النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

رأي.. لنجعل الصيام زكاة للبدن والبيئة

الزوار من محركات البحث: 1 المشاهدات : 358 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من اهل الدار
    شذى الربيع
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 54,573 المواضيع: 8,723
    صوتيات: 72 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 30559
    مزاجي: Optimistic
    موبايلي: Note 4

    رأي.. لنجعل الصيام زكاة للبدن والبيئة





    هذا المقال بقلم د. محمد عبد الرءوف، المنسق العالمي للمجتمع المدني لمجموعة البحث العلمي التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
    أفرزت حياتنا المعاصرة أنماطاً سلوكية أبعد عما يجب أن تكون عليه سلوكيات المسلم، فنمط الحياة ما هو الا إنعكاسا لصورة الفرد وقيمه الذاتية والطريقة التي يرى فيها نفسه والبيئة المحيطة به وكذلك كيفية التعامل مع كل ما حوله.
    لذلك فالقيم والآداب الاسلامية يجب أن تلعب الدور الرئيسي في توجيه سلوكيات المسلم الا أن متغيرات الحياة المعاصرة للأسف كرست سلوكيات حياتية ضارة للفرد والبيئة والمجتمع مثل التدخين وسوء التغذية نتيجة الاعتماد على الوجبات السريعة والاستهلاك المفرط غير المستدام والاستنزاف والهدر للموارد الطبيعية كالطاقة والمياه بالاضافة لتلويث البيئة ومواردها الطبيعية وعدم الاهتمام بالنظافة خاصة للاماكن العامة منها، وعدم احترام قواعد المرور والنظام بصفة عامة وغيره الكثير. كل هذا أدى إلى العديد من الأمراض النفسية والإجتماعية والبدنية والعقلية وانخفاض نوعية الحياة بشدة عما كان عليه الحال مع أجدادنا على مر العصور مع أننا نملك حالياً من التكنولوجيا ما يفوق بمراحل ما كان متاحا لهم!
    لذلك فان شهر رمضان فرصة ذهبية للنظر في جعل الصيام تحولاً لنمط حياة خضراء غير ملوثة وغير مسرفة أو مستنزفة للموارد الطبيعية وقليلة الانبعاثات الكربونية . إن نمط الحياة الخضراء يعنى ببساطة تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
    وكما قيل بحق "الصيام زكاة للبدن" حيث أثبت العلم الحديث أن للصيام فوائد عديدة تعود على الفرد، مثلا من الناحية الصحية الصيام يعزز إزالة السموم من جسم الانسان، ويساعد على علاج الالتهابات، ويعمل على زيادة حرق الدهون، وخفض مستويات السكر في الدم... وغيرها الكثير. فلنجعل الصيام زكاة للبيئة أيضاً بعدم تلويثها او استنزاف مواردها فى الشهر الفضيل أيضاً.
    والصَّوْمُ يعنى" الإمساك عن أيّ فعلٍ أو قَوْل كان"، وشرعا الصيام هو "إمساكٌ عن المُفْطِرَاتِ من طلوع الفَجْرِ إلى غروب الشمس مع النِّيَّة"، وهنا يعني الصيام ليس فقط ترك الطعام والشرب وإنما أيضا الصوم عن الذنوب، والغيبة... وما إلى ذلك من قول أو فعل فيه معصية للخالق أو ضرر للعباد أو تلويث أو إفساد للبيئة ومواردها.
    وفى الحقيقة، باختصار وبساطة، أن هدف الانسان في هذه الحياة شيئان أساسيان هما: 1) عباده لله سبحانه وتعالى 2) وعمارة الأرض، يقول الحق سبحانه وتعالى "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، سورة الذاريات (51)، فلا يمكن تحقيق أي من الهدفين اذا كان هناك تلوث وفساد للنظم الايكولوجية وللموارد الطبيعية، فذلك يعني أن الأرض ومواردها الطببعية لم تعد قادرة على إمداد الانسان بما يتطلبه لعمارتها ولابقاء حياته لأنه ببساطة الموارد الطبيعية أصبحت فاسدة ولا تصلح لغاياتها التى خلقت من أجلها. يقول الحق سبحانه وتعالى "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"، سورة الروم (30.)
