اقترنت بها مفارقات وحكايات واحداث
تتحدث مصادر التاريخ بان الجسور في بغداد سرعان ماجهزت مع جاهزية بناء كل من الكرخ والرصافة، حتى احصي ثلاثة جسور عام 159هـ احدهم كان للنساء، يقول ابن جبير(ت614هـ) في كتابه المعروف برحلة بن جبير كان في بغداد جسران احدهما يمضي عليه الناس والآخر يرجعون منه وذلك قبل وفاته بقليل.حيث احترق الجسر الثالث اثناء الاقتتال بن الامين والمامون للمدة من 193 الى 198هـ كما يقول ابن الجوزي.
اما في فترة الاحتلالين العثماني والصفوي للعراق فلم تكن هناك جسور لها مكانتها لخدمة البغداديين، فكان الناس يعانون الامرين من عملية العبور من ضفتي النهر خاصة في مواسم الفيضانات وبقي الحال كذلك حتى انشاء جسر الخر العام 1897م ايام الوالي عطا باشا، فضلا عن جسر آخر هو جسر الأعظمية الذي كان في مكان جسر الأئمة حاليا وكان جسرا عائما ومتحركا شأنه شأن بقية الجسور حيث كان في بعض الأحيان ينفك من مثبته ويغادر مكانه مع قوة المياه الجارفة ممايستوجب البحث واعادته الى مكانه مرة أخرى في موكب مفرح ابتهاجا بالعودة الميمونة للجسر.
وفي عهد الاحتلال البريطاني افتتح الانكليز جسرا مهما لهم وللبغداديين سمي جسر الجنرال مود وذلك العام 1918م يربط بين منطقة الصالحية في الكرخ ورأس القرية في الرصافة.
ظلت الجسور في بغداد حتى نهاية عقد الثلاثينات من القرن الماضي تتسم بكونها متغيرة ومنصوبة على القوارب وممكن ان تتحرك حسب مقتضيات الحاجة أو تقطع أو تحرق، أي إنها لم تتسم بالثبات حتى افتتاح جسر المأمون (الشهداء حاليا) بداية الأربعينيات، ويعتبر أول جسر ثابت أقيم في بغداد، تلا ذلك بعام واحد إفتتاح جسر الملك فيصل (الأحرار حاليا) الذي حل محل جسر مود المتحرك الذي تمت الأشارة
إليه.
في الخمسينيات شهدت بغداد حركة قوية لبناء الجسور، تمثلت بافتتاح ثلاثة جسور رئيسة هي الصرافية الذي يربط الوزيرية من جهة الرصافة بالعطيفية من جهة الكرخ وهومايعرف [بالجسر الحديدي] أو جسر القطار حيث كانت تخترقه سكة القطار النازل الى بغداد سواء من الشمال او الجنوب، كذلك جسر الملكة عالية (الجمهورية حاليا) ويقال ان الوصي حسب بعض الروايات قد وقع من يده المقص الذي قص به الشريط وهو يفتتح الجسر فناولوه إياه ثانية فقال (الظاهر ان هذا الجسر سيفتتح مرتين) وبالفعل افتتح مرتين حين هدمته الطائرات الأميركية بداية التسعينيات وتم اعماره وإفتتاحه ثانية، الجسر الثالث هو جسر الأئمة الذي افتتح العام 1957م ليربط الاعظمية من جهة الرصافة بالكاظمية من جهة الكرخ ولهذا الجسر حكايتان الاولى حدثت اثناء انشائه وتسميته كونه يربط بين منطقتين تعتبران من المعالم الأربعة التي إرتكزت عليها بغداد والمعالم هي [الكرخ والرصافة والاعظمية والكاظمية]، والجسر بما إنه انشئ محل جسر الاعظمية المتحرك لذا أراد أهل الأعظمية ان يسمى باسم الامام ابي حنيفة النعمان (رضي الله عنه )كذلك اراد أهل الكاظمية أن يسمى باسم الامام الكاظم ( عليه السلام)، لذا إرتأت الحكومة في العهد الملكي ولغرض أن لا تعلن اوتوحي بانحيازها الى اية جهة أن تطلق عليه إسم [جسر الأئمة] وهي تسمية تشمل الأئمة الثلاثة الامام الكاظم وحفيده الامام محمد الجواد وكذلك الامام أبي حنيفة النعمان بن ثابت، والحكاية الثانية هي حكاية سقوط نحو الف عراقي في أب 2005م كانوا على متنه حين وصلهم بلاغ انه اي الجسر ملغوم او فيه عبوات ناسفة مماحدا بالناس وهم متوجهون او عائدون من زيارة الامام الكاظم عليه السلام في الذكرى السنوية لاستشهاده، هذه الحادثة التي اعادت للاذهان قوة ومتانة العلاقة بين البغداديين حين هب أهل الاعظمية لنجدة اخوانهم الزائرين وانقاذهم من الغرق حتى ان قسم منهم لقى حتفه وهو يخلي الغرقى ومنهم الشاب عثمان العبيدي
في مرحلة الستينيات وفي عهد الزعيم عبد الكريم قاسم( رحمه الله) أقر مجلس الاعمار انشاء ثلاثة جسور هي جسرالكرادة[ المعلق] الذي يربط الكرادة من جهة الرصافة بكرادة مريم وأم العظام في الكرخ وقد أفتتح الجسر العام 1964م والجسران الأخران هما جسر الدورة وجسرباب المعظم اللذان تاخر افتتاحهما الى سنوات لاحقة.
الدكتور علي العكيدي
منقول