النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

بــارد ــ حــار «حــواريــة إذاعيــة»

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 555 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    المدد ياعلي
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الدولة: ♥ iЯắQ ♥
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,534 المواضيع: 4,408
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8446
    مزاجي: இ qúỉэt இ
    المهنة: ☼ CŀVịŀ ŞẹŖΰĄnT☼
    أكلتي المفضلة: ◕ fłşĦ ◕
    موبايلي: ღ ĜắĽАxỴ ѕ3 ċ7 ღ
    آخر نشاط: 3/September/2022
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حيدر الطائي
    مقالات المدونة: 229

    بــارد ــ حــار «حــواريــة إذاعيــة»

    بــارد ــ حــار «حــواريــة إذاعيــة»
    14/07/2014 09:44
    (صوتان منفردان رئيسان يخالطهما أزيز خفيف، وأصوات متكلمين غير مفهومة. مؤثرات موسيقية متقطعة) بارد: ألو.. أجلسُ على قمة الأرض.. هنا بجوار صورة كبيرة لمايكل شوماخر، المستشفي من حادث التزلج في جبال الألب الفرنسية. إنه يتماثل للشفاء في مستشفى بزيورخ بعد خروجه من الغيبوبة.. أتعرف شوماخر، بطل العالم في سباق الفورملا1؟ إنني هنا في غرينوبل الفرنسية أقايض على شراء سجلاته الطبية المسروقة من المستشفى الذي عولج فيه قبل نقله إلى سويسرا، وقد بلغ ثمنها خمسين يورو.. المزاد يعج بالحسناوات والإعلاميين وكأننا في مهرجان سينمائي دولي..حار: أجلسُ أنا في جنوب الأرض.. إلى جوار تمثال صغير مستخرج من خرائب بابل. أجلس في مزاد سريّ وأقايض على ثمنه.. لست أدري لأي غرض.. الصحراء ورائي تفح بحكاية جندي مقطوع الرأس.. أتسمع أزيز الرمال؟

    بارد: أسمع.. أسمع.. حكاية فظيعة. القصة هنا تبدو مختلفة..

    حار: كيف يبدو شوماخر بعد إفاقته من الغيبوبة؟

    بارد: وجهه ناصع كالثلج. غير أنه مبقع بلطخات دخان أسود.

    عادم سيارة يعوي كالقذيفة في خلفية الصورة.. أعني صورة الشاشة المنصوبة خارج مستشفى غرينوبل حيث يقام المزاد..

    حار: أفكر بقارب مربوط في ظل نخلات مثمرات. صيف حار، سمكات حمر عالقة في طحالب جدول رائق الماء، تحت ناظم (أردبة) يصرف الماء وقت المدّ.. كل شيء ينطوي رغماً عنا إلى الوراء كبكرة شريط سينمائي، هنا في درجة الحرارة المتصاعدة، في جنوب الدول المفككة إلى دويلات..

    بارد: أظنك تتحدث عن خانق سياسي مخالف للطبيعة، وأنت تسرد فكرة هذه الرؤيا المعكوسة.. البرلمان وقد حُشرت فيه الجثث كالسردين.. لا أجاريك في تشبيهاتك.. لكنني أعرف هذه البكرة المتراجعة إلى العام 1925، نخبة من الرؤوس الشمعية الساكنة.. شوماخر رأس شمعي أيضاً، أسطورة، لكنه أثمن رأس في العالم.. سأنافس على شراء سجلات رقوده في المستشفى، وهذا يعزّي مهاجراً عراقياً مثلي من جيل بكرات السينما..

    حار: ماذا يعني أن تشتري تذكاراً من مكان بعيد؟ رسالة مكتوبة من مقر الرايخ ساعة سقوطه، توقيع نابليون، قبعة شارلي شابلن، أو سجلات دي ساد في الباستيل؟ لدينا هنا أطنان من الوثائق المطمورة تحت الأرض.. ملفات ملوك وضباط كبار ودبلوماسيين محترفين وجواسيس وشيوخ عشائر متواطئين.. تماثيل تتناثر خلفي في الصحراء، تتقدم لمحاصرة عاصمة العالم القديم بابل.. من يعير أهمية لهذا المزاد الحار؟ لا أحد يقايض على الطبيعة المخالفة للمألوف.. على منطقة باردة بيضاء أو بكرة شريط أسود أو سيارة ملكية مطلية بالذهب.. هنا الجحيم.. الجحيم.. الرؤوس المحزوزة بلا ثمن..

