اعلان نهاية البغدادي
بخطوات ثابتة يتقدم ليعلن عن الخبر الذي ستدداوله الصحف في صفحاتها الاولى لايام طويلة و عن ما سيؤرخ في التاريخ و يذكر لسنين اطول , خطوات ثابته يُشهد لها بأنها اسقطت من كنا نستعصي يوماً فكرة اسقاطهم ,
بدء كل شيء بتوقيع ثم بصولات تلتها بيانات تدفقت منها رائحة الموت لمن فكروا يوماً بتهديد أمن العراق وسيادته , و اليوم ها هو يتقدم بورقة صغيرة تحمل صورة لجثة مشوهة ليعلن بها ان الخليفة قد سقط ...
هذا ما لم يحدث حتى الساعة , لكنه ما سيحدث في نهاية الامر ...
مشهد اعلان موت الزرقاوي و المهاجر سيتكرر مجدداً لكن هذه المرة بسيناريو البغدادي ..
قبل ايام قليلة , و بعد تأكيد اصابة المدعو ابو بكر البغدادي في مدينة القائم , ظهر الاخير بلباس قاتم السواد و هو يتعرج على منبر احد المساجد , ليطالب المسلمين بالطاعة , و لينصب نفسه خليفةً عليهم ... !!
بعد ساعات من انتشار التصوير المسجل لتنصيب الخليفة الاسود , أُمْطِرت سماء القنوات الاخبارية و مواقع التواصل الاجتماعي بالتساؤلات و علامات الاستفهام التي لم تتوجه نحو مضمون التسجيل بل توجهت نصب ساعة الروليكس الباهضة الثمن التي كان يرتديها الخليفة الاسود .... و هذا ما لا يدهشني حقيقتاً ... , فبعض القنوات اعمت نفسها عن ما ظهر في التسجيل و البعض الاخر منها كان يحاول ان يُعمي المشاهد و يبعده عن حقيقة التسجيل الذي ظهر بتاريخ مزيف و كشف عن ارتباك واضح لدى البغدادي , و اظهره بإسلوب ركيك يفتقر الى ما احب ان اعبر عنه بـ "كاريزما أمير المؤمنين" ...
"الثوار .. الثوار .. الثوار..!!! " , في تلك اللحظات التي تلت ظهور البغدادي و عندما كنت استمع الى صرخات مذيعة قناة العربية الحدث "نجوى قاسم" التي كانت تسوق الاكاذيب لصالح الداعم و المستفيد الوحيد من الخليفة الاسود , ظهر خبر لفت انتباهي عن فرحة "المجاهدين" بالخلافة و مبايعتهم للخليفة الاسود "ابو بكر البغدادي" بعد ظهوره الاخير على العلن , و لم تختلف اجواء الفرحة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فحسب وجهة نظر من يسمون نفسهم بـ"المجاهدين" و الداعمين السذج لهم ان "حلم الاسلام قد تحقق و تم تحقيق الخلافة" ...
لكن في الحقيقة , داعش و خلافته و خليفته الاسود ... امام مأزق سيفكك اشلاء الشر الذي يتربصون به لسفك دماء الابرياء ... !!
"الاخطاء و التشققات تكرر سيناريو النهاية و الخلافة باطلة"
داعش قد تكون انشقاقاً و تمرداً عن سلك القاعدة و اوامر ايمن الظواهري "الذي يراه الاقدمون الاولى بخلافة المسلمين" , الا ان التمرد و الانشقاق لم يغير شيئاً من ارتباط القاعدة بداعش .... لازالوا يحملون نفس الافكار , يعملون بنفس الاساليب , و يطبقون نفس الخطوات و الخطط ... , عملياً لا يوجد اي فرق سوى بالقيادة التي يجيدها الظواهري على عكس نظيره البغدادي ....
اما عن الخلافة فقد يعتقد البعض ان حدود دولة العراق و الشام المتمثله بالمناطق السورية التي انسحب منها المجاهدين و الذي تكبدوا فيها خسائر كبيرة , و الموصل و اجزاء من بعض المحافظات العراقية التي لازالت تحت الصراع , كافية لإقامة الدولة والخلافة ... لكن هذا الامر مستحيل فالخلافة لا تقام بحالات الحرب و الصراع و لا تقام على الاراضي المتنازع عليها بشكل غير رسمي والتي وضعت فيها الرايات دون التشكيلات و الاحكام و دون ان تُنص فيها القوانين و الواجبات ..... القاعدة لم تنتظر كل هذه السنين لإعلان الخلافة تحت هذه الظروف .. كان من الاوجب للقاعدة ان تعلن الخلافة و الخليفة عندما كانت في أوج قوتها بزعامة بن لادن ... قد يعتقد البعض بأن القاعدة تعيش عصرها الذهبي بعد دولة الاسلام في العراق و الشام ... لكن يوماً بعد يوم تدفع القاعدة ثمن احتكاك دولة الاسلام في العراق و الشام بالمواطنين في المناطق التي سيطرت عليها لما تركوه من حقد و جزع بين الناس من جهة و لما تكبدته داعش من خسائر فادحه في المناطق المذكورة سلفاً ...
و هذا ما يتركنا امام تساءل عن حقيقة ظهور البغدادي لإقامة الخلافة السوداء في مثل هذه الاوقات العصيبة التي يمر بها داعش القاعدة في العراق و سوريا ؟
لهذا التساءل توجد ثلاثة احتمالات ... فأما ان داعش قررت الانسلاخ بشكل نهائي عن جسد القاعدة الكهل بأساليب جديدة تجهل نتيجتها مما ادى الى تشتت القيادة و انشقاقات في صفوف داعش , او ان البغدادي يعاني من اصابة شديدة الخطورة لدرجه جعلت داعش تتستر عليها بهذا الاعلان المُسجل مسبقاً , او انها و بكل بساطة " بقصد او بغير قصد" رمت بالبغدادي نحو التهلكه على الطريقة القاعدية القديمة .. , فالقاعدة كما هو معروف تتميز بسلاح غير مسبوق النظير يتمثل بأعلامها المدعوم من المستفيدين و الذي تحكمت من خلاله بالكثير من المعارك و كان سبباً في اثارت الخوف و سبباً ايضاً في تجنيد الارهابيين... كما انه ايضاً يعد سبباً بارزاً في سقوط معظم قادة القاعدة "قادة تنظيم دولة العراق و الشام الاسلامية" الذين زجوا تحت الاضواء ليكونوا اهداف واضحه و سهلة الاقتناص ....
و في كلا الاحتمالين الاول و الثاني فإن البغدادي قد زُج في الاحتمال الثالث "بقصد او بغير قصد" ...
اي انهم "القاعدة و داعش" اما سيندمون على ظهور البغدادي او انهم سيندون على اعلانه كخليفة "دون دولة خلافة" و بعد اولى ظهور له , او ان قدراتهم تشتت بسبب الضغط العسكري الذي يواجهة التنظيم و خلافات القيادة و الزعامة التي يعاني منها التنظيم و هذا ما سيندمون عليه ايضاً... و في كل حاله و في كل طريق يسلكونه سيكون الندم رفيقاً لهم , و سيأتي يوم الاعلان المنتظر عندما سيعلن المالكي عن انتهاء خلافة الخليفة الاسود الذي ما كانت لتبدء قط , و سيلوح بصورة جثته المشوهة معلن بها انتصار جديد و خسارة فادحة و نهاية لتنظيم داعش الارهابي في العراق ...
http://bashaer.iq/index.php?news=5496