جلس التاريخ يستريح على مقربة من بلادي عند سياج يبدأ بشارع غريب به أنفاس غريبة لا شيء مفهوم به أخذ التاريخ بفرك رأسه يبحث عن نقطة إدراك تنقذه من متاهة قد يغوص فيها وأمسك بالزمن كغريق يبحث عن قشة يتعلق بها ليلمس بصيص نور في مكان ما فقال هنا ضحكات تعود لطفل ربما أمه إنتهت من كرته القماشيه أو إنها لفتاة حلمت بالحب خلف نافذتها الزجاجية وهي تلمح طيف حبيبها في كل زقاق تطل عليه تلك النافذه وفي لحظة صمت تسائل التاريخ وقال هي ضحكات لصبي وعدته السماء بعناق لطائرته الورقيه عبر رياح تزور محيط بيته لم يطول الصمت بل إنتهى بأصوات لأمهات كل واحدة تجرأت على الواقع وحلمت بحلم يوصلها لمملكة خاصة بها تفوح رائحة الحياة من فوق أبراجها فهن خلقن لكل شيء وأي شيء إنتزع التاريخ هذه الصورة ومزجها مع أخرى بها أقدام غريبة تتجه بسرعه نحو ذلك الشارع تلتهم كل شيء لتدوس كل كرة وكل عاشقة وتقطع خيوط كل طائرة مبعثرة لتلك القبة المنسوجة من الاحلام بقذيفة ساخطة على كل معنى للحياة وجد هناك ليعود التاريخ بصفحاته يبحث عن شارع لا يشبه شوارع بلادي