اليوم ضيفنا غير جيد، ضيفنا لا يجعلنا نشعر بالسعادة، ضيفنا أتمنى أن لا تعرفوه بعد اليوم في حياتكم .. الإحباط !
- لا تصدقوا أن هناك إنساناً لم يعش فترة إحباط في حياته، فهي مرحلة طبيعية يمر فيها الإنسان، وأعظم العظماء مروا في هذه المرحلة، لكن الفرق بين العظيم والعادي أن الأول لا يمكث هناك فيستقر بل يرحل بسرعة من هذا المسكن المظلم.
- الروائية الفرنسية كوليت قالت كلاماً بسيطاً جميلاً يجعلنا نفكر بالخروج من الإحباط وهو "الأمل لا يكلف شيئا.".
- كل شيء قابل للتحقيق ولو بعد حين، والإحباط يبدأ عندما نحصر تفكيرنا في كلمة "الآن"، أعرف أشخاصاً يخططون للحصول على شهادة الدكتوراة بعد 10 سنوات لأن الظروف الحالية لا تسمح فلم يقولوا "انتهى الحلم".. بل ببساطة قالوا "فاصل ونعود".
- بعض الإحباط مفيد لكن على أن لا تطول فترته، فلو كنت تعمل في مكان ما ولديك أحلام فيه لكنك أحبطت منها، لا يكفي أن تبقى هناك وتعيش الإحباط بل يجب أن تندفع باحثاً عن فرص أخرى .. وصدقني وعن تجارب عديدة شاهدتها بعيني فإن ما حال بين موظفين ووظائف أفضل التصاقهم بوظيفتهم الحالية المحبطة لهم، إحباطك في ذلك المكان يجب أن يدفعك لإيجاد مكان أفضل، وهذا ينطبق على الأحلام والعلاقات الشخصية أيضاً.
- حذر ديل كارنيجي من الإحباط والسلبية كثيراً، بل أكد إنه يستنزف الجسم بدنياً فتشعر بألم في الظهر وتشعر بالإرهاق فقط لأنك محبط .. أي أن الإحباط معقل للأمراض، فكيف نقيم فيه طويلاً؟
- من المحزن أن الإحباط يصيب أصحاب الأهداف والأحلام، أما القادمين للعيش ضيوفاً فلا يعرفونه، فنحن أمام قول المتنبي "ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم"
- من مساوىء الإحباط أنه يجعل التفكير ضبابياً سلبياً في عقولنا في كل شيء، يقتل بهجة الحياة حتى فيما لا يتعلق بمجاله، فالمحبط في عمله حزين في حياته كلها وليس فقط خلال ساعات العمل، والمحبط من علاقته الزوجية لا يشعر بالسعادة ولو كان عمله الأفضل في العالم .. وأفضل طريقة للهروب منه هو وضع هدف جديد يتعلق بمجاله، فلو كان عملنا سبب إحباطنا، نضع هدف الخروج منه ونبحث بنشاط ونهب حياتنا من أجل ذلك من دون تقصير، ولو كانت علاقة ما هي السبب إما نقطعها ونننهيها أو نصلحها بسرعة، فحياتنا في خطر!