الإسس الفسيولوجية (basis Physiological) للذكاء العاطفي:
يتميز الإنسان عن سائر الكائنات الحية الأخرى بامتلاكه للجهاز العصبي. حيث يسيطر الجهاز العصبي(Nervous system) على الكثير من الوظائف الحيوية(Biological & Psychological functions) والنفسية التي نؤديها، وأي خلل فيه يتسبب في حدوث خلل في الوظائف الحيوية والنفسية (Biological & Psychological functions) ويعد الدماغ العضو المسؤول عن تنظيم وظائف الجسد، حيث تنقسم القشرة الدماغية إلى نصفي كرة يربطها بناء كبير يتكون من حوالي 3000 مليون خلية عصبية، ويسيطر نصف الكرة الأيسر على الجزء الأيمن من الجسم وهو مسؤول عن اللغة والنشاطات المنطقية، أما نصف الكرة الأيمن فيتحكم في الجزء الأيسر من الجسم، وهو مسؤول عن إدراك الأشياء المكانية التي تحدث معاً في نفس الوقت الواحد وكذلك النشاطات الفنية.
وبهذا نجد البدايات الفسيولوجية للانفعال(Physiological beginnings of emotion) مقابل أن يعي الإنسان الشعور ذاته، وفي اللحظة التي يصل الانفعال فيها إلى منطقة الوعي، وهي اللحظة التي يشمل فيها هذا الانفعال من جانب القشرة الدماغية الأمامية والعواطف الجياشة التي تكمن تحت عتبة الوعي. وتؤثر تأثيراً قويا في الكيفية التي تدرك بها هذه العواطف بإحساسنا والتعامل معها وبهذه الطريقة يكون الوعي العاطفي هو حجر البناء الجوهري في الذكاء العاطفي القادر على التخلص من المزاج السيء.
إن الذكاء العاطفي ليس مجرد مفهوم نظري يعتمد على تطبيق الاختبارات ولكنه قدرة يتحكم فيها جزء معين في المخ، وذلك مثل العديد من القدرات العقلية الأخرى، كالذاكرة أو الانتباه، حيث تشير الدراسات المختلفة إلى أن النصفين الكرويين للمخ قدرات معرفية مختلفة، مما يؤدي إلى عدم التماثل في السلوك بين الأفراد، فكثير من الأبحاث تذهب إلى أن النصف الأيمن للمخ يشارك في إدراك الانفعالات وفي التعبير عنها بقدر أكبر مما يفعل النصف الأيسر، وأما بالنسبة للغة فإننا نجد أن النصف الأيمن أفضل في تفسير النغمة الانفعالية للصوت في الكلام. كما تشير المنظومة الوجدانية مركبة وشديدة التغير، وأنها تحدد المعالم الأساسية للشخصية.