الكلاب والقرود والحشرات تعرف أيضا كيف تساعد نفسها عندما تصاب بالأمراض. في هذا الحوار المقتضب مع DW توضح الكاتبة المتخصصة في الشؤون العلمية مانويلا لينتسن عن المعارف الطبية لدى الأرانب وغيرها من الحيوانات.


DW كيف أتت لكِ فكرة الاشتغال على موضوع المعارف الطبية لدى الحيوانات؟

مانويلا لينتسن: البداية كانت مع أرنب أملكه. فقد قفز الأرنب من حديقة منزلي إلى حديقة الجيران وأكل هناك نبات السلجم، والطبيعي ألا تأكل الأرانب من نباتات الكرنب أو الملفوف، لذلك تسائلت في نفسي "هل سيمر الأمر بسلام؟" في وقت لاحق رأيت الأرنب فوق كومة السماد يأكل من الفحم الخشبي. والفحم يستخدم فعلا ضد الإسهال. وعليه سألت نفسي هل يعرف الحيوان أن الفحم يساعد ضد مشاكل الهضمم؟
هل هناك حيوان معين أثار إعجابك الشديد بسبب معارفه الطبية؟

لقد اندهشت بشدة مما تعرفه الحشرات. ومن المعلوم أن الحيوانات الثديية غير البشرية لديها معرفة بالنباتات الطبية. فقرود الشمبانزي مثلا تقطع مسافات طويلة لتعثر على نباتات ليس لها قيمة غذائية. وتقوم بتحضير هذه النباتات عن طريق تقشيرها أو طيها ولفها ثم ابتلاعها دون مضغ. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الحشرات تطبب نفسها بنفسها. فهي مثلا تحمي بيضها من الطفيليات من خلال وضعه في حبات فواكه متخمرة.
مانويلا لينتسن كاتبة وصحفية متخصصة في الموضوعات العلمية وتعمل في مركز للبحوث بجامعة بيليفيلد.

هل يمكن للإنسان أن يتعلم شيئا من معارف الحيوانات؟

غالبية الأدوية مصدرها النباتات الطبية. لذلك يوجد باحثون حريصون على اكتشاف نباتات جديدة ومعرفة خصائصها الطبية. ويوجد في علم فصائل النبات والطب الإثني العديد من القصص التي تحكي عن أناس تتبعت الحيوانات المريضة في الغابة القديمة وراقبتها لتعرف ما هي النباتات التي تتناولها. ثم قام هؤلاء الناس بتجربة النباتات بأنفسهم وبهذا اكتسبوا معارف جديدة عن الأثر الطبي لنباتات بعينها.
كيف تنقل الحيوانات معرفتها بالنباتات الطبية إلى صغارها؟

الثدييات تتعلم هذه المسألة. فالأغنام والشمبانزي، على سبيل المثال، تنظر إلى والديها لتعرف ما الذي يمكنها أن تأكله ومتى. وفي المقابل فهناك افتراضات بأن الحشرات تتلقى تلك المعارف عن طريق الوراثة.
كيف يمكن أن تستفيد الناس من المعرفة الطبية للحيوانات؟

إذا ما استفاد الإنسان مثلا من قدرات التطبيب الذاتي لدى الحيوانات التي ينتفع بها الإنسان في الحياة اليومية؛ يمكنه التقليل من الاستخدام الكثيف للمضادات الحيوية في الزراعة. ولقد اكتشف الباحث خوان فيلالبا من جامعة ولاية يوتا أن الحيوانات من ذوي الحافر المشقوق (شفعيات الأصابع) تفضل التغذي على النباتات الغنية بالتانين (حَمْضُ التَّانِّيك)،عندما تتعرض للهجوم من قبل الديدان (تصاب بعدوى دودية) . وعندما تقضي على تلك الديدان تعود الحيوانات لتتغذى على نباتاتها المعتادة. وهذا في ظل افتراض أن تلك الحيوانات لديها إمكانية الوصول إلى مثل هذه النباتات، وأنها تعلمت ذلك داخل القطيع وأن بإمكانها نقل تلك المعرفة لغيرها.

مركز DW