رحيل الأمس
ما زلت وحدي
وحدي هنا ...
ما زلت وحدي
...والليل تمثال صمتي
هجرت آلهة عشقي
ورحلت قصص قياصرة موتي
عيناي بالأفق البعيد
تبحث عن أرصاد النجوم
تهيم في متاهات الغيوم
ما زلت وحدي
والرياح تجذبني
بصراخها العنيد
للقاع
يا شقائي
تصارعني ...تجذبني ...تمزقني
وخواطري البلهاء تعلق بالصدى
في الأفق السحيق
وتجمع أركان رحال بعيد
وأنا أريد ...!!
وكم أريد ...!!
ولست املك ما أريد !!
اعلم أنني سأبقى وحدي
في متاهات الطريق
رغم إعيائي الشديد
... النور في الأفق البعيد
هزيل .. ونحيل
يصرخ منسابا خلال سقيفة الغيم الطريد
كم ليلة من ليالي الشتاء كنا ننشد ...!؟
قصص في متاهات بعيده
والريح تعصف بي وتجلدني بسواعدها المديدة
زادي احترق في مشاعلي
وضلوعي بانت كأنها سقف متخاذلات
أنظر أنا ...!!
كالطير كنت في طريق والغيوم مروحات
سأظل ارتقب الحصاد
قد حان الحصاد
سأظل وحدي من جديد
...أكبو وابدأ من جديد
فلتسخري مني يا رياح
وقيدي خطواتي
ولتطفي كل شموعي
وسعود إلى وحدتي من جديد
والويل للمتهالكين ...والمتعثرين
كأنهم ورق الخريف على طريق العابرين
كانوا هنا متزاحمين على ينابيع الدفوف
يتسابقون كأنهم فراشات الربيع
طرقت أكفهم النحيلة
أبواب المتاهات والمسافات الطويلة
ثم عادوا متقهقرين
كأنهم
هشيم أعشاب تذريها أعاصير السنين
يتلمسون طريقهم من حيث جاؤوا هاربين
أعماقهم زيف
وأعينهم بحيرات
يظل بهن قرصان العين
خلف ارتعاش الظل
كم ذا يلوح ولا يبين
لكنني ما زلت وحدي
وحدي هنا
وأبعثر الظلمات
ما زال دفء قلبي على مر السنين
يصبو إلى حنين
مخبأه في كنوز العالمين
...ومظلتي في الهول كانت قبة الليل العجوز
ابني واهدم ثم ابني من جديد
للفجر ... للفجر
الذي حنت له نفسي
من جديد مشتاقة
للبرعم أمل بأعماقي
تفتحه أنامله البراقة