغم البطش و القتلِ
قلوب الناس لا تأتي .. بغير الود و الفضلِ
أميرٌ ما سعى بالطائفياتِ ..
لهُ من شعبهِ أغلى التحياتِ ..
يا أميراً حكم الناس على خير طريق ..
فرجٌ كان إلى الشعب إذا حل المضيق ..
لم يمل دون فريقٍ في عطاءٍ بفريق ..
و لذا ما قرب الحكم إليهِ من صديق ..
يُدير الكُل بالتقوى .. و يُدنيهم بلا فرقِ
و كُلٌ عندهُ يحظى .. بكل العدل و الحقِ
و لا من طائفياتٍ .. و لا من باعثٍ عِرقِ
و ما جاعت أعاديهِ .. و لا أنّت من الرزقِ
عليٌ آية الإنصاف و الحُسن ..
قريباً كان للشيعي و للسُني ..
الأرض ضاقت بجورٍ أزلي .. و الطائفيات وقع الدولِ
كل الحكومات جارت و عتت .. إنا نريد أميراً كعلي
حتى أعاديهِ نالت حقها .. من ذا الذي مِثلهُ في العملِ
أعطوا لنا حاكماً كالمرتضى .. للطائفيات لم يمتثلِ
عليٌ .. لم يكن يوماً إلى الشيعة
عليٌ .. ملجأ الأيتام و الجوعا
واضح الموقفِ .. لم يكن طائفي .. هل سمعتم عنه يوماً رد إنسانا
أم على عهدهِ .. عاد من عندهِ .. سائلاً حتى من الكفار حيرانا
هذا عليٌ إلى الشعب سند .. ما عرفت كفهُ رُب و قد
هذا عليٌ فمن مثل علي .. لم يشتكِ منهُ في الناس أحد
هذا عليٌ و ما ولّى علي .. رأس العِباد صديقاً أو ولد
الفضل للمتقي في حكمهِ .. أكرِم بهِ من أميرٍ و بلد
دعوني .. أغرس الحلم بأوطاني
فأرضي .. عاقرٌ عن أي ميزانِ
فتشوا عن علي .. و ابحثوا عن علي .. لن تروا من حيدرٍ شيئاً بحكامِ
هم من النار هم .. طائفياتهم .. أحرقت فوق ثرانا كل إسلامِ
تعصبتم و كذبتم .. و قلتم لا فتنةٌ فينا
و قد متنا من الظلم .. و عن أخذ الرأي اُقصينا
جرى الحكم لتهميشي و تضيعي ..
و لاقيت الردى لأنني شيعي ..
على حب عليٍ طاب إقصائي ..
على حب عليٍ طاب تجويعي ..
كلا .. للعنصرية يا أهل الحُكمِ
كلا .. للطائفية كلا للظلمِ
و من يدري بما يجري .. كأن الأمة عميانُ
و هل يخفى لكم ظلمٌ .. بهِ لا يختلف إثنانُ
ألا دوسوا على الناس بما يكفي ..
و قولوا شيعةٌ أنتم و بالحرفِ ..
و لا حقٌ لكم في هذه الدنيا ..
بلا كذبٍ و لا زيفٍ و لا خوفِ ..
إنا .. رغم الرزايا أبناء الأرضِ
إنا .. فوق المنايا نحيى بالرفضِ
*** *** ***
هوى نجم اليقين .. أمير المؤمنين
فضمته السماء .. خضيباً بالدماء
يالمحب الله يعظم أجرك بأغلى حبيب ..
ﭼـنه رايح لا دواء ينفع لجرح و لا طبيب ..
خل شعورك منه من ﮔـلبه من إحساسه ﮔـريب ..
ساعة يفتح عينه ينظر عيلته و ساعة يغيب ..
يا سامع غمض عيونك .. و معايه الليلة تصور
تخيل نفسك بداره .. و حاول تـﮕـترب أكثر
علي ممدود و ما أﮔـدر .. أفصل حاله ما أﮔـدر
و عيش إحساسك و حزنك .. و ﮔـد ما تـﮕـدر تفطر
و هِل دمعك على الي غمض عيونه ..
بعد ساعة من الدنيا تفـﮕـدونه ..
غمض عيونك و هاجر له و تأمل في الوجوه ..
يمكن تشوف الأخو يبـﭼـي على بيّه ويا خوه ..
