انا من جيل كان لديه الكثير من الخصوصية التى اراها تنتهك يوماً بعد يوم
فى ظل ثورة الاتصالات والفضائيات والانهيار الحادث فى الاخلاق والمعاملات
والضغوط المادية والمعنوية التى تزداد يوماً بعد يوم
فقد كان الاختلاط بين الجنسين على ايامانا عليه محاذير كثيرة
تجعلك تفكر الف مرة قبل ان تفكر فى اقامة علاقة ما ولو بالنظر مع الطرف الآخر
نتج عن هذا اننا كنا جيل رومانسى جداً جيل اقام علاقاته وبنى تصوراتة بناء على خياله وعليه احتفظ فى مخيلتة للطرف الآخر بتصور جميل ومعانى سامية فقد كنا نتصور اننا مخلوقات
نورانيه تتسامى وتتعالى عن باقى الناس لا تحمل بين جنبيها الا كل المعانى النبيلة...
وعليه فقد احتفظنا لبعضنا البعض بصور صعب تواجدها الان,,,
كانت الحبيبه كالاخت,, مصانه ويغار عليها,, كانت لمسه اليد اقصى مايمكن الوصول اليه وربما بعد سنوات من فحص النوايا وتقدير العواقب
دفعنى الى كتابة هذا اننى شاهدت مسلسل كورى مفعم بالرومانسية قام بإخراجة انسان محب وكتبه انسان يعرف الحب ومثله ممثلون استطاعوا ان يخرجوا من قلبى احاسيس وعبرات كدت انساها مع زحمة السنين وهروب المشاعر خلف جدران خلقتها تلك الفوضى التى سرقت اعز مانملك
من احاسيسنا ومشاعرنا
فقد جاء هذا العمل فأحيا بداخلى ذكريات ومواقف وايام عزيزات ووجدتنى دون ان ادرى
احاول ان امنع دمعة فرت من عينى خشية ان يرانى احد فلا يستوعب لم افعل ذلك
وسعدت بأننى مازلت قادر على ان ابكى من مشهد او معنى او احساس صادق فمن زمان لم افعل ذلك
توقفت كثيراً وسألت نفسى بحسرة لمَ تحولنا الى ما نحن فيه لمَ ضاع الحب بيننا
لمّ اختزلنا الحب فى مشاهد غريزية مقيتة
وهل عز علينا ان نكتب مثل تلك الاعمال التى اراها اعمال قيمة تربى عليها جيلنا
فأنا من جيل تربى على افلام كذهب مع الريح ومنزل صغير فى البرارى
والكبرياء والتحامل اعمال خالدة كان القائمون على الاعلام ينتقوها بكثير من العناية
اعمال كلها تحض على الفضيلة نتج عن ذلك ان نمت بداخلنا قيم الخير والجمال
واحترام الاخر بل طبعت اعيننا وجبلتها على الا ترى سوى جوانب الفضيلة والخير والجمال
وعليه كان هذا هو مرجعيتنا فى التعامل والحب ومنهلنا الذى ننهل منه ونحن نقيم علاقتنا مع الاخر
اما اليوم فأنظر بحسرة على المعانى والمفاهيم التى يدعو اليها اعلامنا ليل نهار والتى الغت الفوارق
والفواصل بين الجنسين واستخرجت من النفس الانساية اسوأ ما فيها ونفثت سموم واحقاد
وعلاقات غير سوية بطريقة شيطانية لا تخرج الا من عقليات مريضة تكره نفسها وتكره الحياة
فأخرجت لنا مسوخ شوهت كل شئ جميل وجعلتى انسى ايام خالدات
يوم ان كنت اختلى بنفسى واحاول جاهداً ان اتذكر كلمة قيلت او بسمة عابرة او حتى عتاب صامت
او حتى علاقة لم تتم الا فى مخيلتى .
ذاكَ لأننا في زمن المسخ كما قال أحدهم !
زمن فيه العري حضارة .. والجسد وسيلة ، و سرير النوم غاية ، وإشباع الغرائز بكل الطرق مباحة ومتاحة !
مات الشوق والوله واغتيلت اللهفه وفرح اللقاء ووجع الانتظار
على ايدى القتله المتحرفون من الواتس -اب والفايبر والمسنجر ووكتاب الوجه اقصد الفيس بووك
رحم الله زمن الرومانسية ، والقيم .. والفضائل