مجلة, الهول, رعب
ليلة الهول (رعب )
زارها في منزلها، تحدّثا عن كل شيء، متناولين كؤوس الهوى والغرام والجوى والضّرام.
ودّعها على أمل لقاء قريب مغلقاً باب غرفتها ومُقفِلاً النور الكهربائي.
وفجأة شاهدت ظِلاّ يرقص في الغرفة رقصاً غجرياً مرعِباً.
رُبى: "زيد، أمازلتَ هنا؟!"
زيد بصوت هادئ ثقيل: "كَلاّ، خرجتُ."
رُبى: "دعْكَ من هذا المُزاح، كيف دخلتَ والباب مغلق؟"
ظلّت عيناها مُسَمّرتان على الظّل المرعِب، فتحت النور، كان الظل قد اختَفى. شهقَت من الخوف الشّديد.
في تلك اللحظات تضاءلَت حِدّة النور من تِلقاء نفسها، وشعرت بقوّة خفيّة جعلتها تسحب مِلاءة السّرير ثم تدفن رأسها بالوسادة.
ارتاحت قليلاً، وما هي إلا لحظات حتى شعرت بِثِقل على سريها وبِيَدٍ دافِئةٍ تضع يدها على بطنها. ومَرذت الدّقائق كأنّها ساعات.
التَفَتَت لكنّها لم تَرَ شيئاً. ما إن أعادت رأسها للناحية السّابِقة حتّى شاهدت ولعين الدّهشة جسداً منزوع الجِلد من الرّأس فقط.
شهقت شهقة الموت، وصادف أن أرعدت السّماء بجبروت هائل.
وإذا بصوت يهمس في اذنها بهمس قائلاً: "إلى اللقاء."
وظلّ أمر موتها غامِضاً.