> قُلِّي هَذَا الُمجْتَمَع الذِّي يَجْتَمِع بَاكِرًا تَحْتَ نَافِذَتِي العَالِيَة.
ذُكُورِيٌ حَتَى فِي لَفْظِهِ يَصِلُنِي الصَدَى وَ أَنَا أَعْتَلِي شُرْفَة بَيْتِنَا التِي تُغَطِي أَعَالِي الكُورْ.
قَََْبْلَ أَن أَبدَأ أَيَحِق لِي أَن أتَذَََََََكَر أَبِي "كمال" .
أبَويٌّ هَذَا رَغْمَ أُنُوثَتِنَا المُفْعَمَة بِالعَطَاء و الصِّدْق، صَادِقٌ كَانَ عِنْدَمَا لمْ يَصْنَع لَنَا اللِّجَامْ و كَانَ يَمْلأُ بِلَّورَ أَيَامِنَا ِبدفْء الشَّمْس التِي لاَ تَغِيبْ.
تقُـــــول:
كُنْتُ فِي السَابِعِ عَشَرْ مِنْ عُمْرِي عِنْدَمَا فَقدْت القِيتارَة التِي كَانَت تَعزِفُ عَلَى أَوْتارْ يَأسِي أغَانِي الأَمَلْ،تِلْك التِي سَهِرَت عَلى رَاحَتِي وكَانَتْ تَخَافُ مِن هَمسْ الرِّيحْ، نَعَم إنَّها هِي التِي طَالَمَا تَشعر و تَعْرِف أَدَق تَفَاصِيلِنَا مِن صَمْتِنَا.
أمَا الأَبُ مَا هُو إلَّا وسِيلَة لتَلْبِيَة الحَاجِيَاتْ هَكَذا يَرَاهُ العَقْل الاِجْتِماَعِي، هَكَذَا نَرَاه مَهْمَا حَاوَل أَن يُفْرِغ مُحْتَوَاه لَنْ يَصلَ لِحَنَان الأُم عَلَى أكْباَدِها.
كُنْتُ وَحِيدَة أبِي مِن بَعْد أمِّي وَمَعَ أَنَّ هَتهِ الحَيَاة حَرَمَتنَا ابتسَامَتَهَا لَكنَّها وْحدَهَا الذَّاكِرَة ظَلَّت تَبتَسِم لَنَا حَتَى لَا نَشعُر بِمَا يَدْعُونَه الحِرْمَان ، وسُرْعَانَ مَا تَغَيَّرَت أَحْوَالُنَا إلَى الأَسْوَأ، مُنْذ ثَلَاثْ سَنَوَات مِن رَحِيلِها أصِيبَ وَالِدي بِمَرضٍ خَطِيرٍ ألَْزَمهُ الفِرَاش و لَمْ يَكُن مَعِي مَا يَكفِي لِإجْرَاء العَمَليَة، تَطَورَ المَرضُ بِداخِل جِسْمِه النَّحِيف إلَى أنْ فَقَد القُدرَة عَلى التَّحَرُك وَقْتَها أصْبَحْتُ أسْعَدَ يَائِسَة عَلى وَجْه هَتِهِ الأَرْض اليَافِعَة.أنَا المُنْهَكَة فِي كَأسْ المُتْرَعَة .
لآخِر يَوْمٍ فِي حَيَاتِي و بَعْد أنْ وعَدتُ نَفْسِي وعَدْتُهُ بأنْ أبْقَى هُنا دَائِماً بِجَانِبِه وأنَنِي سأبْذُل جُهْدِي حَتَى لَا يَشْعُر بِالوِحْدَة و سَأكُونُ سَبَبَ عَيشِهِ سَعِيداً فِي هََذا الوَقت الجَرِيح.
