سلمان المحمدي (رضوان الله عليه)
بعض أخباره:
هو من أهل بلاد فارس، ولم تحدِّد الروايات تاريخًا لولادته، وقرأ أخبار الأديان، وهاجر إلى الحجاز، ويُعَدّ من السابقين الأوّليين إلى الإسلام.
كما شهد مع الرسول (ص) بدرًا، ولم يَفُتْه بعد ذلك مشهد من المشاهد.
سيرته ومنزلته:
روي عن رسول الله (ص): (لا تَغلطَنَّ في سَلْمان، فإنَّ الله تبارك وتعالى أمَرَنِي أن أُطلِعَهُ على عِلم البَلايا والمَنايا والأنساب، وفَصْل الخِطاب).
ورُوي أيضًا عن رسول الله (ص) من وجوه، أنّه قال: (لَو كَان الدِّينُ عِندَ الثُّريَّا لَنَالَهُ سَلمان).
وروي عنه (ص) أيضًا: (سَلْمَانٌ منَّا أهل البَيتِ).
وعنه (ص) أيضًا: (سَلمانٌ مِنِّي، ومَنْ جَفَاهُ فقد جَفَاني، ومَن آذاهُ فقد آذاني).
وفي أسد الغابة لابن الأثير 2/420: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) : “إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان.”
وفي أسد الغابة لابن الأثير 2/420: سئل علي (ع) عن سلمان فقال: “علم العلم الأول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت.”
ورُوي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال فيه: (كانَ عَبدًا، صَالحًا، حَنيفًا، مُسلمًا، وما كان من المشركين، وقد أدرك سلمان العِلمَ الأوّل والآخر، وهو بَحرٌ لا ينزف، وقد أخبرَ عن مصارعِ الشهداء في كربلاء، وعن أمْرِ الخوارج).
وقال الإمام الصادق (ع) – حسبما روي -: (لا تَقُل: سَلمان الفَارِسي، وَلكِن قل: سَلمان المُحَمَّدي).
وعن الإمام الصادق (ع) أيضًا: (كَانَ رسولُ الله (ص) وأميرُ المؤمنينَ (ع) يُحدِّثان سلمانَ بِما لا يَحتمِله غيره، مِن مَخزونِ عِلم الله ومَكنونِه).
ويأتيه الأمر: (يا سَلمان، اِئتِ منزلَ فاطمة بنت رسول الله (ص)، فإنَّها إليكَ مُشتاقة، تريد أن تُتحِفَك بِتُحفَةٍ قد أُتحِفَت بِها مِن الجنَّة)، وعلَّمته الزهراء (ع) أحدَ الأدعية أيضًا.
موقفه من بيعة أمير المؤمنين (ع):
كان سلمان أحد الذين بقوا على أمر رسول الله (ص) بعد وفاته.
وكان من المعترِضين على صرف الأمر عن علي أمير المؤمنين (ع) إلى غيره، وله احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأُبَيّ بن كعب.
أقوال العلماء فيه:
قال الشيخ في أصحاب علي (ع): “سلمان الفارسي مولى رسول الله (ص) يكنى أبا عبد الله اول الأركان الأربعة.”
وفي الخلاصة: “سلمان الفارسي مولى رسول الله (ص) يكنى أبا عبد الله اول الأركان الأربعة حاله عظيم جدا مشكور لم يغير.”
وقال الكشي في رجاله حكي عن الفضل بن شاذان انه قال: “ما نشا في الاسلام رجل من كافة الناس كان افقه من سلمان الفارسي.”
وفي رجال بحر العلوم الطباطبائي: “سلمان المحمدي ابن الاسلام ابو عبد الله اول الأركان الأربعة مولى رسول الله (ص) وحواريه.”
وفاته:
توفّي سلمان المحمّدي (رضوان الله عليه) في اليوم الثامن من صفر 34 هـ، وتولَّى غُسلَه، وتجهيزَه، والصلاةَ عليه، ودفنَه، الإمام علي (ع)، وقد جاء من المدينة إلى المدائن من أجل ذلك، وهذه القضية من الكرامات المشهورة لأمير المؤمنين (ع).
وقد نظم أبو الفضل التميمي هذه الحادثة، فقال:
سَمعتَ مِنِّي يَسيرًا مِن عَجائِبـه ** وكُل أمـرِ عَليٍّ لَمْ يَزَل عَجَبـا
أُدرِيتُ في ليلةٍ سَارَ الوصيُّ إلى ** أرضِ المَدَائِنِ لمَّا أنْ لَهَا طَلَبـا
فَألحَدَ الطُّهرَ سـلمَانًا وعَادَ إِلَى ** عراصِ يَثْرِبَ وَالإِصبَاح مَا قَرُبَا
كَآصـِف لَم تَقـل أأنـت بَلـى ** أنـا بِحيـدر غالٍ أورد الكَذِبـا
وقبره (رضوان الله عليه) معروف بالمدائن في جنوب العاصمة بغداد.