هذا رايح للطبيب و هذا للي تحضروه ..
بس ولد واحد مـَظن يـﮕـدر يفارﮒ أبوه ..
حنانه غالب أطباعه .. و دمعه يسابـﮓ أنفاسه
و رقة ﮔـلبه ما منها .. و تعجز توصف إحساسه
حنون و مُرهف شعوره .. و يخجل من أعز ناسه
و لا أتوقعه إلا .. بجواره منكس براسه
ملك من طيبه ﮔـلب أخوانه و أحبابه ..
و راسه بركبته و الدمعه سـﭼـابه ..
كلما يغيب الأبو في غشيته .. ﭼـنه الولد يختنـﮓ من عبرته
و راسه يرفعه على دمعة أمل .. يخجل يشوفه و هذي حالته
يتفـﮕـده و يمسح بوجهه التعب .. يدعي عسى الله يفرج كربته
من يفتح عيونه حيدر للولد .. يرجع يخبي دموعه بركبته
تعرفون .. الولد لو ما تعرفونه
تميزون .. الخجل لو ما تميزونه
هذا من ينذبح .. حاله ما ينشرح .. ﮔـلبه يتثلث من السهم الذي يصيبه
هذا راعي الضما .. هذا دمع السما .. هذا مثل مصيبته ما تحصل مصيبة
هذا الي من أذكره جرحي صحى .. هذا الي ونة الوالد تذبحه
العبرة تخنـﮕـني من أتذكره .. و إسمه يهز ﮔـلبي يوم الأشرحه
لا والله ما يـﮕـدر يكلم أبوه .. ينظر له من هيبته و المستحى
ما أﮔـدر إسمه أﮔـوله من الألم .. و أنا الي روحي في بحره سابحه
كأنه .. بلحظة الي عينه في عينه
تمنى .. كربلاء بين الأبو و بينه
يخجل بمحضره .. لو علي ينظره .. ﭼـنه يتمنى تدوسه الخيل عالصدره
و الخجل له ألم .. أوقى من كل سهم .. بويه لا تنظر إليّه تكفى هالنظرة
تمنيتك تظل ليّه .. و بدالك أنا اليذبحوني
و عسى ظهري يكسرونه .. و على فراﮔـك ما يكسروني
يَـليت الحجر براسي ولا شوفك ..
و هذي يا ملاذ الحاير ظروفك ..
يَـبويه كمل على حسين معروفك ..
يَـعايفني و يَـتاركني ولا عوفك ..
بويه .. لا تطفي عني يالغالي سراجك
بويه .. في معضلاتي يابويه احتاجك
إذا العباس رمى براسه .. من ذراعي و بالثرى تعفر
و ﮔـَـلي من إلى راسك .. أﮔـِله لكل معضله حيدر
و إذا زينب بـِﭼـت ياهو الي يحميني ..
و بعدكم من إلى طيبة يوديني ..
و على هذا الوجع منهو اليسليني ..
أناديها علي ليكم بعد عيني ..
يَحسين .. حالك فجعني يا نور دلالي
يَحسين .. غصباً عليّه فرﮔـاك يالغالي
*** *** ***الفقرة الثالثة
(للشاعر عبدالله القرمزي)
هوى نجم اليقين .. أمير المؤمنين
فضمته السماء .. خضيباً بالدماء
مثل ما كان إلى المختار يطوي كالحنين ..
لك إنا في حنينٍ يا أمير المؤمنين ..
مثل ما كنت بذاك القبر مفجوعاً حزين ..
فتـّنا فقدك يا دمعة عين الحسنين ..
تذكر حزنك الجاري .. على قبر أبي الزهراء
تذكر وحشة الدنيا .. إذ الرحمان قد أسرى
ذكرت الحزن و النجوى .. ذكرت اليُتم و العبرة
تماماً نحن إحساساً .. على عينيك في حسرة
كم الأحباب تؤذي حينما ترحل ..
فجعت الدين يا فاروقنا الأول ..
هكذا نحن كما كنت على قبر النبي ..
قطعةُ من رئة الحزن و جمر التعبِ ..
قد فقدناك أباً فالناس من غير أبِ ..
ما عسى تحسبها يا خير كل العربِ ..