تَنَّهدتْ بِحُزْن عَمِيــــقٍ و أكْمَلَت حَدِيثَهَا و زَفِيرَهَا باسْتِطَالَة حَتَى جَمَعَت عَيْنَاهَا مِن الوَدَق و الأسَى مَا يَحمِل القَلبُ أضْعَافَهُ:
وهُنَا تَبْدَأ المَأْسَاة، عِندَمَا دَخلْت البَيْتَ بَعْدَ يَومٍ أنْهَكَنِي ووَجَدْتُ أبِي يَبْتَسِم و كَأنَّه عَادَ إلَى طُفولَتِهِ مِن جَدِيد وطَلَبَ مِنِّى أَْن أجَاِوَرهُ ثُم أمْسَك بيَدِي التَّعبَة و رُوحِي الهَشَّة و أرْدَفَ قائِلًا:
يَا ابْنَتِي، أعْرِف أنَّك تَعِبْت و كَمْ مِن الوَقْتِ قضَيتِ خَوفًا علَى زَوَالِي، حِينَمَا أنْظُر إلَيْكِ كلَّ مرَةٍ أدْعُو"رَبِّي اجْعَل لَهَا شَرِيكًا و رَفيقاً يُقَاسِمُهَا حُزْنَهَا وَ يُشَارِكُها فَرَحَهَا"، اليَومَ بَعْدَ أنْ تَحَدَثنَا أنَا و صَديقِي عقبَة مُطوَّلا أخْبَرَنِي أنَّه يَبحَث عَن زَوجَة صَالحَة لأصْغَر أَولَادِه اسْمُه "يَقِين" واشْتَرَطَ ْأن تَكُونَ مَاكِثة بالَبَيْت، فَفَكَرْت أَنْ أخْبِرَك و أرْجُو أنْ تَستَقيلينَ مِن العَمَل و بمَا أنََّني عَاجزٌ اقتَرَحتُ أَن يَكُونَ سَكَنَك مَعي وََلَم يَرفُض الفِكرَة. أرْجُو أنْ يُعجِبَك قرَارِي.
و أنَا أخْفِي سَعَادَتي مَرَّة و تَعَاسَتي أخرَى أجَبتُه "أظُّنُه مُنَاسبًا و أعلَم أنَّك تَبحَث عَن مَصلَحَتِي."
تَزَوَجتُ يَقِينْ و تَعَدَّى زَوَاجِي العَامَ بِأَكْمَلهِ وَ لَم أَرَى مِنْه أيُّ تَصَرفٍ يَجعَلنِي أشْعُر بِاحتِرَامِه لِي عَلى العَكسْ تَصَرفَاته دَائِما تُخَيبُني و كُلَّما غَضِبَ منْ رَئيسِ عَمَله عَاد إلَيَّ و إلىَ مَنزِلهِ في حَالَته التِي عَهدتُهَا خَائَفَة فِي صَمتِي أدعُو كُل اللَيلِ أَن لَا يُلَاحِظ أَبِي تَصَرُّفَاتِه الطَّائِشَة و بَعْدَ مُدَّة اكْتَشَفتُ أنَّه مُدْمِن عَلَى الكُُحُول وَعَرْبَدَتِه التِي تَختَفِي فِي عَبَاءَة اللَّيْل، بَدَأتُ أشْعُر أنَّ عَلَاقَتِي الزَّوْجِية فِي طَرِيقِهَا إلَى الهَلَاك، هَل عَلَيَّا أنْ أقَاوِمْ حَتَّى أنْقِذُهَا؟ كَانَ هَذَا مَا بَدَأتُ بِهِ: طَلَبْتُ مِنْ يَقِينْ أنْ يُعَالِجْ إدْمَانَهُ وحَيَاتِهِ العَمَلِيَة بحِكْمَة و يُشَارِكُنِي كَمَا اتَفَقْنَا أحْزَانَهُ رُبَمَا أو عَلَََّنِي أنْجَح فِي ذَلِكَ، صَرَخَ بَعْدَمَا رَفَضَ فِي وَجْهِي، أمْتَثِلُ أمَامَ صَدْمَتِي مِنْ عَقْلِهِ القَبْلِي الذِي يُجِيبُ عَلى هَوَاجِسِي و هَذَا يُكَرِرْ نَفْسَ الأسْئِلَةِ، مَا الذِي تُرِيدِيهْ؟ هَل أنْ تَثْبُتِي لأَبِي أََِنكِ قََادِرَة عَلى التَغْيِيرْ؟و تُرِيدِينَ أنْ أقْلِعْ عَن الشُرْب حَتَى أتَذَكَرْ أنَنِي مُتَزَوِجْ مِنْ امْرَأَةٍ أرْفُضُهَا أو كَأَنِ أرَى وَالِدُكِ العَجُوزْ كَمَا العَادَةِ دَائِمًا؟ كَانَ عَلى خَطَأْ وَالِدِي حِينَمَا اِخْتَارَكِ زَوْجَةً لِي، أَتَعْلَمِينْ إنْ كُنْتِ لا َترْغَبِينَ فِي الطَلاَقْ -وأَعْلَمُ أَنَكِ تَخَافِينَ كَلاَمَ النَاسْ- و بَدَلاً مِنْ أَنْ تَشْتَكِي لِذَلِكَ العَجُوز وَالِدُكِ الذِي لا يُشْبِهُ حَتَى الآَلَةِ المُتَحَرِكَة، مُجَرَد تِمْثَالْ بَشِعْ مَنْسِيٌ فِي رُكْنِ المَنْزِلْ، عَلَيْكِ بِأَنْ تَتَبِعِينِي لِتُغَادِرِي هَذِهِ الحَظِيرَة و إنْ رَفَضَتِ أو تَحَجَجْتِ حَتَى لا تُتْبِعِينِي سَأَرْفَعُ عَلَيْكِ القَضِيَةِ.
