من المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: September-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 41,774 المواضيع: 12,027
صوتيات:
136
سوالف عراقية:
0
آخر نشاط: 12/October/2024
"البغدادي" من ضارب لكرة القدم إلى ضارب للرؤوس: تصفية الخصوم داخل التنظيم
"البغدادي" من ضارب لكرة القدم إلى ضارب للرؤوس: تصفية الخصوم داخل التنظيم
لمدى/ علي عبد الامير عجام
قصة حياة زعيم داعش على لسان أهالي العاصمة (2)
روث شيرلوك، في تقريره اللافت من بغداد في "التليغراف" البريطانية، كان قد انتقل الى حي "الطوبجي" غربي بغداد لتعقب خطوات "الخليفة" إبراهيم البغدادي يوم كان يؤدي فروض الصلاة في جامع صغير بالمنطقة، وصولا الى اختياره لقيادة دولة العراق الإسلامية- تنظيم القاعدة، خلفا لـ"أبو عمر البغدادي، خليفة الزرقاوي".
هنا يتابع شيرلوك متابعة المسار التنظيمي والمسلح لمن صار ضاربا للرؤوس، بعد ان كان في صباه ضاربا ماهرا لكرة القدم.
محطة البغدادي التالية المهمة كانت في قراره بإرسال رجاله للقتال في الحرب الأهلية في سوريا المجاورة، حيث انضم الآلاف من المقاتلين الأجانب، بما في ذلك من دول الغرب التي تعلن رسميا حربها على الارهاب، وتمكن البغدادي ورجاله من انتزاع السيطرة على الرقّة، المدينة السورية الشمالية، من قبضة كل من النظام السوري والجماعات المتمردة المحلية (الجيش السوري الحر).
وتمكن رجال البغدادي من الاستيلاء على معظم حقول النفط في البلاد وتحديدا في المحافظات المجاورة لدير الزور، وخلق بذلك مصدر دخل مهما، فالسائل الخام يباع إلى أجزاء أخرى من سوريا، وتهرب كميات منه إلى تركيا المجاورة.
لنحو عامين، بعد تأسيسها، نمت "الدولة الإسلامية في العراق و الشام" في الحجم والتأثير، حتى بدت بعيدة عن تنظيم "القاعدة" بعد ان تجاهل البغدادي أوامر من قبل الظواهري للحفاظ على تنظيمه في العراق.
وبعد ان بدأ التنظيم في سوريا، تمكن من بناء شبكات دعم محلية في العراق، حتى ضرب البغدادي، الشهر الماضي، ضربته الأكثر طموحا، باستيلائه على الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية في شمال البلاد، ومن ثم تقدمه نحو بغداد، وسط مشهد من الانهيار التام للجيش العراقي.
وساعد العمل الدعائي المنظم مع قبل انصار البغدادي على "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، في اشاعة جو من الترويع عبر سلسلة الصور البشعة للمجازر الطائفية التي ارتكبتها جماعته.
ولم تتوقف طموحات الطالب غريب الأطوار السابق عند هذا الحد، ففي وقت سابق من بداية شهر رمضان المبارك، أصدر البغدادي بيانا اعلن فيه بناء "الدولة الإسلامية"، فيما لم يعد هناك تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" لكن المفارقة ان دولة البغدادي هي لا تضم الا الأجزاء الشمالية من سوريا والعراق، غير ان هناك من يتحدث عن مخططات لتوسع حدودها وعبورها الى مناطق مجاورة، مع ان "خليفتها" غالبا ما يجهض العديد من المهام حين يشعر أنها خطرة للغاية على رجاله، الذين باتوا يخضعون لتنظيم دقيق أكثر من أي وقت مضى، ضمن هيكل يتضمن ادارة برؤساء لأدوار محددة مثل إدارة التمويل المالي، أو الدعاية.
لا يغفر لخصومه حتى لو كانوا قادة في تنظيمه
ويبدو البغدادي في قصة صعوده مقتفيا مسار صدام حسين في صعوده الدموي في البعث ولاحقا الدولة، ففي ظل هذا العمل "المنظم" الهادئ، لا ينسى البغدادي الانتقام من خصومه وبـ"دم بارد"، فجمال الحمداني، أحد الرجلين في مجلس الشورى الذين لم يصوتوا للبغدادي، اغتيل في وقت لاحق بسبب اعتراضه القديم.
الآن، وقد أصدر "الخليفة"بيانا يوضح نيته في السيطرة على بغداد فانه قرر إدراج الخليج والأردن على لائحة الاهداف التالية لدولة الخلافة، لا سيما انه تفاخر في خطاب مسجل له، برجاله الذين "لن يقفوا عن الفتوحات حتى يصلوا إلى روما".
صحيح انه يغلب الطابع الحماسي واستعارة البطولات التاريخية على البيانات الدعائية لتنظيم "الدولة الاسلامية"، لكن هناك من يرى ان المسارات السابقة لبناء مناطق خاضعة للشريعة الإسلامية بعد عام 2003 في العراق، باءت بالفشل لاسيما انها كانت تقابل بالرفض من قبل الوسط السني العراقي الذي كانت تلك المسارات تبدأ بمحاولة حكمه وبالقوة والسياسات المتطرفة.
لكن ثمة راهن يجمع المراقبون الغربيون والاقليميون على دراسته والتمعن في ظاهرته، ففي غضون ثلاث سنوات، تمكن عاشق كرة القدم السابق من تحويل مجموعته التي كانت حركة هامشية الى ان تكون مجهزة تجهيزا فائقا، بوصفها اقوى الميليشيات الممولة في العصر الراهن.
فمن الواضح أن وراء الصمت المحسوب والمجهول في شخصية أبو بكر البغدادي، طموحا لا ينتهي، وهو ما يجب عدم التقليل من شأنه.
المصدر