الاثنين 14 يوليو, 2014 - 11:22 بتوقیت أبوظبي
أشرف سعد - القدس - سكاي نيوز
يبدو موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمام مواطنيه صعبا للغاية، فحتى هذه اللحظة لم تستطع حكومته أن تصوغ هدفا واضحا للهجوم العسكري المستمر على قطاع غزة.
وبعد مضي نحو أسبوع على العملية، لم تتمكن الحكومة، ولم يتمكن الجيش من القول إنه حقق أيا من أهداف العملية التي أطلق عليه "الجرف الصامد"، أو حتى اقترب من تحقيق هذه الأهداف.
كما عجز نتانياهو عن وضع إطار زمني لهذه العملية، أو تحديد المدى الذي ستتحرك من خلاله. فحتى هذه اللحظة يتحدث عن استعادة الهدوء على حدود القطاع، لكنه لم يضع تعريفا لهذا الهدوء أو كيفيته.
في المقابل، تبدو حشود القوات الإسرائيلية على حدود غزة حائرة، فبينما تؤكد تصريحات القادة الإسرائيليين استعدادهم الكامل للانتقال بالعملية إلى مرحلة الاجتياح البري، وأنهم فقط ينتظرون القرار السياسي، يثير الكثيرون شكوكا كثيرة حول حجم الخسائر التي ستمنى بها القوات الإسرائيلية في حال إقدامها على دخول القطاع برا.
موقف نتانياهو إذا في هذه الحرب ليس مريحا، وليس مسيطرا. فالثابت أنه تحدث عن ضبط النفس والهدوء قبل أن تضطره الضغوط من حلفائه السياسيين على شن العملية، خاصة قرار أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية، بالانسحاب من الائتلاف الحزبي مع حزب نتانياهو.
محاولة إرضاء المتشددين
ويرى مراقبون أن خشية نتانياهو من انهيار ائتلافه الحكومي دفعته إلى محاولة إرضاء المتشددين بشن هذه العملية، لكن هذه الحكومة نفسها، بكل ما يكتنفها من خلافات وتباينات، لا تبدو قادرة على دخول عملية برية في غزة، ولا قادرة على احتمال سقوط أعداد كبيرة من القتلى خلالها، لهذا تراوح قرارات المجلس الوزاري المصغر مكانها بشأن هذه العملية العسكرية.
في الوقت نفسه، ترتفع أصوات عديدة في إسرائيل مطالبة بالتوصل إلى تسوية سياسية عاجلة مع حماس مشابهة لتلك التي تم التوصل إليها عام 2012، على اعتبار أن طول أمد العملية يهدد بتغيير موقف الرأي العام العالمي تجاه إسرائيل، إضافة إلى احتمال وقوع مفاجآت من قبل الفصائل الفلسطينية تغير اتجاه العملية بشكل كلي.
أما الجيش الإسرائيلي والاستخبارات الإسرائيلية فيتعرضان لانتقادات حادة، بسبب عدم تقديرهما للقدرات الحقيقية للفصائل الفلسطينية في غزة، وما تمتلكه من صواريخ، خاصة تلك التي استطاعت الوصول إلى حيفا على بعد 130 كيلومترا عن قطاع غزة.
ويسأل كثيرون، لماذا لم يستهدف الجيش الإسرائيلي في غاراته التي تجاوزت 500 غارة مخازن هذه الصواريخ في بداية العملية حتى لا تتعرض المدن الإسرائيلية لما تعرضت له من قصف؟
ويبقى أن كثيرين غير مقتنعين أصلا بجدوى عملية الجرف الصامد، أو بأي من أهدافها، ويطالبون بالوقف الفوري لها بأي شكل ممكن للتسوية السياسية.