منتصف آب المقبل موعدا لامتحان الدور الأول لطلبة «الغش الجماعي»
12/07/2014 09:47
استجابة الى قرار الامانة العامة لمجلس الوزراء بشأن طلبة "الغش الجماعي" في بعض المراكز الامتحانية ضمن مديرية الكرخ الثانية، حددت وزارة التربية منتصف اب المقبل موعدا لاستئناف امتحان الدور الاول تزامنا مع امتحان محافظة الانبار، اذ سيعد ذلك تحديا للارهاب والعصابات المندفعة الهادفة الى تشويه صورة التعليم في العراق، والعمل على ايقاف عجلة التقدم في البلد.



منتصف آب

مدير التقويم والامتحانات في الوزارة شاكر نعمة قال لـ"الصباح": ان "لوزارة قررت استئناف امتحان الدور الاول لطلبة السادس الاعدادي في منتصف اب المقبل لطلبة مديرية الكرخ الثانية الذين اعتبروا ضمن "الغش الجماعي" منبها على ان الامتحان سيجرى مع موعد امتحان طلبة محافظة الانبار .

وبين نعمة ان الامتحان سيعد "دورا اولا" لهم وبامكانهم المشاركة في امتحان الدور الثاني الذي سيجرى في شهر ايلول المقبل. ودعا الطلبة الى استثمار هذه الفرصة في تحقيق نسب نجاح جيدة، لاسيما ان المديرية مستعدة لاجراء الامتحانات والعمل على اسماء واعداد بالطلبة المشمولين لتهيئة المقاعد الامتحانية.



قرار غريب

وتعليقا على قرار "الغش الجماعي"، يقول قيس محمد والد الطالب احمد لـ"الصباح": ان "هذا القرار من اغرب ما صدر من قرارات وزارة التربية، فكيف يعقل ان يعتبر جميع الطلبة في المراكز الامتحانية راسبين بناء على حالة غش وقعت لا يعرف من فعلها هل هي ميليشيات او ارهابيون أو مراقب لم يحفظ ذمته او متواطئ.

واكد ان هذا "القرار ادى الى تدمير نفسيات الطلبة وزرع المرارة في قلوب عائلاتهم التي صرفت الملايين على الدروس الخصوصية والمدارس الاهلية واجور نقل وتوفير الوقود من اجل نجاح ابنائهم".



قاعة واحدة

اما الطالب احمد العيثاوي فيؤكد لـ"الصباح" انه ادى الامتحان في مدرسة السرطاوي وكانت كل قاعة تضم ثلاث طوابير من المقاعد الدراسية اثنان منها شغل من قبل مدرسته والثالث امتحن فيها طلبة مدرسة اخرى، وفي يوم اعلان النتائج ظهر ان طلاب مدرسته اعتبروا راسبين بحجة الغش الجماعي، بينما منح طلبة المدرسة الاخرى درجاتهم كاملة حسب استحقاقهم.

ونوه بان مدرسته تقع امام سيطرة مفرق الدورة والمجلس البلدي والفوج الامني فكيف يمكن لمسلحين دخول المركز وتهديد المراقبين وتنفيذ عملية الغش الجماعي، مناشداً المسؤولين بانصاف الطلبة الذين ظلموا.



طلبة متميزون

طلبة عدة من مدارس الشهيد محمد باقر الصدر وابي ايوب الانصاري والضرغام من مناطق الكرخ اشاروا لـ"الصباح" الى ان الكثير من الطلبة المتميزين اعتبروا راسبين حسب قرار التربية بحجة "الغش الجماعي"، بينما هم ادوا الامتحانات وخرجوا قبل حصول تلك الحالات، اذ قال ناهي الدراجي والد احد الطلبة: ان الامر محصور في طلبة فاسدون معروفين لدى التربية يحاولون الاستعانة بمنحرفين لفرض اراداتهم على المراكز الامتحانية، متسائلاً : "لماذا يؤخذ المظلوم بجريرة الفاسد؟".



حالات الغش

الا ان الطالب نزار احمد (طالب سادس علمي) اكد لـ"الصباح" حصول عمليات الغش، مبينا ان الغش تم على انواع منها ما نفذه بعض المسلحين واقتحموا مراكز امتحانية وقاموا بقراءة اجابات الاسئلة على الطلبة.

واضاف ان هذا الامر لا يتحمله الطالب الممتحن بل تتحمله القوات الامنية وحماية المنشآت ومديريات التربية التي خضعت لتهديدات زمرة ضالة تريد السيطرة على امور البلاد، مشددا على ان هذه الحالات تقع دائماً بعد مرور ساعة او اكثر من وقت الامتحان لحين خروج الطلبة المجدين والتعرف على الاجابات ويكون الكثير منهم قد خرجوا واعتبروا راسبين دون ذنب منهم، وكذلك يقوم بعض المراقبين ممن يخونون اماناتهم بقراءة اجابات الاسئلة في اخر نصف ساعة من الامتحان على الطلبة وتنفيذ عملية الغش الجماعي وهي عملية تتحملها مديريات التربية لضعف مراقبتها لهؤلاء، بحسب قوله.

وتابع: ان مراقب القاعة اعتمد على اجابته في امتحان مادة اللغة الانكليزية المتفوق فيها ومرر الاجابات للطلبة الممتحنين بعد خروجه حسبما اخبروه زملاءه، مطالباً بايجاد حل لانصاف المتضررين من هذا القرار.



قرار سريع

ورغم ذلك، فان استجابة مجلس الوزراء ووزارة التربية كانت سريعة لانصاف الطلبة بعدما تظاهر طلبة من 57 مركزاً امتحانيا يقدر عددهم بالمئات مع ذويهم امام مبنى الوزارة في الباب الشرقي والمديرية العامة لتربية الكرخ الثانية في البياع.ويشير مدير الامتحانات في المديرية محمد عيسى لـ"الصباح" ان المديرية مارست ضغطا كبيراً على الوزارة ونقلت صورة واضحة عن التظاهرة ومطالب الطلبة وعائلاتهم الذين وقفوا امام ابواب المديرية في شدة الحر وجلهم صائمون يريدون حلاً لقرار الحق الضرر بالكثير من الطلبة، فضلاً عن مهاجمة العشرات من المدفوعين من جهات مغرضة لداره والتعرض له ولعائلته وتدخل القوات الامنية لابعادهم ومنعهم من التعرض له.واشار الى ان "استجابة الوزارة كانت سريعة تجاه ابنائها الطلبة وقررت اعادة الامتحان للطلبة الذين اعتبروا راسبين جراء "الغش الجماعي" لمنحهم فرصة اخرى لتحقيق درجات النجاح، مؤكداً ان الوزارة ستنهي جميع اجراءاتها لاداء الامتحان باسرع وقت ممكن.