مساعدات عاجلة للمناطق الساخنة
صورة من الارشيف10/07/2014 06:19
لم تقتصر جرائم ارهابيي "داعش" على شريحة معينة من ابناء الشعب العراقي، فكان للاطفال حصة منها، اذ وصفت منظمة (اليونسيف) اوضاع مئات الاطفال في مدينة سنجار بالرهيب.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه جهود وزارتي الصحة والتجارة بارسال المساعدات العاجلة للمناطق الساخنة.
تغيير قاس
ووصف ممثل منظمة اليونسيف في العراق مارزيو بابيل في تقرير يتعلق باوضاع النازحين وضع الاطفال في مدينة سنجار بالرهيب، اذ يوجد هناك اكثر من ثمانية الاف اسرة مع مئات الاطفال النازحين يعيشون في مدرج او احدى المزارات الدينية في المدينة وكان الاطفال يلعبون بين القبور الموجودة هناك كونهم شعروا بالامان اكثر من المناطق التي كانوا متواجدين بها، بيد انهم كانوا مرتبكين بشأن هذا التغيير القاسي في نظام حياتهم اليومية، على حد قوله.
من الجدير بالذكر ان مدينة سنجار تضم 35000 نسمة، وتؤوي حاليا 50 الف نازح اكثر من نصفهم من الاطفال، اذ يعيش قسم منهم مع اقاربهم بينما تسكن معظم الاسر النازحة في المباني الحكومية او في العراء، مع القليل من الحماية من ارتفاع درجات الحرارة.
ويعتبر الحصول على الخدمات الاساسية مثل المياه وخدمات الصرف الصحي متقطعاً في احسن الاحوال.
واضاف بابيل ان "قافلة اليونسيف كانت قد انطلقت خلال الايام القليلة الماضية من دهوك الى سنجار مرورا بالمناطق المتنازع عليها، اذ قامت بتسليم 24000 لتر من مياه الشرب المعبأة و2000 مجموعة من مستلزمات النظافة و10 مجموعات ترفيهية تحمل كل واحدة منها لعبا تكفي 500 طفل، كما ضمت القافلة أيضا 150 مجموعة من مجموعات الولادة الآمنة و150 مجموعة من مستلزمات النظافة للإناث لتوفير الولادة الآمنة للعديد من النساء الحوامل النازحات مقدمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، لافتا الى ان جميع تلك المساعدات تعد جزءا بسيطا من احتياجات هذه الأسر، بيد ان المنظمة ملتزمة بالحفاظ على حياة الاطفال ومساعدتهم في تجاوز اية ازمة صادمة.يشار الى ان بعثة الامم المتحدة في العراق قد اعلنت مقتل 1500 مدني على الاقل خلال حزيران، وهو اعلى عدد قتلى في شهر واحد منذ سيطرة الجماعات الارهابية على اجزاء من محافظات شمالية، ما ادى لارتفاع مستويات العنف، بما في ذلك القتال والاعدامات المفاجئة والتقارير الواردة بشأن عمليات الاختطاف ما دفع مئات الاف الأشخاص للنزوح من ديارهم.
مساعدات طبية
من جهته، اكد الوكيل الاداري في وزارة الصحة الدكتور خميس السعد في تصريح لـ"الصباح" استمرار الوزارة بارسال المساعدات الطبية العاجلة الى جميع المناطق الساخنة بالتعاون مع القوات الامنية، اذ تم مؤخرا ارسال مساعدات الى المؤسسات الصحية في بلد والدجيل وسنجار وديالى والانبار وبعض المناطق في اطراف مدينة الموصل في خطوة تهدف الى ديمومة تقديم الخدمات الطبية للمواطنين.
واوضح السعد ان الوزارة تقوم بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات الحكومية الاخرى ذات الصلة لاسيما الجهات الامنية لنقل الادوية والمستلزمات الضرورية.ونبه على ان اللجنة العليا التي شكلتها الوزارة لبحث اوضاع النازحين في انعقاد مستمر من خلال عقد اجتماعات دورية بغية بحث اوضاعهم وطرق تقديم المساعدات لهم، مؤكدا ان الملاكات الطبية تبذل في تلك المناطق جهودا كبيرة للوصول الى مواقع عملها لاسيما خلال الاوضاع الراهنة.
كما لفت الى ان العمل ينصب حاليا على توفير المراكز الصحية المتنقلة في الاماكن التي نزحت اليها العائلات من الموصل مع تجهيزها بالادوية والفحوصات بحسب الحاجة.
طرق ثانوية
بدوره، قال مدير عام دائرة التخطيط والمتابعة في وزارة التجارة جاسم محمد عباس لـ"الصباح": ان الوزارة وجهت مدراء التموين والغذائية والرقابة بالمحافظات باعداد جرد شامل عن اعداد العائلات في المناطق التي هجروا اليها من اجل تزويدهم بالحصة التموينية باقرب وقت بغض النظر عن امتلاكهم نموذج البطاقة التموينية، مبينا ان وقت نقل المواد الغذائية الى النازحين وبعض المناطق الساخنة يستغرق من 17 الى 21 ساعة كون ان ملاكات الوزارة تسلك طرقا ثانوية لان طريق الموصل وكركوك تم قطعه. كما اوعزت وزارة التجارة الى مطاحنها بتجهيز القوات الامنية وحملات الحشد الشعبي بالصمون.
عباس اشار لـ"الصباح" الى ان الوزارة اوعزت الى مطاحنها بتجهيز المقاتلين من القوات الامنية والمتطوعين بالصمون لمساندتهم ضد تنظيمات "داعش" الارهابية، مضيفا انبثاق لجنة تقوم بوضع خارطة جديدة للعملية الاستيرادية من اجل تعجيل وصول المواد الغذائية للمواطنين وتأمين احتياجات النازحين من المناطق الساخنة بالتعاون مع الجمارك في المنافذ الحدودية.
واشار الى ان الوزارة تهدف في الوقت الحاضر الى تفعيل العملية الاستيرادية، مبينا انها الغت استقطاع اجور الاجازة الاستيرادية.