وضعت الركلات الترجيحية الأرجنتين في نهائي كأس العالم للمرة الخامسة بعد أن رجحت كفتها أمام هولندا في الدور قبل النهائي لتبث الأمل من جديد في عودة التانجو إلى الاضواء.

قصص الأرجنتين مع المباريات النهائية طويلة فالتأهل خمس مرات إلى هذا الدور ليس بالأمر الهين على شريك البرازيل في صدارة كرة القدم في قارة أمريكا الجنوبية.

وترجع البداية مع أول بطولة تقام لكأس العالم في أوروجواي 1930 حين تأهلت الأرجنتين إلى المباراة النهائية بصحبة مستضيف البطولة .. حتى وإن كان لتلك المباراة أحداثها التاريخية البعيدة عن أرض الواقع حاليا بداية من عنف الجماهير التي ذهبت لمشاهدة المباراة بالقوارب ، والإصرار الأوروجوياني على حصد البطولة التي تقام على أرضها وتعويض غياب الكثير من المنتخبات الأوروبية التي رأت في بعد المسافة عذرا كي تتحجج به وترفض الحضور خاصة أن نظام التصفيات لم يكن معمولا به وكان توجيه الدعوات هو الطريقة الوحيدة لمشاركة المنتخبات وقتها.

خسرت الأرجنتين أمام أوروجواي بأربعة أهداف لهدفين في ليلة تألق فيها هيكتور كاسترو النجم ذو الذراع المبتور وخسر التانجو أول نهائي يتأهل له ويبدو أن جماهير أوروجواي كانت رغبتها أقوى من طموح الأرجنتين وقتها.

انتظرت الأرجنتين طويلا حتى كررت اللحظة عام 1978 في البطولة التي استضافتها هي هذه المرة وتأهلت إلى المباراة النهائية لتواجه هولندا وتفوز عليها بثلاثة أهداف لهدف ويولد النجم ماريو كيبمس الذي سجل هدفين في تلك المباراة وتظهر قوة جديدة في أمريكا الجنوبية اسمها الأرجنتين لا تستمد نجوميتها من مهارات لاعبيها فقط بل بتحقيقها الانجازات أيضا لتزاحم البرازيل وأوروجواي في تمثيل قارة أمريكا الجنوبية كسفراء لقوة يعبرون عنها.

وما زاد من شعبية الأرجنتين هو فوزها ببطولة كأس العالم 1986 التي اقيمت في المكسيك فالفريق الذي حصد بطولة 1978 تأهل إلى المباراة النهائية ليبدأ في بث الرعب من جديد في نفوس الأوروبيين فلم تحتمل ألمانيا تألق مارادونا الملفت في هذه البطولة وتوهج الفريق لتخسر بثلاثة أهداف لهدفين ووقتها كان النجم رودي فولر وصاحب المهارات كارل هاينز رومينيجه ضمن صفوف المانشافت..فالتانجو الذي انتظر طويلا منذ أول مشاركة له في النهائي عام 1930 بات في أواخر السبعينات ومنتصف الثمانيات يحصد بطولتين دفعة واحدة لكأس العالم.

وإذا كانت ألمانيا معروف عنها سرعتها وقوتها فهناك صفة أخرى يدركها من واجهوها وهي أنها لا تترك ثأرها وتحاول الانتقام ممن هزموها مهما مر الزمن ...وكان ذلك واقعا عام 1990 حين استضافت إيطاليا البطولة على ارضها وانتظرت ألمانيا غريمتها الأرجنتين في المباراة النهائية لتنتقم من هزيمة النسخة الماضية وتحقق لها ما أرادت بشق الانفس حين فازت بهدف نظيف قبل نهاية المباراة بخمس دقائق عن طريق ركلة جزاء سجلها أندرياس بريهمي.

وتبدو الأرجنتين متشوقة هذه المرة للنهائي الخامس فالمجد على بعد خطوة واحدة لكن الحاجز الألماني لا يبدو عبوره سهلا وحتى الجماهير البرازيلية والتي شاهدت انهيار فريقها أمام المانشافت بسبعة أهداف لهدف على استعداد لتنسى الهزيمة المذلة وتشجع ألمانيا في المدرجات على أمل ان لا تسلم روسيف رئيسة البرازيل الكأس للغريم التقليدي وأين؟ ...في الماراكانا .

ويبقى أمام ميسي فرصة ذهبية كي ينسى الحسابات المعقدة التي أقحمه فريقه برشلونة فيها حين خسر كل البطولات الهامة مما سمح للخبراء بالتحدث عن استبعاد ميسي من جائزة افضل لاعب في العالم هذا العام .. فالأرجنتين إن فازت بكأس العالم فسيكون باب الكرة الذهبية مفتوحا كي يسددها ميسي في شباكه دون الحاجة للبحث عن أي انجازات محلية تبدو قيمتها أقل بكثير أمام البطولة التي يستعد العالم لها كل أربع سنوات ..ويدعم ذلك أن الإيطالي فابيو كانافارو أفضل لاعب في العالم عام 2006 قد نال الكرة الذهبية رغم أن مركزه مدافع ولا يتمتع بأي مهارات قد تأخذ العقل مثل التي يحظى بها أي من ميسي أو رونالدو أو ريبيري أو روبين.

والأمر نفسه أمام سابيلا المدير الفني للأرجنتين الذي يتشابه موقفه مع المدرب الأرجنتيني الشهير جروندونا الحائز على آخر كأس للعالم مع الأرجنتين 1986 فالفوز بالبطولة يعني الكثير بالنسبة له ليس فقط داخل الأرجنتين والتي حتما ستقيم تمثالا له بل أيضا على الصعيد العالمي فالمدرب الحائز على كأس العالم يكون الطريق مفتوحا أمامه لتدريب أقوى الفرق الأوروبية والاضواء دائما ما تكون مسلطة عليه.

المصدر : كووره