غازلتني حينها ملكتْ فؤادي
و حاورتني عندها كسبتْ ودادي
فأطعمتني غزلاً فروتني شهداً
و مِنْ أطيبِهِ في يومِ ميلادي
تجيدُ لحنَ الهوى و النوى معاً
فعطرها مُرْشدُ القلبِ و هادي
همستْ و لِهمْسها سِحرُ الحواري
فلمَسْتُها ساخنةَ الجسدِ و الميعادِ
فثمِلْتُ و كان رحيقها يغمرني
و وددْتُ لو عانقتها بالأيادي
لِتسقيني مِنْ دنيا الغرامِ رشفةً
حتى أذوبَ بالهوى و أُنادي
هيّا أسعفيني فإنّي متيَّمُكِ
فلكِ فكري و شوقي و سُهادي
يا أيُّها الحلمُ الجميلُ بخاطري
حِنّي عليَّ و حققي إسعادي
فجناحيَّ أنتِ و بكِ أطيرُ
و بكِ أسلمُ منْ قبضةِ الصيّادِ
و أمريني أمْرَ عاشقةٍ هوتْ
و بِقُبلةِ الحياةِ أعيدي إليَّ أمجادي
سَحَرْتِنِي فبحْتُ بسرِّ عشقي
هيّا تعالي لِنكتمَ سرَّ النادي
و أغازِلُكِ غَزَلَ الغيارى طالما
أطيرُ بكِ فوقَ خُضرِ البوادي
و أعجنُ في قلبي الجريح حُبَّكِ
لأنَّكِ رغيفُ العشقِ في إمْدادي
و هل يعشقُ مَنْ لا صبْرَ لهُ
و هل يعرفُ يوماً غزلَ الرُوّادِ
أ هو الحِوارُ الذي دارَ بيننا
أم هو الغزلُ يجمعنا في وادي
فالدنيا مُرادُها و مُرادُكِ غزلٌ
و هذا أنا أطيبُ الغزلِ مُرادي
...
.
.