يقوم الأطفال بممارسة بعض العادات السلوكية السيئة والخاطئة في بعض الأحيان لاسباب مختلفة سيما في حالة فقدان الشعور بالحنان والحب والأمان من جانب الأسرة وخاصة الأم ونقصد هنا بان الأم لا تعمل على إشباع طفلها بالقدر الكافي من الحب والحنان الأمر الذي يجعله يلجا للقيام بسلوكيات سيئة لجلب الانتباه
وقد ترافق هذه العادات السيئة الطفل الى عمر متقدمة وكثيرا ما تسبب الحرج للوالدين حيث يفشلان في إقناع الطفل بتركها لغياب الثقافة المطلوبة وسوء التصرف مع الطفل والذي قد ياتي بنتائج عكسية تزيد من تمسك الطفل بتلك السلوكيات الخاطئة .
ويمكن ان نقول بان هذه السلوكيات السلبية عند الأطفال على انواع مختلفة ولها أسباب مختلفة ولها علاجها الذي يرتبط بعدة أمور يجب معرفتها قبل التطرق لطرق العلاج . فمن الأسباب التي تساهم في قيام الطفل بتلك السلوكيات السيئة هو استجابته لواقع سيء، فمثلا اذا كان العنف لغة في المنزل للتفاهم سواء مع الصغار أو بين الكبار فإن الطفل سيأخذ هذه اللغة أو الطريقة ويستخدمها في التعامل مع الآخرين , كما يساهم اهمال الطفل بارتكابه لتلك السلوكيات حيث لا يهتم به احد أبدا أو لايعتنى به الا حين ممارسته لسلوك سلبي مثل الصراخ أو التخاصم مع أقرانه, و هذا يقع فيه كثير من المربين و الاباء و الامهات فلا ينتبهون للطفل الا وقت الخطأ ولهذا اذا أراد أن يلفت نظرهم أتى بسلوك سلبي و هكذا, ومن الأسباب الاخرى معاناة الطفل من نقص في حاجاته الأساسية مما يجعله غير راض عن الواقع فلا يهتم برضى من حوله من المربين أو الوالدين.بالاضافة الى سوء التربية مما يجعل الطفل لايفرق بين السلوك السلبي أو الايجابي أو بين الخطأ والصواب , وعدم الشعور بالأمن هو أيضا من الأسباب التي تجعل الطفل لاينصاع للأوامر بسبب خوفه من شئ ما, علاوة على وجود بعض الحالات النفسية التي قد تكون سببا في بعض السلوكيات السلبية ,وهناك أسباب كثيرة مثل عدم العدل بين الأولاد، ووجود الغيرة بسبب الحرمان ، وكذلك وجود شئ من المكاسب للقيام بالسلوك السلبي مثل البكاء أو العنف والكلام حول هذا يطول.
اما السلوكيات السلبية فمنها ما هو عابر مثل الكذب البسيط أو فرط الحركة في سن ما قبل المدرسة أو عدم القدرة على الاستجابة للأوامر في حال وجود اغراء شديد, و من هذه السلوكيات ما ينتج عن ضغط نفسي معتدل مثل مص الاصبع او قضم الاظافر و هذه كلها عادة ما تخف مع الوقت وخير ما يمكن ان نفعله هو عدم التركيز عليها او الاهتمام بها. و يبقى ان نحدد ان التعامل مع السلوك السلبي يكون من خلال تقدير السلوك السلبي بقدره و عدم اعطائه اكبر من حجمه فمثلا وجود ازعاج في حال حضور ضيف و الطفل صغير السن هو أمر متوقع ، و كذلك بكاء الطفل وقت الخوف أمر متوقع فلا يمكن معاقبة الطفل على ما هو طبيعي ان يصدر عنه.
ولا بد ان يكون واضحا للطفل ارتباط العقوبة بالخطأ و ذلك بان تكون العقوبة في نفس الوقت الذي وقع فيه الخطأ بقدر المستطاع, وان تكون العقوبة مؤقتة وقتا قصيرا و مقابلة للتطبيق اذ كلما طالت مدة العقوبة كلما ضعف تأثيرها التربوي و أصبحت نوعا من القهر و الاذى,وان لا يكون في العقوبة أذى او اهانة .
واستعمال عقوبات مثل الحرمان من شيء محبوب مثل الحلويات او الفيديو او الدراجة او الكمبيوتر والعزل عن البقية لمدة دقائق و هذه تجدي مع الصغار في الغالب او الأمر بالتوجه لمكان آخر للارتياح ثم التفكير في فعله وهذا ينفع للكبار قليلا.
أخيرا لا ينبغي الاكثار من العقوبات و لا التهديد بها لانها تفقد معناها كما ينبغي تنفيذها عند استحقاقها حتى يظل مفعولها ساريا وعدم المبادرة ألى تخفيفها والتنازل عن بعضها ما لم يشعر المربي أنها مبالغ فيها وأنها قد تضر بالطفل