امثال عراقية ( 1/6 ) مسلم السرداح
للهجة العراقية بعض الخصوصيات التي تتميز بها هذه اللهجة ، ومنها :
1- استعمال الكاف الاعجمية التي تلفظ كما الحرف g في كلمتي grand ، go وتكتب كافا فوقها فتحة ( كَـ )
2- حرف ج وتحته ثلاث نقاط كما في ch في كلمتيchildren , charge, وهي تكتب ح وتحتها ثلاث نقط .
*تصح رميه بالتفكه العوجه
ويشبهها باللغة العربية الفصحى ” رب رمية من غير رام ” ويقصد بها ان الصدفة تخلق المستحيل . والتفكة بالكاف الاعجمية هي البندقية والعوجة هي العوجاء غير المستقيمة السبطانة . اي لاتستغرب من عمل وان جاء خارج التقدير ، والحسابات .
*من السكوتي طكَي وموتي ومن الثرثاري خلي وفوتي
ويقصد منه ان الذي يقدم على امر ينفذه بصمت . والسكوتي الصموت وهو بعكس الثرثار الذي يتكلم اكثر مما يعمل في حقيقته . اي خذي حذرك من الصموت ولاتعباي للثرثار . لان من يريد العمل الجاد لايتكلم كثيرا ويفعل فعلته بصمت .
*دجاجة الجيران وزة
يقصد من المثل ان المرء يستصغر مايملكه . ويستكبر مالدى الاخرين ومنهم الجيران . فهو يرى ان دجاجة الجيران اكبر من حجمها الطبيعي .
*مركه الجيران طيبة
نفس المعنى للمثل السابق . والمركة بالكاف الاعجمية هي الحميس السائل الذي يداف به الخبز والارز وغيرهما .
*جدره على ناره وعينه على جاره
نفس الغرض السابق كذلك والجدر معناه قدر الطعام . وهنا جاءت بمعنى الحسد ايضا .
*تحزّم للواوي بحزام سبع
الواوي هو ابن اوى أي الثعلب والسبع هو الاسد . ولو اكملنا المثل لصار “…….. ولاتتحزّم للسبع بحزام واوي “.
اي اجمع قوة اكبر مما يتطلبه الامر في نزاعك القادم مع عدوك . اي اذاكان عند عدوك خنجر فاذهب له بسيف مجرب ومدرب . واذا كنت تتوقع ان لدى عدوك خمسة وجال فداهمه بعشرة اشد منهم باسا وشكيمة . والمثل يضرب ايضا في الحروب الوطنية وغيرها .
*أواعدك بالوعد واسكَيك يا كمون
اسكيك اي اسقيك . ولهذا المثل قصة طويلة . وفحواها ان كمّون – بتشديد الميم – وهو طبيب في زمن لقمان الحكيم راح يضمر حسدا للقمان لانه طبيب مشهود له بالحكمة والعلم . فاقترح على لقمان ان يصنع كل واحد منهما سما زعافا يسقيه لصاحبه . وخلال الفترة قبل الموعد المحدد يقوم كل واحد منهما بصنع ترياق مضاد لذلك السم . واتفق ان لقمان اعطى الدور الاول على نفسه ( لثقته بفنه وعلمه ) أي ان يتناول هو السم الزعاف الذي يصنعه الطبيب كمّون , وحين جاء الوقت المحدد ناول كمون السم الذي صنعه للقمان . وكان سما قاتلا زعافا – استحضره بكل العلم الذي يملكه – ولكن لقمان تناول ترياقه المضاد مباشرة . فتخلص من تاثير السم باعجوبة . وجاء الدور على كمون وكان كلما جاء الى لقمان ليعرف الوقت المحدد يقول له لقمان لم يحن الوقت بعد فكان كمّون يزداد خوفا . واخيرا مات كمون من شدة الخوف مع ان لقمان لم يكن في نيته سقيه اي سم . وهذا جزاء الحسد . والخوف اللامبرر .
*البعير يشيل كل شي وعالمنخل يبرك
أي ان لكل امر حدا وغاية للتحمل . وبرك بمعنى كبا او سقط ارضا . والمنخل هو اناء مثقب لغربلة الطحين وهو خفيف الوزن ضئيله .
*يحشمون الجلب لخاطر أهله
يقصد المثل انهم يحترمون الكلب لاجل اهله الذين يستحقون الاحترام .أي ” الف عين لاجل عين تكرم ” . ومقابله المثل الذي يقول ” الجلب يكثر النباح بباب اهله ” أي انه يتشجع . والجلب بحاء تحتها ثلاث نقط . ويحشمون بمعنى يحترمون
*الايد الماتشابجهه بوسهة
تشابجهه تتشابك معها . بوسهة قبلها بتشديد الباء .