    بارد: العالم هنا يتقدم بشراهة إلى امتلاك كل شيء، وأي شيء يعني كل شيء في المفهوم الاستهلاكي الرأسمالي. وأية لعبة هي لعبة كل شيء.. خذ المونديال وظهور شاكيرا إلى جانب مارادونا ورئيسة البرازيل مع آلاف المشجعين المتنكرين بالأصباغ والأقنعة والقبعات.. ماذا تعني لعبة كرة القدم مع الاستيلاء على الموصل وقصف غزة؟ أية لعبة صغيرة أو كبيرة تعني استعارة لألعاب العالم السرية الفتاكة.. النفط أو القنبلة النووية أو التجسس على المكالمات الهاتفية.. لعبة أشد خطراً من تصنيع فيروس الآيبولا الفتاك في المختبرات.. قناع شوماخر الجليدي مثلاً يخفي تشويهات وجه مصاص دماء..

    هذا سر الاهتمام بسجلات استشفائه الغالية الثمن.. البارد ينقلب عن الحار، الصخب والعنف يكمنان في قلب السلام والبحبوحة.. نعم ولا حاسمتان.. مزاد على حافة الهاوية.. إني أحاول أن أكون إلى جانبك يا صديقي..

    حار: لا. لا أعتقد ذلك. البارد بارد والحار حار. مثل نعم ولا في مسرحية لبرشت.. لدينا وثائقنا وتفسيراتنا، لكننا لا نعرف متى نقول نعم ومتى نقول لا.. تشابه علينا الجوابان، فنقول نعم عندما نقصد لا، ونقول لا عندما نتوق لقول نعم.. شوكتان تعترضان الحلقوم..

    بارد: لن أجاريك في تحليلاتك أو أنافسك على ممتلكاتك. لكنني بينت لك ما يجذبني في مزاد القمم الاستهلاكية، المعروضات الفتاكة وغير الفتاكة.. أيوجد في عالمنا ما ليس فتاكاً؟

    حار: لا تسخر مني. عرّفني قليلاً بمزادك. كيف اغتنيت في مهجرك البارد؟

    بارد: سأكاشفك يا صديقي.. لستُ كما تظن. إني أساعد مستشفية خليجية تمتلك من الأموال ما تمتلك من الأفلاس الصدفية تحت ثيابها.. إني وكيلها المالي بالأحرى، بما أعرف من دروس المحاسبة. تركت منصبي الرفيع في المصرف لأرافقها إلى مشافي القمم الجبلية. هنا في غرينوبل مغطس مياه معدنية دافئة، في مغارة حمام يتربع على نبع أسفل الجبل.. الحار إلى جوار البارد كما قلت لك.. الجلد السليم لصق الجلد المتفلس..

    لا يتسع المغطس لغير جسدين ناعمين يلتفان على بعضهما كسمكتي حنكليس.. نعم ولا .. دونما فكاك. هل فهمت؟

    حار: كلما ذُكرت هنا كلمة حمام ذُكرت معها كلمة دم.. نعم ولا أيضاً متداخلتان كسمكتي حنكليس في مياه مكشوفة لمستنقع ينز برائحة الجثث المتفسخة.. لا مفاجآت في هذا المشهد الذي يتاخم المزاد السياسي الفتاك.. الرؤوس المقطوعة بعد كل نوبة لعنة أو غفران.. بملايين الدنانير أو بدون ثمن يُذكر.. المزاد البشع لعقود وصفقات فاسدة.. تجارة بالأرض والسماء والبشر..

    بارد: أوه.. توقف يا صاحبي عن عرض مزادك.. إني في حقيقة الأمر أستشفي من قاموس المسلخ العراقي.. أنفض أصدافي، أتعرى تحت الجليد، أنا الحنكليس الغجري المهووس بملامسة النقود الصدفية المعلقة على الصدور.. يا إلهي اصرفْ عني هذه الصدفة الملآى بالدم.. بدّدْ عن عيني هذا الحلم الحار..

    حار: كيف تتبرأ من هذه الرؤيا الزاحفة آلاف الأميال؟ دعني أذكرك بكلمات جبران التي طالما أحببتها في كتاب (النبي) قبل هجرتك، تلك الكلمات التي اشترطت الحرية بالضباب، والحب بالعودة إلى جزيرة الناس الآثمين..

    ماذا تبقى من جبران ورعيل الأنبياء المهاجرين؟

    بارد: دنتُ بدين الحب الجبراني قبل ضياعي في جزر الجليد البعيدة ولقائي بالسيدة الصدفية..