غَادَرْنَا البَيْت بَعْدَ أَنْ تَحَدَثْتُ مَعَ وَالِدِي و أخْبَرْتُهُ أَنَهُ اِمْتِحَاْن مِنَ الله جَلَ جَلاَلَهُ لِيَخْتَبِرْ صَبْرِنَا و طَاعَتِي و وَفَائِي و عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ رَاضٍٍ عَنِي و قُلْتُ لَهُ أنَنِي سَأَعُودْ حَتَى لَوْ كَلَفَ الأَمْرُ حَيَاتِي و أَنِي سَأُحَاوِلَ أَنْ أَحْرُسَ عَلَيْهِ فِي البُعْدِ و كَأَنَنَا قَرِيبِينَ.
ذَهَبْنَــا أَنَا و هُوَ لِمَسْكَنِنَا الجَدِيدْ و عِنْدَمَا دَخَلْنَا شَرِعْتُ فِي تَنْظِيفِهِ و تََصْفِيفِهِ و تَلْطِيفِهِ إِنْ أَمْكَنَتْنِي الرَغْبَةُ، جَلَسَ و هو يُشْعِلْ سِيجَارَتهُ حِينَ قَالَ: الآَنْ عَلَيْكِ أنْ تُقَدِمِي طَلَبْ العَوْدَةُ إلَى عَمَلُكِ فَقَدْ سَئِمْتُ عَمَلِي و قَدَمْتُ اِسْتِقَالَتِي، و فِيمَا يَخُصْ سَبَبْ اِسْتِقَالَتُكِ مِنْ عَمَلُكِ العَامْ المَاضِي يُمْكِنُكِ أَنْ تُقَدِمِي تَبْرِيرًا و تُخْبِرِيهِمْ أَنَهُ مِنْ أَجْلْ وَالِدُكِ قَدْ يُفِيدُنَا بِشَيْء عَلَى الأقَلْ.
بَعْدَ تَفْكِيرْ طَوِيلْ فِي الأَمْرِ اِتَصَلْتُ بِصَدِيق قَدِيمْ لِي كَانَ هُوَ رَبُ عَمَلِي و طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ نَلْتَقِي و حِينَ مَكَنَنِي الأَمْرُ أَخْبَرْتُهُ بِمَا جَرَى لِي مُنْذُ أَنْ تَزَوجْت و تفهَمَ وضْعِي و قَبلَ بعَودَتِي إلَى مَنصِبِي القَدِيم و حِينَهَا طَلَبتُ مِنْهُ أنْ يَخصمَ مِن رَاتبِي مَبْلَغاً مُحَدَدًا و يُرسِلَهُ لأَبِي حَتَى يَتَمَكَن مِن تَغطِيَة لَوَازِمِه و لِأنِي خَصَصْت لَه مُمَرِّضَة تَعتَنِي بِه كَانَ عَلَيَا أنْ أرَتِبَ مَوضُوعْ رَاتِبِهَا.