    لذلك فمن الطبيعي أن يعني الصيام أيضاً الامتناع أي أفعال تؤدي إلى تلويث البيئة وإفساد مواردها وإستنزافها والاستهلاك والإستخدام المسرف. بل على العكس، يجب على الصائم حماية البيئة ومواردها خاصة فى شهر رمضان، فلا يكون الصيام صحيحاً مع الافساد والتلويث للموارد البيئية. ولذلك فالصيام فرصة للتنقية سواء للنفس والبدن والنظم الإيكولوجية.
    إن وجود الإنسان في هذه الحياة مؤقت واستخلافه فيها مؤقت وبالتالي هذا التحديد الزمني للبقاء يترتب عليه تحديد الاستخلاف والانتفاع. ومن هنا تبرز أحقية الأجيال المتعاقبة في الانتفاع بالموارد الطبيعية وضرورة أن يحفظ الجيل الحالي للأجيال التي بعده حقها في الانتفاع بما خلق الله في هذا الكون (أي فكرة العقد الضمني بين الأجيال التي قام عليها مفهوم التنمية المستدامة) وأنعلى الانسان أن يسلم البيئة، على الأقل، على نفس الصورة التى تسلمها من أجداده إن لم يعمل على زيادة صلاحها ، فوظيفة الإنسان الأساسية، على الأقل، هي الابقاء على صلاح الصالح إن لم يزده صلاحاً ويعمر الأرض أو كما يقول علم البيئة الحديث: تحسين أو الإرتقاء بجودة (نوعية) الحياة. وما سبق يتماشى تماماً مع مفهوم التنمية المستدامة. فالتنمية المستدامة هي التي تعمر الأرض بمراعاة كافة الجوانب التنموية المختلفة ولا يترتب عليها آثار سلبية.
    إن التحول لنمط الحياة الخضراء للمسلم فى الملبس والمأكل والاستهلاك والعادات واستخدام الموراد الطبيعية كالطاقة والمياه ...الخ خلال شهر رمضان ليس فقط مسؤولية اجتماعية، ولكن أيضا واجب ديني . يقول الحق سبحانه وتعالى "وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، سورة الأنعام (6.)
    ولا غرو أن هذا ما تنبهت له الأمم المتحدة حيث تبنت بعد قمة ريو 1992 الاستهلاك والانتاج المستدام وكذلك ريو 2012 (ريو+20) التى أقرت الخطة العشرية للانتاج والاستهلاك المستدام فى قطاعات مختلفة هي الطاقة، المياه، إدارة النفايات، التعليم والسياحة. إن الانسانية تعيش حالياً فى عصر أزمات متعددة أزمة مالية ومناخ، وطاقة، ومياه ...الخ. فلنغتنم هذه الفرصة التي يقدمها لنا شهر رمضان ونقدم نموذجاً للسلوك الأخضر الذى يعالج هذه الأزمات المختلفة ودعونا نأمل أن يستمر هذا النمط الأخضر والمسئول بيئياً على مدار العام.

  2. #2
    Jan Jan غير متواجد حالياً
    Malika
    تاريخ التسجيل: August-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,971 المواضيع: 141
    صوتيات: 17 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2710
    أكلتي المفضلة: شيخ محشي
    موبايلي: Nokia c301
    آخر نشاط: 30/September/2020
    مقالات المدونة: 74
    موضوع بغاية روعة غلاتي
    لا حرمنا الله من تواصلكِ ،،
    مودتـــي

  3. #3
    من اهل الدار
    شذى الربيع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jan مشاهدة المشاركة
    موضوع بغاية روعة غلاتي
    لا حرمنا الله من تواصلكِ ،،
    مودتـــي

    تغيرت معالم صفحتي ..
    بمرور فاق الوصف ..
    وطربت كلماتي فرحا ..
    بثناء فاق الثناء ..
    شكرا لتعطيرك متصفحي ..
    و اشراقك أرجاءه..
    تحياتى ..
    واحترامي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال