خرجت الى باحة المنزل في وقت كانت الشمس فيه تحتضن الارض بشوق كبير فعمدت الى الجلوس تحت خيوط شبه الظلال والذي نزرته جدران البيت.
في تلك اللحظات لم يكن يطرق ابواب مسامعي سوى حفيف تعزفه اوراق لشجرة كبيرة قد عايشت افراحنا واحزاننا من ان قُرر لها ان تسكن جارة لنا. وصوت اخر تنشده زقزقة ساكنيها.
رحت اتجول راكباً ناظريّ لتجوبا في طرقات كل ما حولي متمتعاً بمنظر رائع لوحته السماء الزرقاء عناصره الخضراء المتمثلة باعالي الشجر البعيدة
في تلك اللحظات مررت عيناي على ارضية الباحة فاستوقفني مشهد لثلاثة عصافير ضمأى قد رزقت بما يغني عن ضمأها من غير ان تحتسب.
تلك قطرات متلالئة يزفها انبوب ماء قد اصيب بعيب مفاجئ كان مكان رزقها قريباً جداً من مستقرها لم اجدها بذلت جهداً كبيراً بالحصول على مبتغاها.
الذي جذبني وجعلني اكثر دهشةً شعور بالتقصير بمقابلة من يرزقني بنعم لا تحصى تلك هي صورتها الرائعة وهي تنعم بما اعطيت تلك الطريقة التي تعبر عن مدى الشكر والامتنان لواهب النعم.
يتجسد جمال صورتها عندما تضع منقارها الصغير في الماءوسرعان ما اشاهدها قد رفعت راسها لتقديم الشكر لله عن كل ذرة ماء قد لامست تلك المناقير وتعمد لفعل ذلك حتى تتمكن من اخذ الكثير الكثير ( لئن شكرتم لأزيدنكم ).
كم جميل منظرها ذلك راكعة تحمد رافعةً تشكر كأني التمس في حالتها هذه تأدية للصلاة الواجبة والمستحبة في ان واحد.
رجعت الى نفسي موبخاً ايّاها عن لئيم بخلها في تقديم الشكر لمن يرزقها بلا فتور ولا انقطاع.
الحمد لله رب العالمين
@
محبتي للجميع
واسف على الاطالة ولكنها راقت لي
احبكم جميعاً