المقاهي الرمضانية.. أنس ليالي الشهر الكريم
12/7/2014 12:00 صباحا
أبو ظبي - سكاي
"يا سلام على ليالي رمضان.. ولمة ما بعد الإفطار".. "ليالي رمضان نكهة منقطعة النظير".. " ليالي الشهر الكريم روحانيات وعبق من الأنس ومتعة".. عبارات عدة تسمعها في إطار ليالي هذا الشهر. فما الذي يتغير في هذا الشهر بالذات؟ ولماذا تتلبس الأمكنة والأوقات بروح ونكهة مختلفتين تحديداً في هذا الشهر؟
ما بعد الإفطار بوقت وجيز، تحث الخطى وتنطلق السيارات نحو المساجد المزدانة بذكر الله، حيث تطلق المآذن فيضاً من روحانيات الشهر الكريم بترتيل القرآن والأدعية في صلاة العشاء والتراويح، فتشبع القلوب والأنفس والشوارع والزقاق بما تنفثه هذه المآذن من روحانيات.
وعند الانتهاء من الصلاة، تنطلق ليالي الأنس والمتعة لتنهل من خصوصيات هذا الشهر ومذاقه ونفسه الخاص، وهنا تعتبر المقاهي مكانا يطيب فيه السهر للعديدين الذين يجدون فيها في شهر رمضان إحساساً مختلفاً وجواً لا يشبه أجواء المقاهي على مدار السنة.
في المقاهي الرمضانية يتجمع الأصدقاء على الموعد، أو صدفة، ويجلسون لتبادل أطراف الحديث والتسامر والتمتع بمشروبات وحلويات تخص عادة هذا الشهر وتميزه عن سائر أشهر السنة.
أما إذا كان الموعد المحدد في المقهى بين الأصحاب، مرتبطاً بمتابعة مباراة ما أو حدث مميز فإن الجلسة تصبح أكثر متعة وتشويقاً للكثيرين.
والجميل أن لكل مقهى رمضاني في هذه البلاد العربية والإسلامية، نكهته ومشاربه ومأكولاته الخاصة، ولئن اشتركت مجملها في توزيع القهوة والشاي، فإن نكهة هذه المشروبات تختلف بينها وتمنح الجلسة الرمضانية فيها ذاكرة من الروائح والمذاقات التي تظل عالقة في ذكريات أيامنا.
فرائحة الهيل المنبعثة من القهوة الشرقية عطر ينعش ليالي رمضان في الخليج والشرق، أما رائحة ماء الورد والزهر وقشور البرتقال فعطر خاص للقهوة في المغرب العربي، وخاصة في تونس، ويبقى الشاي الأخضر المغربي مع الشيشة، زينة الجلسة في دول المغرب العربي.