وائل نجم
2012
◄ بسم الله نبدأ ...
يُحـــكى أن تاجرا تعرّض له قطاع الطرق وأخذوا ماله ، فلجأ الى المأمون ليشكو اليه
وأقام عند بابه سنة فلم يؤذن له ، فارتكب حيلة وصل بها اليه ،
وهي أنه حضر يوم الجمعة ونادى :
يا أهل بغداد اشهدوا عليّ بما أقول :
وهو أن لي ما لـــيس لله !
~~~~~~~~~~~~~~
وعندي ما ليس عــند الله !
~~~~~~~~~~~~~~
ومعي ما لم يخلــقه الله !
~~~~~~~~~~~~~~
وأحب الفتنة وأكره الحق !
~~~~~~~~~~~~~~
وأشــهـــد بــمـا لــم أرى !
~~~~~~~~~~~~~~
وأصـــــلّي بغيــر وضـــوء !
~~~~~~~~~~~~~~
وأنا أهــرب من رحمة الله !
~~~~~~~~~~~~~~
و ذبــــــــــــحي حـــــلال !
~~~~~~~~~~~~~~
[ طبعا أنت راح تنط وتحكي هذا كافر ! ]
أكمل ..
فلما سمعوه الناس حملوه الى المأمون فقال له : ما الذي بَـلَغَني عنك َ ؟
فقال : صحيح
قال : فما حملك على هذا ؟
قال : قـُطِعَ عليّ وأخذ مالي ولي ببابك سنة لم يؤذن لي ففعلتُ ما سمعتَ ، لأراك وأبلّغك لتردّ عليّ مالي .
قال : لك ذلك إن فسّرت ما قلت .
قال الأعرابي :
أما قولي : إن لي ما ليس لله ، فلي زوجة وولد ، وليس ذلك لله
وقولي : عندي ما ليس عند الله ، فعندي الكذب والخديعة ، والله بريء من ذلك
وقولي : معي ما لم يخلقه الله ، فأنا أحفظ القرآن الكريم ، وهو غير مخلوق
وقولي : أحب الفتنة ، فإني أحب المال والولد ، لقوله تعالى " إنما أموالكم وأولادكم
فتنة " [التغابن : 15]
وقولي : أكره الحق ، فأنا أكره الموت وهو حقّ
وقولي : أشهد بما لم أرى ، فأنا أشهد أن محمداً رسول الله ، ولم أره
وقولي : أصلي بغير وضوء ، فإني أصلي على النبي بغير وضوء
وقولي : أهرب من رحمة الله ، فانا أهرب من المطر
وقولي : ذبــــــحي حلال ، فعندما أذبح يجوز أكل ذبيحتي
فاستحسن المأمون ذلك وعوّضه عن ماله .