بَقِيتُ عَلَى هَذا الحَـــالْ لمُدَة سَبعَـة أشْهُر وَ لَم يَعلَم زَوجِي بِالأمْر مَعَ أنَّه كَانَ يَشُك فِي المَبلَغ الذِي كُنْتُ أَتَقَاضَاه شَهريًا و عَادَة مَا يَسألُني عَن عَدَم طَلبِي الَمَزيد مِن الشَركَة و كُنتُ أدَّعِــي أنَّنِي طَلَبت لَكِنَّهم رَفَضُوا لأنَّنِي تَخَليْت عَن مَنصِبِي سَنَة كَاملَة.
سََمعْتُ أنَّه يُقَال عَنِّي فَتَاة بَاعَت وَالِدَهَا عَلى الرَّغم مِن عِلمِها بِمَرضِه و عَجْزِه و لَم تَكتَرث حَتَى وَ هَذا كُلَّه مِن أَجْل زَوجِها الذِي لَا يَصْلح حَتَّى ليَكُون أبَا لِأوْلَادِهَا، مَع أنَّنِي كُنْت أسْهَر اللَّيلَ أبْكِي و أتَضَرَع إلَى رَبِّي أنْ يُصْلِح حَال زَوجِي الذِي أتْعَبَنِي و أنْ يَصحُو مِن غَيبُوبَتهِ التِي لَا تَنتَهِي، و فِي الصَّبَاح البَاكِر اتَّصلَتُ بِوَالِدِي خِفْيةً كعَادَتي لأطْمَئِن عَن حَالهِ فَأخْبَرنِي أنَّ المُمَرضَة التِي وكَلتُها للاهْتمَام بِه تَعَرَضتْ لحَادِثٍ خَطِيرٍ أوْدَى بِحَيَاتِهَا، أغْلقْت السَمَاعَة بَعدَ أنْ أصَابَنِي قََلقٌ وَ ضُعفٌ شَدِيدٌ و مَا إنْ إلتَفتُتُ حَتَى أجِدَ يَقينْ خَلفِي، اسْتجْمَعْت شَجَاعَتِي و طَلَبْتُ منهُ الطَّلَاقْ لِأنِّي سَئِمتُ هذِه الحَيَاة و المَعِيشَة المُمِلة التِي لَا يسْكنُهَا سِوى الألَمُ و الاِختِنَاق و فَرضْت عَليْه عَودَتِي إلَى بَيتِ وَالِدِي إلَى أنْ يَأتِينِي طَلَب حُضُور المَحْكَمَة.
و مَا أنْ دًخًلتُ بَيتَه و ارْتَميتُ فِي حُضْنِه و تَشَممتث رِيحَه حَتَى بَكَيت إلَى أنْ انْشَرحَ صَدْرِي و قُلتُ لَه:" أعْتَذرُ لَك أبِي عَلى مَا بَدَر مِنِّي، لَقَد جَهَلْت مَا أفْعَله بَعد مَا وَضَعَني ذَلك الوَغْد بَينَ المِطرَقَة وَ السِنْدَان، لَم أَتَمَكَن مِن الِاخْتِيارْ خِفتُ أنْ أخْتَارَ الطَّلاقْ فيُقَال عَنكَ وَالدٌ لَم يَدَع مُدَّة زَوَاج اِبنَتِه تَدومْ لكِنَّنِي لَم أتْرككَ و حَاولْتُ أنْ أكْمِلَ وَاجبَاتِي، هَا قَد عُدت فَلسْت أنَا مَن تَبِيع أبَاهَا مِن أجْل مَن لَا يَستَحِق لَستُ أنَا مَن تَترُكُكَ فِي منْتَصَف الطَرِيق دُونَ عَودَة لقَدْ سَئمْتُه وَ سَئمْتُ تَصَرفَاتِه،إدْمَانَه ، سَجَائِره التِي أحْرَقَت حَيَاتِي، كَان لَابُد مِن إنْهاءِهَا لِأنَّها تَفَتَقِر للِاحْترِام لذَلِك لَا تَشعُر بالذَنْب، لَم يَكنْ نِصفِي الثَانِي.
