أشجع الناس
قيل لبخيل: من أشجع الناس؟ قال: مَنْ سَمِعَ وَقْعَ أَضْراس الناس على طعامه ولم تَنْشَقَّ مَرَارَتُهُ.
كن ضيفا على الضيف
قال الهيثم بن علي: نزل على أبي حفصة الشاعر رجلٌ من اليمامة فأخلى له المنزل ثم هرب مَخافة أن يلزمه قِرَاه في هذه الليلة (القِرَى: إضافة الضيف) فخرج الضيف واشترى ما احتاج إليه ثم رجع وكتب إليه: أيها الخارج من بيتــــه**وهارباً من شدة الخـــوف ضيفك قد جاء بزادٍ لـــه**فارجع وكن ضيفاً على الضيف
ضرب الخصمين لأن بينهما الظالم
اختصم رجلان إلى بعض الولاة فلم يحسن أن يقضي بينهما فضربهما وقال: الحمد لله الذي لم يَفُتْنِي الظالمُ منهما.
الضيف الثقيل
وقف أعرابي على باب أبي الأسود وهو يتغدى فسلَّم فرد عليه، ثم أقبل على الأكل ولم يعزم عليه، فقال له الأعرابي: أَمَا إني قد مررت بأهلك قال: كذلك كان طريقك. قال: وامرأتك حُبْلَى. قال: كذلك كان عهدي بها. قال: قد وَلَدَتْ. قال: كان لا بد لها أن تلد. قال: ولدت غلامين. قال: كذلك كانت أمها. قال: مات أحدهما. قال: ما كانت تقوى على إرضاع اثنين. قال: ثم مات الآخر. قال: ما كان ليبقى بعد موت أخيه. وقال: ماتت الأم. قال: حزناً على ولديها. قال: ما أطيب طعامك. قال: لأجل ذلك أكلته وحدي ووالله لا ذُقْتَهُ يا أعرابي.
الضيف النَّهِم
نزل رجل بصومعة راهب فقدم إليه الراهب أربعة أرغفة وذهب ليحضر إليه العدس، فحمله وجاء فوجده قد أكل الخبز، فذهب وأتى بخبز فوجده قد أكل العدس ففعل معه ذلك عدة مرات، ثم سأله الراهب أين مقصدك؟ قال: إلى الأردن، فقال الراهب: لماذا؟ قال الرجل: بلغني أن بها طبيباً حاذقاً وأود أن أسأله عما يصلح معدتي فإني قليل الشهوة للطعام!! فقال له الراهب: إن لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قال: إذا ذهبت وأصلحت معدتك فأرجو ألا ترجع من هذا الطريق.