    الحق أقول لقد أدارت أقراص الروليت اتجاه رحلتي، وقلَبَ الضباب طريقي وقدري وديني.. دوار القمم ودورات الروليت والتزلج على حافة الهاوية وسباق السيارات ملأت رأسي بالتوقعات الفتاكة.. أي دين يمنع هذا المصير؟

    حار: يا لك من حنكليس بائس خسر الأول والآخر.. دعني أخمن خطوتك التالية.. التورط بتجارة السلاح وتهريبه إلى بلدك..

    بارد: أوه. كلا. أنت تخاطب في أعماقي رؤيا طفولية ماتت في انفجار بأقصى الجبال. فقدتُ أصدقاء في حرب الأنصار.

    غادرت هذا الحلم الفتاك، ولن أقدم على مثل تلك المخاطرة..

    حار: كيف تتخلى روح عراقية صنعتها التجارب المريرة عن غوايتها الفتاكة؟

    بارد: حقاً.. كما تقول.. يستطيع العراقيون أن يسخنوا قطب العالم، ويسرقوا شفرة الحلف الأطلسي النووية. لكنهم لن يفعلوا ولا يفعلون.

    الدم الساخن في أجسادهم يبرد كحليب الأمهات في ظهيرة ساخنة تحت سوباط بمواجهة الهجير الأحمر.. الحلم يبرد، ولا يبقى غير ذلك الدوار الأبيض لسراب الرعيان.. كلما دارَ قرص الروليت شعرتُ ببرود أطرافي وامتداد ذلك السراب..

    حار: وكيف تفسر حمام الدم العراقي؟

    بارد: فيروس صُنع في مختبرات نهاية العالم.. في الجزء النقيض لأحلام ثوار الجبال..

    حار: أو الأهوار..

    بارد: الحلم الماركسي المعكوس.. بقايا السراب الأحمر للنسور النافقة.

    حار: أو عش الدبابير الهائجة..

    بارد: لا جدوى من تخميناتنا.. الفيروس أطاح بكل التحصينات والشفرات، القديمة والجديدة.

    حار: دعنا نخمن مع ذلك.

    لنحلم معاً بسراب الرعيان، بالحليب الأبيض تحت السوباط.. بمسرحيات جليل القيسي المصوغة من الفضة في محترف أخيه..

    بارد: آه.. لن تجرني إلى حلمك أيها الماكر.. أسمعُ الآن صوتك بصعوبة يختلط بأزيز العاصفة الرملية..

    حار: كأنها مؤثرات قادمة من مسرحيات ديلان توماس تتخلل حفلة اغتيال جماعي..

    بارد: ما عاد يخيفني هذا الصفير أو النذير.. مع أن عجلة الروليت تدور في رأسي وتملأه بالضباب..

    حار: إنه صفير قادم من مختبر نهاية العالم..

    بارد: سترسو دورتي كيفما ترسو.. والدم الحار سيبرد.. أتسجل حـــديثي؟ أتتدرب على نوع خاص من سراب النصوص؟

    حار: أحاول أن أحاكي السراب الأحمر للنسور النافقة.

    بارد: لا تتصنع البراءة أو النصيحة.

    دعني أخمن للمرة الأخيرة هذا السؤال.. أأنت مقيد أم طليق؟

    حار: نعم ولا.. إني محتشد بدم فاسد.. بصوت مخنوق.. كأنني في متحف للرؤوس الشمعية.. (ينقطع الصوت البارد فجأة، ويستمر الصفير)

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,184 المواضيع: 343
    التقييم: 1702
    مزاجي: عادي
    أكلتي المفضلة: السمك الشوي
    موبايلي: دوز كور
    آخر نشاط: 23/October/2016
    شكرا للطرح

  3. #3
    من أهل الدار
    I don't care
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,483 المواضيع: 47
    التقييم: 345
    مزاجي: وأصبح من كثرة المصائب قلبي
    المهنة: I'm not work , I'm princess
    أكلتي المفضلة: الصــــــــاج
    موبايلي: GS3
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Mais Ali
    شكرا لك

  4. #4
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: بغداد .. الكراده
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 782 المواضيع: 38
    التقييم: 173
    موبايلي: IPhone
    آخر نشاط: 2/June/2015
    شكرا لك موضوع رائع

  5. #5
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,398 المواضيع: 50
    التقييم: 629
    مزاجي: الحمد لله على كل حال
    آخر نشاط: 21/September/2018
    شكرا

  6. #6
    من أهل الدار
    وزير الشغب
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,663 المواضيع: 185
    صوتيات: 24 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 459
    مزاجي: مو طبيعي
    أكلتي المفضلة: زنود الست
    موبايلي: كلاكسي3 و ايفون 5s
    آخر نشاط: 19/March/2016
    شكراا لك

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,114
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18
    شكرآ لك عزيزي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال