عمق التشكيلة يمنح المانيا الجائزة الكبرى في الوقت المناسب
2014 يوليو 14, 7:46 GST (Reuters)
منتخب المانيا مع درع بطولة كأس العالم في ريو دي جانيرو يوم الأحد. تصوير: ريكاردو مورايس - رويترز 2014 يوليو 14
ريو دي جانيرو (رويترز) - أثبت العمق الرائع في التشكيلة انه العامل الحاسم في فوز المانيا 1-صفر على الارجنتين بعد وقت اضافي في نهائي كأس العالم لكرة القدم في البرازيل يوم الأحد بينما فشل ليونيل ميسي في تقديم اللمسة الذهبية مع منتخب بلاده.
وسجل البديل ماريو جوتسه هدف فوز المانيا بعد نزوله كبديل لميروسلاف كلوسه بينما ظهر ميسي بشكل أقل من مستواه المعتاد كما فشل المهاجمون الآخرون في الارجنتين في التعويض.
وأصبحت كرة القدم الدولية تعتمد على 14 لاعبا وخاصة في المباريات التي تمتد لوقت اضافي وبدا ان مقاعد بدلاء المانيا تقدم الأسلحة الاضافية لتحويل مجريات اللعب لصالح الفريق.
ودخلت الارجنتين البطولة بفريق مليء بالأسلحة الهجومية والشكوك التي تحيط بالدفاع لكن خلال النهائيات بالبرازيل على مدار شهر كامل اتضح العكس تماما وخاصة في النهائي.
وظهر دفاع الارجنتين متماسكا ومنضبطا مرة أخرى ليحافظ الفريق على شباكه نظيفة في الوقت الأصلي طوال الأدوار النهائية لكن الهجوم سجل ثمانية أهداف فقط في سبع مباريات مع افتقاد اللمسة الحاسمة.
وجاءت نصف أهداف الارجنتين عن طريق ميسي لكن أفضل لاعب في العالم أربع مرات سابقة فشل في التسجيل منذ نهاية دور المجموعات.
وارتقى المنتخب الالماني لمستواه كفريق يستعين بكامل تشكيلته المكونة من 23 لاعبا ووضحت هذه النقطة بقوة مع دفع المدرب يواكيم لوف بالبدلاء الذين صنعوا الفارق.
وبدأت متاعب لوف قبل انطلاق المباراة النهائية بعدما أصيب لاعب الوسط سامي خضيرة في ربلة الساق أثناء عملية الاحماء مما أجبره على الخروج من التشكيلة الأساسية.
واذا كان يوجد أي لاعب من الصعب ايجاد بديل له في خط وسط المانيا فان خضيرة هو هذا اللاعب بلا شك مع معاونته الدفاعية لباستيان شفاينشتايجر وتقديمه للمساندة الكافية لباقي اللاعبين بفضل حركته التي لا تهدأ.
وطلب لوف من كريستوفر كريمر المشاركة بدلا من خضيرة ليجد اللاعب البالغ من العمر 23 عاما نفسه ينطلق هجوميا بشكل مفاجيء لعدة مرات في المراحل الأولى من اللقاء.
ورغم ان كريمر لا يملك خبرة دولية كبيرة ويلعب دورا جديدا عليه الا ان خط وسط المانيا بدا انه يعمل بشكل جيد قبل ان يصاب لاعب بروسيا مونشنجلادباخ بارتجاج أجبره على الخروج من الملعب في الدقيقة 31.
وقد تعاني منتخبات أقل قوة من انتكاسة بسبب هذا الحظ السيء لكن الجناح اندريه شورله نزل بدلا من كريمر بينما تراجع مسعود اوزيل الى الوراء ليلعب دورا دفاعيا أكبر مع الفريق الذي تعامل مع الموقف بشكل جيد.
وأجرى اليخاندرو سابيا مدرب الارجنتين تبديلا مفاجئا بين الشوطين بعدما أخرج ايزيكيل لافيتسي النشيط لينزل سيرجيو اجويرو بدلا منه في محاولة لمنح مساندة هجومية أكبر لميسي الذي بدا عليه التعب.
لكن اجويرو الذي عانى من متاعب تتعلق باللياقة في البطولة بدا بعيدا عن سرعته المعهودة وافتقر للتحركات البارعة واللمسات الحاسمة وهو ما يستطيع اظهاره بسهولة في أفضل حالاته.
وبعدما أهدر فرصة خطيرة لافتتاح التسجيل في الشوط الأول خرج جونزالو هيجوين لينزل رودريجو بالاسيو بدلا منه في الدقيقة 78 لكن مهاجم انترناسيونالي الايطالي أثار احباط ميسي بصورة أكبر عندما تسبب في فشل الكثير من الهجمات الواعدة.
كما فشل بالاسيو في استغلال فرصة خطيرة كانت كفيلة بمنح الارجنتين الفوز في الوقت الاضافي.
ورغم الأداء الجيد لانزو بيريز افتقدت الارجنتين بالتأكيد بصمات انخيل دي ماريا الذي غاب عن آخر مباراتين في البطولة بسبب اصابة في الفخذ ولم يكن سابيا يملك البديل القادر على منح فريقه نفس الخطورة الهجومية على الجانبين.
وربما يسأل سابيا نفسه الآن هل كان من الأفضل انضمام كارلوس تيفيز الى التشكيلة رغم الجدل المحيط بمهاجم يوفنتوس الايطالي وخلافاته داخل صفوف المنتخب.
ومع تبقي سبع دقائق على نهاية الوقت الاضافي تعاون بديلان لالمانيا بشكل رائع ليمنحا فريقهما هدف الفوز في مثال آخر بالبطولة التي شهدت تألق البدلاء بشكل لافت.
وانطلق شورله ناحية اليسار ليرسل تمريرة الى جوتسه الذي سيطر على الكرة فوق صدره ببراعة قبل ان يسددها مباشرة في الشباك.
واستحقت المانيا التتويج باللقب بعدما أظهرت عمق تشكيلتها وخاصة في الأدوار النهائية وهو ما قد يمنح الجيل الحالي نقطة تفوق لعدة سنوات قادمة.