إختراع ألماني، يساعد الكسولين على قيادة السيارات بمجرد التفكير، والأهم من هذا، مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.
هل التحكم بالأشياء من على بعد هو مستقبل التكنولوجيا؟ هذا ما يحاول أن يصل إليه العلماء الآن، وبالفعل حققوا نتائج تكاد تكون خيالية ولا نراها سوى في أفلام الآكشن والخيال العلمي، ففي ألمانيا.. يمكن التحكم في السيارة عن طريق التفكير.
يروي “هينريك ماتزيك”، أحد أعضاء فريق مختبرات أبحاث التحكم الذاتي في العاصمة “برلين”، تجربته مع خوذة التحكم عن بعد وكيف استطاع أن يسير بالسيارة بمجرد التفكير ودون لمس عجلة القيادة أو أي شيء في الداخل، بل يؤكد أنه استطاع أن يسير بسرعة 31 ميلاً في الساعة، يقول: “تخيل كيف يمكن قيادة سيارة وزنها أطنان بمجرد تفكيرِ بسيط”!
يؤكد “ماتزيك” أن تجاربهم العلمية أثبتت إمكانية التحكم بالسيارة عن طريق العقل من خلال الخوذة الإلكترونية الصغيرة المسماة بـ “برين دريفر” أو “العقل السائق”، حيث يرتديها السائق ومن ثم تقرأ كل الموجات الصادرة من المخ مباشرة، وتحولها إلى نظام تشغيل للسيارة، أو لكرسي متحرك.
ويضيف “ماتزيك” أن الفكرة الرئيسية وراء تصنيع جهاز كهذا هو إعطاء كل أصحاب الحالات الخاصة جسدياً فرصة حقيقية لقيادة السيارة والتحرك وفقاً لرغباتهم وتخفيف الشعور بالعجز الذي لديهم، فكل ما سيفعلونه هو التفكير إما “يميناً” أو “يساراً” أو “للأمام”.
ولكن تحقيق حلم كهذا على أرض الواقع وبشكلِ منطقي ليس بالأمر السهل، يقول “أدلبرتو ليريانا”، مختص الآلات في الفريق، إنهم يواجهون تحديين رئيسيين: الأجهزة والبشر، ففي جانب الأجهزة، يجدون صعوبة في تصميم خوذة ذكية وتجارية تستطيع أن تلتقط إشارات الدماغ الهامة فقط ولا تلتقط كل إشارات التفكير الأخرى. وفيما يتعلق بالبشر، الفريق يحاول بقدر الإمكان تصنيع شيء يمكن لأي أحد مهما كانت حالته، التأقلم معه واستخدامه، فبين إصدار الأمر من الخوذة وتنفيذه ثانيتان، وخلالهما قد تحدث أي كارثة.
بحسب موقع “بي بي سي”، تتكون تلك الخوذة من 16 جهاز استشعار وظيفتها، كما ذكر، التقاط موجات الدماغ الكهربية، وعادة تكون أجهزة الاستشعار المستخدمة في الطب مكونة من 32 مستشعراً، ولكن الفريق يحاول بناء شيء صغير ورخيص وغير مزعج للمستخدم، ويُشبه “ليريانا” الأمر بالميكرفون الذي يحاول توصيل صوت شخص واحد متواجد وسط مليون آخرين.
بعد اعتراض المستشعرات للإشارات، يقوم النظام بتحويلها إلى تعليمات للسيارة أو للكرسي المتحرك، وطريقة عمل الخوذة ليست سهلة كما يقولون، إذ يجب على كل مستخدم أن يتدرب عليها أولاً، لتتمكن من قراءة كل ردود أفعاله وطريقة تفكيره بشكلِ فعال، وقد يحتاج التدريب إلى شهور من أجل الوصول إلى مرحلة يكون العقل والخوذة متفقان سوياً، ولا ينتهي المطاف بحادثة قد تودي بحياته.
رغم كل هذا، يذكر الفريق بأن هناك قيوداً للخوذة، تلك التعليمات لديها أمر ثنائي الاستجابة ولا توجد استدارة بالسيارة لليسار أو اليمين بشكل خفيف، إما تكون استدارة قوية أو السير للأمام مباشرة، لأن القبعة لا تستطيع التحكم في سرعة السيارة إذا فقدت السيطرة، كما يجب على المستخدم أن يظل هادئاً أثناء القيادة.
لم يكن فريق “ماتزيك” الأول في مجال تطوير السيارات والكراسي المتحركة التي تعمل من على بعد، فقبل بضعة سنوات، تمكنت شركة “تويوتا” من إنشاء كرسي متحرك يستطيع راكبه الوقوف والاستدارة عن طريق إشارات المخ بطريقة غير مباشرة، ولكن الاختلاف، هو عدم إمالة الرأس أو صوت طقطقة الأسنان للتحكم بمسار الكرسي.
حتى الآن لم يتم الإفراج عن هذا النوع من السيارات أو الكراسي المتحركة، وقبل حدوث ذلك سيكونون بحاجة إلى نظام سهل مع بعض الخوارزميات ليتمكنوا من وضع أيديهم على الطريق الصحيح وغزو العالم بالسيارات