اسم الشاعر : ابراهيم بن علي الاحدب
.................................................. .....................
فؤادي بإيجاب الوصال وسلبه .... معنّي فحدث عن جواء وسل به
إذا هبَّ من نحو الحبيب نسيمه .... تنشقت مسكيّ الشذى من مهبّه
فيا ويح عشاق الحجز إذا الصبا .... يعبد النوى وافت بأخبار ركبه
ويا صاحبي ودي حليف هواكما .... خذا من صبا نجدٍ أماناً لقلبه
وقولا لها رفقاً به إن تنسمت .... فقد كاد رياها يطير بلبه
وفي وجنتي وادي العقيق ومنحنى .... ضلوعي بها أذكى الغضا حبّ عربه
وشهب الحيا من دون حمر مدامعي .... كبي يوم بانوا بالحبيب وسر به
ومحرم أشواق إلى حج حسنه .... متى يدعه داعي الغرام يليه
فخوف أخا جهل يلوم على الهوى .... مجال حليف الوجد فيه ورعبه
وحدث عن القلب المدله بالجوى .... بخلخال مياس القوام وقلبه
وعرج بعاني الوجدان جزت بالحمى .... لمن راع لبي بالتجني وعجبه
وهُد بفؤادي نحو من صاد مهجتي .... بفاتر جفن منه اشراك هدبه
وبي من ظبا نجد غزال إذا رنا .... فدع سحر هاروت وأخبار حزبه
حبيب تنبا الجفن منه بفترة .... بها المتنبي قد تغنَّى بحبه
تصبب دّمعي في هواه ولم يُنل .... حليف غرام سائل الدمع صبه
تعصب رمح القد منه بلحظه .... لقتلي وقد أضنى فؤادي بحجبه
تقبل أفواه الأماني ثغره .... فيسكرني بالوهم ترشاف عذبه
جميل المحيا ما جميل بثينة .... حكى سهل شعري في هواه بصعبه
وثاقب فكري في ضيا صبح جيده .... يُوّلف دُرَّا لمعاني بثقبه
وينظمه في سلك نمداح سيدٍ .... هداني أفق الفضل منه بشهبه
إمام الهدى رشدي لشريف الذي به .... تسلقت للإرشاد في حال قربه
رحيب الذرى يا مرحباً لمريده .... فقد نال سهل الجود منه برحبه
علا كعبه في منزل المجد رتبةً .... لها ذل من أهل الندى رأس كعبه
عرفت أياديه فها أنا عارف .... وليَّ نداه العذب من فيض سكبه
له من سماح الفس أيُّ منبهٍ .... إذا أمه يوماً مريدٌ لوهبه
عليه مدار العلم في كل مشكل .... فما هو في أفق العلى غير قطبه
على منبر العليا خطيب يراعه .... يبدد من دهر الورى جيش خطبه
تسالمه الأيام إذ لم يكن لها .... باب العلى والجاه طاقة حربه
لديه قضايا الشرع مقضية بما .... قضاه إله العالمين بتبه
لقد زارت الزوراء منه أخا علا .... به ثغر بيروت صفا ورد شربه
ومن طر نوى طير النوى طار عندما .... بها صب غيث الفضل أنواء سحبه
متى ينشد الملسوع بالبين قربه .... الاعثر بترياق الزمان وطبه
فيا من ربيع الفضل يحيا بكف .... وكم بان جدب الدهر منه بخصبه
بكعبك وافاني الروس مُرفعاً .... مقامي على رغم الحسود وكربه
فكنت الذي وفّي لمن أخلص الوفا .... ولم تنسَ بعد البعد اخلاص حبه
ولم تشتغل في ما دهاك من الأسى .... بفقد إمامٍ شغله خوف ربه
رئيس أولي الاتدريس والمجد والتقى .... وناظم در العلم في سلك كتبه
قضى نحبه يا قلب فاندب خلاله .... بما هو مثل الصبح نوراً ونح به
فلله ندبٌ قد شرعنا بفقده .... لا يجاب عليا فضله فرض ندبه
ماثره في الشرق مشرقة السنا .... وقد كان حصناً للورى حدُّ غربه
عوادي الردى راعت به كبد العلى .... وصالت بسلب القلب منه واسبه
وبيت الندى والمجد أمست عروضه .... لها القطع من سيف الزمان بضربه
لقد ضم منه الترب شهماً تخلقت .... بأخلاقه العليا فيا طيب تربه
تعزَّ امام الفضل عنه فأنه .... لدار البقا قد سار من بين صحبه
وعش بالهنا يصفو ل العيش دائماً .... فأنت لهذا الدهر غفران ذنبه
..............