مثل يبرر خنوع البعض وجبنهم وهو غير مقبول اطلاقا في زمن الثورات . فليس من طبع الكريم الشجاع ان يقبل ايدي جلاديه لمجرد ان السلطة والحكم بيدهم . اذ سرعان ماتزول اما غضب الشعب الثائر الكريم النفس . واظن ان هذا المثل من صنع خدام الطواغيت ووعاظ السلاطين . . وانا رايت بام عيني رب عمل شاب يبصق في وجه تابعه الكهل فيمسحها بسهولة ، ضاحكا وكانت لرب العمل هذا علاقة غير شرعية مع زوجة التابع المذكور ، كما يقال ، وللكهل المذكور ابن يعمل ضابطا كبيرا في الدولة الان .
*ما يحك جلدك إلا ظفرك او مايحك جلدك مثل ظفرك .
*الما يلزم الجدح بايده ما يرتوي ريجه
*اللي يولد عنزته بيده يولدها تولد توام
هه الامثال الثلاثة لها معنى واحد وهو مايتضمنه الحديث النبوي ” رحم الله امرئً حمل حاجته بيده ” . الجدح معناه القدح ( وكان يصنع من اغلفة ثمرة الجوز الكبيرة حجما والطويلة شكلا ) . والريج الريق او العطش . والتوام صيغة يقصد منها المبالغة بالفعل .
• الكَارصته الحية يخاف من جرة الحبل
يقال لمن يستفيد من تجربته الاولى وياخذ الحذر في قادم الايام . ومثله ” لايلدغ العاقل من جحر مرتين “او ” العاقل من اتعظ بغيره ” .
*الماينوش العنب بايده يكَول حصرم ما اريده
*الما يعرف يركص يكول الكاع عوجه
ومثله ” المايعرف يركَص يكَول الميدان ضيّج ”
اي ان البعض يعطي المبررات الكاذبة عن اعمال لايستطيع انجازها . او امور يشتهيها ولا ينالها كذلك الذي لايطال عنقود العنب لارتفاعه فيدعي كاذبا ان العنب حصرم لم ينضج بعد . يركص أي يرقص والميدان هو مكان الرقص . الكاع بالكاف الاعجمية هي الارض .
*الفوكـ هالله هالله والجوا يستر الله
يقال لمن لايتشابه مظهره مع باطنه . اي انه نظيف من الخارج ومن الداخل لايعلم الا الله مدى وساخته .
*أطعم الحلك تستحي العين
يضرب لاكرام الضيف باشباعه لان هذا الامر يخجله اذا كان قد بيّت امرا لايذاء مضيفه . او اذا اردت الطلب من احد طلبا ما فاجعله ياكل من اطايب طعامك . والحلك ( بالكاف الاعجمية ) معناه الحلق وهو الفم . ,وهي طريقة استخدمها المتاخرون كما الاوائل في ابتزاز من لديهم عنده حاجة يقضيها لهم .
*ما تضيك إلا تفرج
*ما تغيم إلا تصحي
هذان المثلان يضربان لمن حط عليه امر صعب وينتظر انفراط الشدّة نحو انفراجها . يقال من شدة الياس . او التفاؤل مجاملة .
*النادرة تغزل بعود والخارمة تكول الشكـَ معووج
النادرة هي الشاطرة الذكية وهي تخلق شيئا من لاشيء بعكس الخارمة وهي الكسولة المتراخية .
*عند البطون تعمه العيون
يقال للاناني الذي يؤثر نفسه على الاخرين . اي ان عيونه تصاب بالعمى امام منظر الطعام عن جوع الاخرين
*سبع صنايع والبخت ضايع
يقال لمن لاحظ ّ له في الامور . ومثله ” منين مايذبها تطلعله كَلة وهو مثل مستمد من لعبة الطاولي . او “حظة ابيض بس بالركي “أي الرقي وهو البطيخ الاحمر .
*نواية تسند حب
النواية وهي نواة التمر والحب هو زير الماء . وهو يشبه في مرماه بيت الشعر العربي ” لاتحتقر كيد الضعيف فربما ****** تموت الافاعي من سموم العقارب ”
او كما يقول المثل الصيني ” القصير نابت في الارض مترين ” يقصد لقوّته واتزانه .
*اللسان الطيب يطلع الحية من الزاغور
أي ان اللسان السلس الجميل بامكانه ان يخرج الافعى من ثقبها الذي تحتمي بداخله . وهذه كناية يقصد منها امكانية عمل المستحيل عن طريق الحب
وهو ان الانسان باخلاقه الطيبة وبطريقة حديثه مع الناس يستطيع ان يكسب الاخرين لقضيته .
*موكل مدعبل جوز
أي ان الاشياء بمضامينها وان تشابهت مظاهرها فليس كل شيء كروي الشكل هو جوز . ومثله ” الرجال مخابر وليس مظاهر ” . ومثله : “موكل ما يلمع ذهب”
*موكل من صخم وجهه كَال آني حداد
اي ليس من يصبغ وجهه بالكربون او السخام الاسود يدعي نفسه حدادا ماهرا . وهذا المثل الشعبي يقصد منه ان الانسان بعمله الذي يجيده الذي سيجعل الناس تحكم على مدى مهارته وليس بما يدعيه .
وللموضوع بقية ……..