الشيخة امية ناجي الجبارة الشهيدة التي ارعبت داعش
مرة اخرى تثبت المراة العراقية اصالتها وتكشف عن معدنها الحقيقي وهي تقف الى جانب الرجل في معركة عنيفة ضد من اراد النيل من كرامة بلدها فتستعيد امجادها مجددا باستشهاد الشيخة امية ناجي الجبارة بعد ان واجهت ببسالة الهجمات التي شنتها جماعات داعش الارهابية وتصدت لهم بصمود وصلابة من اجل الدفاع عن وطنها حتى النهاية فاضحت رمزا للتضحية والشجاعة.
فداء بالنفس
ابنة الكرم والجود التي باتت مصدر فخر واعتزاز لاهلها وعشيرتها وابناء بلدها فقد ابدت بطولة نادرة صارت حديث الجميع ومثار اهتمام وسائل الاعلام كافة بعد ان اضيف اسمها الى قافلة الشهداء لاسيما وانها تنازلت عن كل مغريات ومتاع الدنيا وزينتها واختارت الالتحاق بالذين سبقوها ممن نذروا انفسهم فداء للوطن فزفوا الى جنات الخلد اذ قدمت روحها قربانا لتلك الارض الطاهرة التي انجبتها وانعجنت بدمائها الغالية حينما سقطت شامخة فيها اثناء وقوع اشتباكات مسلحة حامية اندلعت بين قوة مشتركة من الشرطة المتمثلة بالقوات الامنية العراقية وابناء العشائر ومسلحين من عناصر تنظيم (داعش) الارهابي في ناحية العلم شرقي تكريت خلال محاولتهم اقتحام الناحية ما أسفرعن استشهاد الفقيدة التي كانت تحمل قاذفة صاروخية بنيران احد قناصي التنظيم بعد ان قتلت عددا من عناصره وتكبيده خسائر كبيرة وأشارت وزارة المرأة العراقية في بيان لها قرار إنشاء نصب تذكاري لأمية وسط مدينة العلم لتخليد بطولتها.
ابنة الشيوخ
تنحدر الشهيدة (45عاما) من اسرة عرفت بولائها للوطن فوالدها الشيخ ناجي الجبارة شيخ عشيرة الجبور في ناحية العلم الذي اغتالته عصابات القاعدة اثناء عودته من الحج عام 2006، وهي تنتمي لعائلة قاومت تنظيمات القاعدة في اوقات سابقة وقدمت العديد من الشهداء وعمها البطل عبدالله جبارة الذي استشهد خلال الهجوم على مجلس محافظة صلاح الدين 2012 واثنان من اخوتها استشهدا أيضا على ايدي قوى الارهاب وقد رشحت لانتخابات مجالس المحافظات 2013 في صلاح الدين لكنها لم تفز وهي عضو ائتلاف العراقية الحرة وكانت تشغل منصب مستشار محافظ صلاح الدين لشؤون المرأه اذ حازت على تقدير نساء صلاح الدين لانشغالها بشؤون المرأة في المحافظة والسعي إلى تعزيز دور النساء في المجتمع كما تعد احدى ناشطات المجتمع المدني وعضو الهيئة الادارية لمجلس محافظة صلاح الدين.
جذور عشائرية
اتسمت الشيخة امية (رحمها الله) بصفات وخصال فريدة جعلتها تتميز عن باقي مثيلاتها من النساء بكونها شخصية قوية رصينة تعتمد على امكانياتها الذاتية النابعة من تربيتها العشائرية ذات الجذور الاصيلة المليئة بالقيم والمبادىء النبيلة لما تمتلك من جرأة واضحة وطموح واسع ولديها من المشاريع التي كانت تسعى وتامل تنفيذها لخدمة مدينتها الى جانب طيبتها الفائضة ومحبتها العميقة الصادقة لمحافظتها اذ لم تغف لها عين وهي ترى التكفيريين يسلبون راحتها ويهددون امنها ويلتفون حولها لتدنيس ترابها باعمالهم الاجرامية الجبانة التي ليس لها علاقة بالاسلام والدين فكانت في مقدمة المنادين والمطالبين بتطهيرها منهم وجاءت فرصتها ان تحقق ماتصبو اليه بحملها السلاح لمقارعة الارهاب حتى ارعبت الاعداء وانتصرت عليهم بالشهادة معلنة عدم خوفها من الموت في سبيل الله ، قال الله تعالى (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيما)
هنيئا لك ايتها الثائرة على الباطل والظلم هذا التكريم بمارزقك الله فالشهادة لاتليق الا بمن يستحقها عن جدارة وانت خير من خلق لها.
عواطف مدلول/ رسوم: علاء كاظم