لا تخلو اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق من النبض القومي الكردي. فأول ما يلفت الانتباه أمام مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة هي هذه الرسوم على الحائط. وهي برمزيتها تشكل تعبيرا بليغا عن عدد من المشاعر القوية التي يمكن تلمسها في كافة نواحي الاقليم، ليس أقلها ذاكرة الاضطهاد الذي يقول الاكراد إنهم تعرضوا له من جانب النظام العراقي السابق.
لعل الرمز الأبرز للقومية الكردية هو العلم الكردي الذي يشاهده زائر هذه المدينة يرفرف على كافة مقرات الحكومة الاقليمية، على عكس العلم العراقي شبه الغائب بالكامل
التاريخ الحديث لاقليم كردستان تاريخ دام وحزين. وبين أبرز المآسي الحاضرة في الذاكرة الكردية حملة الأنفال وقصف حلبجة، لكنها مجرد تتويج لما يعتبره معظم الأكراد سياسة عنصرية انتهجها النظام السابق ضدهم
لكن الرسوم تتخطى الألم والانتقام لتعبر أيضا عن اعتزاز أبناء اقليم كردستان العراق بما حققه الاقليم من استقرار وازدهار مقارنة بسائر أنحاء العراق التي انهكتها النزاعات الدامية
خلال الانتخابات النيابية العراقية في كانون الثاني / يناير من عام 2005، أقامت حركة "ريفيريندوم" الكردية استفتائها الخاص غير الرسمي وسألت الناخبين في اقليم كردستان إذا كانوا يؤيدون حق التصويت في استفتاء حول اقامة دولة كردية مستقلة عن العراق. وقد جاءت إجابة 98 بالمائة من المشاركين إيجابية
غير أن جلال طالباني رئيس جمهورية العراق وسكريتير الاتحاد الوطني الكردستاني ردد مرارا التزامه وحدة العراق ضمن نظام فدرالي، يسمح للأكراد بحكم ذاتي، كما هو الوضع الآن