بيوتاً بُنيت من جليدِ اختصاراً للزمن المرير
سقفها ..جوانبها. أرضها .مغطاة بالجليد
لم يكن هناك وقتً للبناء فأدوات البناء لم تكن ممكنة
والبرد غطى مساحات كبيرة من الأرض
فاين يسكن ذلك الانسان البسيط
فكر ان يبني بيته ويجمع شتات نفسه..
بيتً لم يكلفه الكثير سوى يد تعمل في ساعات قلائل
كان بيتاً من غرفة واكوام الجليد
--
برد قارس ونبرات بحزن مرير
جمع الاحطاب ليشعل شعلة يدفئ عظامه
وضل هكذا طوال يومه ..
جوعه نداءاته .. عبراته .لم تصل
ذلك المسكين طال برده وانتهى امره
مر بفصل عنيف وخرج من بيته الصغير
لم يهدمه فقد تحول الى ماء ليشربه
انتهى فصله وظل خلف تلك الشجرة ينتظر قدوم ما هو اشد
مر الربيع وهاهو ينشد الصيف مع الحر الشديد
لن يجد جبالاً من جليد ولا تلك الشجرة يتفيأ بظلها
---
انه ذلك الفقير المسكين
الذي ابت عليه دنياه ان يعيش كما يعيش الغير
لم يجد قوت يومه فاكل ما تبقى من تلك الشجرة
وشرب ذلك الماء الذي كان ثلجاً
فاين يجد بعده ما يسد به رمقه
لا شيء سوى يده يمده ليذل نفسه
كي يأكل رغيف من خبز ويشبع بطنه
اين نحن من هؤلاء
كم هناك أناس لا نعلم عنهم
سوى انهم فقراء...
اخي واختي
الحمد لله الذي انعم علينا بنعم كثيرة
واعطانا من غير حول منه ولا منةِ
فهلا رددنا ذلك بالشكر والحمد له..
ونظرنا الى ذلك الفقير
بنظرة يملؤها ضميرنا الإنساني
وممدنا له أيدينا وانتشلناهُ من جحيم الأيام
ليعيش بيننا كما نحن نعيش
ليس عيباً ولكن ديننا علمنا ذلك
فتصدق اليوم لتنعم غداً..
ولا تقل اني غني فغناك الان ربما يكون فقراً
عليك في قادم الأيام..
قل الحمد لله لأنك تملك تلك النعم
لا تغرك تلك القصور الان فهي الى زوال
ولا يغرك بقائك بين النعم فغداً سترحل
قدم اليوم لتكسب غداً
ولا تكن مثل الذي بنى بيته من جليد
فاسرع وابني لك انت بيتاً مستقراً لك
بأعمالك سيكون ذلك....
انظر الى من حولك واجعلهم عبرة لك
فكثيراً هم من رحلوا
ملوكاً وسلاطين لم ينفعهم ما كانوا فيه
الا فيما قدموا من اعمال