يوميات طالب اعدادي (4)
كان يوم الجمعة ذهب مع صديقه ابو سمرة الى الباب الشرقي لشراء بعض الحاجيات شاهد اناس مجتمعون تحت نصب الحرية يحملون لافتات ويهتفون باسقاط الحكومة اقترب منهم وسأل احدهم ( عمو ليش تريدون اسقاط الحكومة ) اجابه ( عمو ليش انت وين عائش ماكو امن وماكو شغل وماكو خدمات هاي مو من واجبات الحكومة ) اجابه صاحبنا ( عمو والله كلامك صحيح بس انتم تكدرون تسقطون الحكومة ) اجابه ( نعم نستطيع نحن الشعب وهم موظفين لدينا وقصروا في عملهم وتبديل الفاسدين هو ضمانة لمستقبل احفادنا ) دبت الحماسة لدى صاحبنا وقال ( عمو اني اريد انظم اليكم ) اجابه (الجمعة القادمة لدينا مظاهرة ثانية وهي لكل الفقراء والمظلومين) اجابه صاحبنا ( عمو اني مظلوم بالبيت والمدرسة وبكل حياتي ) .وبعد ان اشترى بعض الملابس ( طبعا من البالة ) رجع الى البيت وقال لأبيه ( بابا اني راح اشترك في مظاهرة لاسقاط الحكومة ) ضحك ابوه وقال ( ليش الحكومة زعلتك بشنو ) اجابه ( امن ماكو شغل ماكو خدمات ماكو ) اجابه ابوه ( انتبه لدروسك ولا تتدخل في الامور الكبيرة ) اجابه ( انا احد افراد الشعب وهولاء موظفين لدينا ومن واجبي ان احاسبهم على اخطائهم ولأضمن مستقبل احفادك ) غضب ابوه وقال ( ولك يعني وزير الداخلية موظف عندك وانت تخاف من عبود الشرطي وبعدين يا احفاد من وراك ماراح يصير عندي احفاد ) .خرج خارج البيت وهو يدمدم ( اسقطهم اسقطهم ) .وجد احد اصدقائه جالس في ركن الشارع ماسك هاتفه بيده ويكلم نفسه جلس بجانبه وسأله ( شبيك مهموم ) اجابه ( انترنيت ماكو ورصيد ما عندي وحبيبتي ما اعرف اخبارها وتكلي ليش مهموم ) اجابه صاحبنا ( هذا بسبب فساد الحكومة ) نظر صديقه اليه وهو مستغرب .قال صاحبنا ( لا تستغرب نعم من فسادهم قلة الخدمات والاعمال وانا وانت وجميع المظلومين نستطيع تغييرهم لانهم موظفين لدينا ) نهض صديقه وقال ( اذا وزير الاتصالات موظف عندك ليش ما عندك انترنيت ومكنك على الجيران ). تركه صديقه وذهب وهو جالس على الرصيف لوحده واذا بجاره ابو سعد سائق التكسي اقترب منه وبعد السلام طلب منه ان يدفع معه السيارة لنفاذ الوقود منها .سأله صاحبنا (عمو ابو سعد سيارتك ليش مابيها بنزين ) اجابه ( عمو البنزين خانة ازدحام والجو حار واني ما اكدر الزم سرة ) اجابه صاحبنا ( الله اكبر عالحكومة من واجباتها توفير الراحة لك كلهم موظفين لدينا عمو انت مظلوم ولازم تتظاهر معي ضد المفسدين لتبديلهم ) اجابه ( عمو اني رجل كبير والبركة بيكم انتم الشباب وبطريقك خلي هذا الموظف وزير النفط يدزلي جلكان بنزين ) .ترك ابو سعد وهو بطريقه الى البيت شاهد عامل المطعم وهو ينظف واجهة المطم الزجاجية ( بنغلاديشي الجنسية ) سأله صاحبنا ( صديق انت في شغل او خدمات في بنغلادش ) اجابه ( والله سديك اني ما يارف بس شغل ماكو وفلوس ماكو ) سأله صاحبنا ( انت ليش ما يتظاهر على حكومة بنغلاديشية لتوفير الشغل والفلوس مثل احنا راح يتظاهر على حكومتنا لانهم موظفيين مال احنا ) اجابه ( والله عفية عليك سديك اني باسبور مال اني طائع انت احكي لهذا الموظف مال انت مدير اقامة اني سافر بنكلادش ) دخل العامل الى المطعم وترك صاحبنا مذهولا .وفي ثاني يوم في المدرسة جمع زملائه في الصف وحدثهم عن ضرورة التظاهر للمطالبة بحقوقهم وهو على هذا الحال دخل مدرس اللغة العربية وسمع خطبته وقال له ( من سمح لك لتلقي هذا الكلام وسط الطلبة ) اجابه صاحبنا ( شعوري بالمسوولية اتجاه اخوتي الطلبة لتحفيزهم للمطالبة بتغير الموظفين الفاسدين في الحكومة ) اجابه الاستأذ ( انا سنة كاملة اطالبك بتحسين مستواك الدراسي وانت لاتستجيب وتريد الان المطالبة بتحسين اداء حكومة كاملة اذهب الى بيتك فأنت مطرود وبطريقك عرج على موظفك وزير التربية لارجاعك الى المدرسة ).اسبوع كامل وصاحبنا يكلم كل من يعرفه ولا يعرفه عن ضرورة اسقاط الحكومة. وفي يوم الجمعة استيقظ باكرا بعد ان كتب قصيدة ضد الحكومة ذهب الى بيت ابو سمرة ومن هناك ذهبوا الى الباب الشرقي وحين وصلوا شاهدوا رجال الامن منتشرين بكثرة وشاهدوا جماهير غفيرة لها اول وليس لها اخر فرح فرحا كثيرا وهو غير منتبه للافتات المكتوبة وقال لابو سمرة (انشاء الله هذا اخر يوم من عمر المفسدين ) اجابه ابو سمرة (يمعود يا مفسدين خل نرجع للبيت احسن لا نعتقل) صرخ صاحبنا عليه وقال ( انت جبان من يعتقلنا هذه الجماهير الغفيرة هي من تحمينا ) اجابه ابو سمرة ( اني راح اشتري قرصين مال العاب بلي استيشن وارجع للبيت وانت روح لجماهيرك ).توجه صاحبنا نحو المظاهرة واقترب من المنصة وسأل منظم المظاهرة ( عمو اني كاتب قصيدة ضد هولاء الخونة ) رحب به منظم المظاهرة وطلب منه الصعود للمنصة لالقاء القصيدة .اخرج الورقة من جيبه وانشد:
لعن الله من انتخبناهم وكانوا للامانة خونة..
اكلوا مال الشعب وتركوه بلا خبزا ومأوى..
هم خدامُ لدينا ونحن محكمة العدل والرحمة..
لم يكمل القصيدة تم سحبه من المنصة ورموه وسط المتظاهرين الذين انهالوا عليه بالكمات والضربات .اغمي عليه ولم يفق الى في المستشفى . فتح عيناه وجد أمه واقفة بجنبه وتبكي سألها وهو يتعثر بلفظ الكلام من شدة الوجع ( يوم بشريني نجحت الثورة ضد الحكومة ) اجابته ( ولك ياثورة يا جمهورية ابوك بالسجن بسببك وانت مكسر بالمستشفى .طالع مظاهرة ضد الحكومة وسط مظاهرة مؤيدة للحكومة)
منقوووووووووووووووووووووو ووووووووووول