و بَينَما كَانَت تَتَحَدَث كَانَت دمُوعُها تَنهَمِر وعَمَّ الصَّمتُ أرجَاءَ المَكَانْ و بَدَتْ و كَأَنَّها تَتَحَسَّر عَلى مَاضِيهَا و قَالَت :
كَانَ يَقولُ أبِي:" أعْلَم يَا ابْنَتِي أنَّك كُنتِ كَاذِبَة عِندَمَا أخْبَرتِنِي أنَّك سَعِيدَة مَعَ زَوْجِك، لَكِنَّنِي لَم أُرِد التَدَخُل حَتى أَخْتَبِرَ حُزنَكِ و حَتى أَعرِفَ أَنَك ابْنَةَ أبِيكِ –هَا قَد نَجِحتِ- و الآَنْ و بَعْدَ أَنْ اِطْمَئَنَ قَلْبِي أَنَكَ بِأَمَانْ يُمْكِنُنِي الرَحِيلْ بِسَلاَمْ." و أَكْمَلَ حَدِيثَـهُ بِكَلِمَاتْ مُتَقَطِعَةٍ يَتَبِعُهَا اِخْتِنَاقْ مُؤْلِمْ: "إِ..نِي رَا....ضٍِ عَن....كِ يَا إِبْنَ....تِي " .
لِمُدَةٍ قَصِيرَة كَتَمْتُ صُرَاخِي و لأنَنِي لَم أَسْتَطِعْ التَحَمُلْ حَتَى مَزَقْتُ صَمْتُ الغُرْفَةِ و صَمْتِي بالصُرَاخِ الذِي اِعْتَلَى كُرَةُ الكَوْنْ،إلَى وِحْدَتِي أَعُودُ دَائِمًا يَا أُمِي الغَائِبَة ولمْ أسْتَطِع أنْ أوفِي بِوَعْدي لَه وحِينَ آنَ البَقَاء انْتَهَى اللِّقَاء، واجْتَمَعَ الجِيرَان حَولِي يُحاولُونَ مُواسَاتِي و تَهدِئتِي و أيْضاً يُحاولُونَ إيقَاظَ رُوحَ الصَّبرْ بِدَاخِل قَلبِي المَجْروحْ... كَم هُو مُؤلِم هَذا الوَقت .
مَضَى شَهرٌ عَن وَفَاتِه وأرسَلُوا لِي طَلبــاً مِن المَحكَمَة لحُضُور الإجْرَاءَات و تَمَّ طَلَاقِي مِن يَقِين، عُدْتُ حُرَّة كَمَا كُنْت مِن قَبل، أبْغَضَنِي حَالِي كَما يُبْغِض خَالِقِي، و بَعد طَلاقِي مِنهُ لقِبْت بِلْقْبَين: "بَاعَتْ أَبَاهَا ثُمَ الرََّجُلَ اّلذِي كَانَ يَرْعَاهَا".
هَذا هُو حَال النَّاس لَا يَرتَاحُون حَتى يَجدُون مَوضُوعاً يُشغِلُهم لِبعْضِ الوَقتِ إلََى أنْ يَجِدُوا لَه بدِيلًا،و هَا أنَا مَازلْت أعَانِي فَهلْ أكْثَرتْ ؟ ، سَأمشِي بِخطُوَاتٍ متَّزِنَة و سَأدُوسُ علَى كُل الحَمَاقَات التِي عَنِّي تُقالْ.
هَل عَليَّا أنِ أقَتَنِع بِهَذِه الحَيَاة؟.. هَل دَائمًا الحَلْ هوَ الطَلاَقْ؟ كَمْ هُو مُؤْلِم، لَيْسَ مِن السَهْلِ أَنْ تُحَقِق النَجَاح، فَعَلى أَحَدْ الطَرَفَيْن أَنْ يَكُون الضَحِيَة و عَلَى الآَخِر أَنْ يَكُون العَكْس.
هَا أَنَا أُكَمِل طَرِيقِي ومِشْوَار حَيَاتِي لأَنَنِي أُؤْمِن أَنَ الحَيَاة لا تَتَوَقَفْ بِسَبَبْ بَعْضْ خَيْبَاتْ الأَمَلْ. نَعَم هَكَذَا هِي الحَيَاة و لَنْ أَنْظُر إلَى الأَوْرَاق التِي سَقَطَت عَلَى الأَرْضْ فَهِيَ مَاضٍٍ دَاسَهُ البَشَرْ و سَأَنْظُر إلَى الأَوْرَاق التِي لاَ تَزَال فِي الشَجَر فَهِيَ أَيَامِي التِي قَدَمَهُ لِي القَدَر .
كتبت : دردور سارة