عناقيد الغضب
كمال لطيف سالم
• تمثيل: هنري فوندا
• جين درويل
• إخراج: جون فورد
هذا الفيلم مأخوذ عن رائعة الكاتب الأمريكي جون شتاينبك الذي حصل عند صدورها على جائزة بوليتزر عام 1932.م توجت بجائزة نوبل عام 1961.
والرواية تدور أحداثها في ولاية أوكلاهوما حيث التحق الكاتب عام 1935 بمجموعة العمال المهاجرين وشاركهم الحياة في أكواخهم ثم سافر الى كاليفورنيا وعمل معهم وعانى من الاستغلال وعندما انجز الرواية اطلق عليها عنوان "أنشودة القتال الأمريكية." والفيلم مثله هنري فوندا وأخرجه جون فورد والفيلم يتلخص في أسرة جود التي تضم ثلاثة أجيال ينتزعها القحط والكساد في مزرعتها في أوكلاهوما فتخرج قاصدة كاليفورنيا في سيارة قديمة يحولونها الى شاحنة وخلال الرحلة المتعبة بموت الجد وأخيراً يصلون الى كاليفورنيا حيث يجدون في انتظارهم الفوضى الاجتماعية والصراع بين العمال وأرباب العمل ويتعرضون لسوء المعاملة والاستغلال والمجاعة. والفيلم بأكمله يأخذ جوا من التعميم والنظرة الشاملة بحيث تأخذ المضادات الشخصية لأفراد أسرة جود ابعاداً اجتماعية وسياسية بل ودينية وتظهر لقطات الفيلم الأراضي الحمراء والرمادية التي أصابها القحط وهي تحت لهيب الشمس ولفح الرياح الساخنة التي تحيلها الى هشيم وترى صغار الفلاحين وزراع القطن يصيبهم الدمار حيث تستولي على أراضيهم الشركات والبنوك وهنا نرى الجميع يصاب بالشلل والموت.
ان هذا الفردوس الذي كانوا يحلمون به ما هو إلا عالم منهار مدمر. والفيلم كما أراده المخرج جون فورد يجري على مستويات مختلفة، فعلى مستوى الشخصيات نرى تأثير الهجرة إلى الغرب على توم وأمه وأخته والواعظ المرتد جيم كاسلي إضافة إلى ظروف الكساد الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تعتبر جنة الله في أرضه وكانت بالنسبة لملايين البشر من جميع مشارب الحياة في الثلاثينات لم تعد أمريكا جنة إنما صارت أشبه بالجحيم وكان الناس في كل مكان يتساءلون لماذا؟
وكان الناس يسافرون سيراً على الأقدام أو بالسيارات القديمة كمخلفات للإنتاج الكبير باحثين عن الحلم الأمريكي المضيع . وكان فيلم "عناقيد الغضب" في تلك المرحلة التي أخرجها المخرج الأمريكي الكبير جون فورد والذي اخرج العديد من الأفلام المهمة ناهيك عن الممثل هنري فوندا الذي برع في أفلام كثيرة منها "بحيرة البجع" وكانت أخته جين فوندا هي الأخرى قد برزت على صعيد السينما في هوليود.
المصدر من هنا