لقد أوحشت دنيانا .. غياباً طيلة العمرِ
و عِشنا الموت أيتاماً .. حبيب القلب هل تدري
حملنا الحزن آلافاً .. من الأحزان في الصدرِ
حيارى بعد أن تمضي .. و حتى مطلع الحشرِ
لكي نبكي على قدر الذي فينا ..
هنا ليلة قدرٍ لا تكفينا ..
يا للعذاب ألا يا للعذاب .. طفنا المآسي غياباً في غياب
لا صبر في الكون يمسي رزئكم .. و الصبر يأتي على قدر المصاب
حزنٌ إلينا على عد النجوم .. بل قُل على قدر حبات التراب
نقضي حنيناً و نمضي في حنين .. شخنا و ظل لنا فينا شباب
تعبنا .. بعد عينيكَ أيا غالي
و يبقى .. عرشكم في قلبنا خالي
هكذا رزئنا .. بعدكم إننا .. نكتوي يا سيدي جمر الغياباتِ
دئبنا في الأسى .. في زمانٍ قسى .. و تولانا بألوان العذاباتِ
في كل يومٍ لنا شوقٌ جديد .. لا لم نقل سيدي هل من مزيد
لكننا في حنينٍ دائمٍ .. قد شاب من همهِ رأس الوليد
أبنائكم من بني العلم لهم .. عنا غيابٌ و تِسفار بعيد
يا شيخنا عد لنا يا شيخنا .. فالقلب من بعدكم أمسى شهيد
سلاماً .. للمقيمين على البعدِ
و إنا .. يا أبا سامي على العهدِ
لا تطيلوا النوا .. قد كوانا الجوا .. و كفانا من لهيب الإنتظاراتِ
حسبنا المنتظر .. بإنتظارٍ أمّر .. و غيابٍ ذي حنينٍ و إشتياقاتِ
أما يكفي .. من النزفِ .. نزفنا من شوقنا بحرا
كفا بعداً .. كفا صدا .. و لا نقوى غيبةُ اُخرى
علي ما لنا عليكمُ صبرا ..
و لا على غيابكم بنا قدرة ..
إمام العصر عنا صار محجوبا ..
و عنه عظم الله لنا الأجرا ..
أيتام .. من يوم حيدر للجرح الغائب
أيتام .. من ذا إلينا في البلوى صاحب
حنينٌ من .. دم السجدة .. إلى جرح غيبة الكبرى
كرامتنا .. رزايانا .. و عِشنا من بعدكم حيرى
من المحراب للغيبة تلقانا ..
نشد الجرح آلاماً و أحزانا ..
من الكرار للمهدي دنيانا ..
تفوق النار أشواقاً و حرمانا ..
آلام .. فيها يتامى لا لا تتركنا
آلام .. في العمر عِشنا عجل و إدركنا
*** *** ***
هوى نجم اليقين .. أمير المؤمنين
فضمته السماء .. خضيباً بالدماء
*** *** ***أنا المجروح
(للشاعر نادر التتان)
أنا المجروح ﮔـلبي في أعز الناس .. بعد الجروح هذي شنهو جرح الراس
أنا المصيوب ﮔـبل صوابي بالضربه .. بعد هذاك جرحي بضربتي لا باس
أنا المذبوح يوم انعصرت الزهرا .. و للآلام ما فضل في عمري إحساس
أنا المدفون وسط أوجاعي مو ﮔـبري .. أطيب شلون و لا ترجع الأنفاس
طبيبي اليكشف عليّه يـﮕـول شوصفته ليّه .. و أنا العلاتي ما تمشي و طبيبي ماهو في الدنيه
و إذا هذا الطبيب بجرحي ما يدري .. أعلمه منين يشوف دموعي هالتجري
أنا من العين دمي يجري يا حسرة .. من على العين صارت لطمة الزهرا
أنا المحفور صدري و انت تسايل ليش .. تدري ترى المسمار سوا بالصدر حفرة
أنا المكسور ضلعي و شلي يجبرني .. بعد الضلوع ما ذابت من الكسرة
انا الموجوع متني و الألم دايم .. لأن السوط ما ﮔـصر ولا العصره
كمل جرحي و كمل وصفه تظن عندك إله وصفه .. تظن تـﮕـدر تداويني أبد ماظن بعد أشفى
و يـﮕـول الواهم الي بسيفه صوّبني .. يريد على العذاب المر يعذبني